في عصر المعلوماتية الكل في سباق نحو التقنية لمواكبة ما يستجد من مستحدثات تكنولوجية تجعل الحياة أكثر رفاهية وسهولة. وبما أن هذا العصر هو عصر الإصلاح التربوي، أصبحت كثير من المؤسسات التعليمية تسعى جاهدة إلى رقمنة التعليم، وفي ضوء التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد ظهر التعلم النقال أو ما يطلق عليه (MobileLearning) وهي تقنية تتيح المعرفة في أي زمان ومكان.
فالتطور التكنولوجي للهواتف الخلوية وللتطبيقات التي تثبّت عليها يومًا بعد يوم، نتيجة لامتلاكها المتزايد من قبل الشباب، والتكلفة الكبيرة لتجهيز المدارس بالحواسيب المتقدمة، تجعل إدخال الهواتف الخلوية للمدارس، كأدوات تعلم تكنولوجية أمرًا مرغوبًا، ناجعًا ومجديًا.
لقد تطورت الهواتف النقالة تطورًا كبيرًا خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث مرت بمراحل تطور عديدة أضافت كل مرحلة إلى سابقتها الكثير حتى ظهرت بالشكل الذي نراه حاليًا، حيث بدأت شركة موتورولا «Motorola» بصناعة الهواتف النقالة أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، ثم جاءت شركة نوكيا «Nokia» في النصف الثاني من الثمانينيات، ومع التطور في صناعة الهواتف النقالة، وصغر حجمها وقلة وزنها وانخفاض أسعارها وأسعار المكالمات الهاتفية، زاد ذلك من نسبة مبيعات الشركات المصنعة لها منذ عشر سنوات تقريبًا.
يعتبر التعليم المتنقل شكلًا جديدًا من أشكال نظم التعليم عن بعد، والذي يتسم بانفصال المحاضر عن الطلاب مكانيًا وزمانيًا. والتعلم المتنقل هو مصطلح لغوي جديد يشير إلى استخدام الأجهزة المحمولة في عملية التعليم. ويركز هذا المصطلح على استخدام التقنيات المتوفرة بأجهزة الاتصالات اللاسلكية لتوصيل المعلومة خارج قاعات التدريس، حيث وجد هذا الأسلوب ليلائم الظروف المتغيرة الحادثة بعملية التعليم التي تأثرت بظاهرة العولمة. يمكن تحقيق ذلك باستخدام الأجهزة النقالة والمحمولة مثل الهواتف المتنقلة CellPhonesوالمساعدات الرقمية PDA) هي أجهزة حاسوب محمولة باليد) والحواسب المحمولة PortableComputersوالحاسبات الشخصية الصغيرة TabletPCsعلى أن تكون كلها مجهزة بتقنيات الاتصال المختلفة اللاسلكية والسلكية على حد سواء مما يؤمن سهولة تبادل المعلومات بين الطلاب أنفسهم من جهة، وبين الطلاب والمحاضر من جهة أخرى.
أولاً: تعريف التعلم المتنقل:
كلمة Mobileفي قواميس اللغة تعني (متحرك أي قابل للحركة أو للتحرك أو الجسم المتحرك)، ومن هنا يمكن ترجمة المصطلح MobileLearningإلى ما يلي: التعلم المتنقل – التعلم النقال – التعلم المتحرك- التعلم الجوال- التعلم بالموبايل – التعلم عن طريق الأجهزة الجوالة (المتحركة) أو المحمولة باليد، فكلمة الموبايل Mobileتعني في الغالب الأجسام أو الأجهزة المتحركة أو الأجهزة النقالة.
فمنذ سنوات قليلة ماضية وعلى وجه التحديد في بداية القرن الحادي والعشرين، استخدم في الدول الغربية مصطلح جديد في مجال التعليم أطلق عليه باللغة الإنجليزية MobileLearningأو mLearningأو m-Learning، وباللغة الفرنسية Lemobilelearningأو Lem-Learningأو L`apprentissagemobile.
• ويمكن تعريف التعلم الجوال بأنه استخدام الأجهزة اللاسلكية الصغيرة والمحمولة يدويًا مثل الهواتف النقالة MobilePhones، والمساعدات الرقمية الشخصية PDAs، والهواتف الذكية Smartphones، والحاسبات الشخصية الصغيرة TabletPCs، لتحقيق المرونة والتفاعل.
- التعلم المتنقل Mobilelearning، والذي يطلق عليه أحيانًا m-learning، هو التعلم الذي يتم باستخدام الأجهزة المحمولة الصغيرة Small/PortableComputingDevicesوتشمل هذه الأجهزة الحاسوبية: الهواتف الذكية Smartphones، والمساعدات الرقمية الشخصية (PDAs)، والأجهزة المحمولة باليد.
• أما الباحث فيرى أن التعلم النقال، هو مستحدث يعتمد على استخدام الأجهزة الخلوية في الاتصال والتواصل بين المعلمين والمتعلمين والمواقع الإلكترونية، وذلك من خلال خدماتها، المتمثلة في كل من: MSM(الرسائل النصية)، MMS(الوسائط المتعددة)، WAP(الواب)، SMN(رسائل MSN–HOTMAIL–MSN- Messenger)، GPRS(التراسل بحزم الراديو)، BLTH(البلوتوث).
ثانيًا: جوانب التعلم النقال حسب بعض النظريات:
استخدام الأجهزة النقالة في التربية أدى إلى إحداث تطوير بعض الباحثين لنظريات تعلم ملائمة للتعلم النقال الحديث، فقد عرض مثلًا شاربلز نظرية «الفعالية» التي تُبرز التعلم النقال كمحادثة وكفعالية، حتى تُلائم التعلم النقال، في أربعة جوانب:
(1) التعلم النقال كوساطة: التعلم النقال هو تعلم يحدث عندما تتوسط أدوات تكنولوجية بين المتعلم والمعرفة.
(2) التعلم النقال يستخدم تكنولوجيا نقالة.
(3) التعلم النقال e-learningكاستمرار للتعلم الإلكتروني.
(4) التعلم النقال كتعلم مُتمركز حول المتعلم: حيث المتعلم هو النقال وليس بالضرورة التكنولوجيا.
ثالثًا: بعض التجارب المعتمدة على خدمات التعلم النقال:
(1) تجربة إدارة التعليم النيوزيلندية:
ففي مبادرة من إدارة التعليم النيوزيلندية لتفعيل استخدام التعلم النقال (MobileLearning) قامت الإدارة بتفعيل خاصية التعلم عن طريق الرسائل النصية القصيرة عبر موقع أطلقت عليه (www.studytxt.com)بحيث يقوم الطالب بإرسال رسالة محمول لرقم خدمة الموقع طالبًا بعض المعلومات البسيطة عن معلومة معينة، وقد لاقت تلك الخدمة رواجًا كبيرًا بين المدارس والطلاب في نيوزيلندا، وأثبتت فاعليتها في عدد من السيناريوهات التعليمية.
أمثلة على التجربة النيوزيلندية
المثال الأول: قيام أحد المدرسين بعمل ملخص لأهم عشر كلمات درسها الطلاب خلال الأسبوع في مادته، ليقوم الطالب بعدها بإرسال رسالة نصية قصيرة لجلب هذه الكلمات ومراجعتها.
المثال الثاني: قام بها مدرس للعلوم لشحذ همة طلبته في البحث والتقصي عن طريق لعبة، حيث يقوم المعلم في بداية كل درس بطرح سؤال للطلبة، ويطلب منهم إرسال إجاباتهم عن طريق رسائل المحمول لموقع الخدمة، ثم يرد على الطالب برسالة نصية تبين مدى صحة إجابته، كما أن المعلم قد وعد الطلاب بجوائز قيمة لأول من يقوم بإرسال الإجابة الصحيحة.
(2) مشروع القوى اليدوية:
يحاول هذا المشروع جعل التعلم المتنقل حقيقة ممكنة، حيث يتم تقديم محتوى المقرر باستخدام المساعد الشخصي الرقمي متضمنًا الحركة والصوت ذا الجودة العالية والتصفح في الجهاز، كما يسمح للمتعلمين باختبار قدراتهم أيضًا من المشاريع العالمية مشروع INSEAD/Nokia/ICUS، كوّنت الشركات الثلاث شكل اتحاد آسيوي من أجل إطلاق التعليم الجوال, وكانت النتيجة لهذا المسعى هو تطوير وإنتاج منهج إلكتروني يتم تقديمه عبر أجهزة هاتف نوكيا التي تعتمد على بروتوكول التطبيقات اللاسلكية (WAP)..
(3) التجربة الهولندية:
استخدمت الهواتف الجوالة لإثراء تجارب التربية المتحفية، فعلى الرغم من أن هولندا دولة صغيرة نسبيًا، فإن بها عديدًا من المؤسسات المتحفية والثقافية القريب جدًا بعضها من بعض، ولكن على الرغم من ذلك فإن الهولنديين نادرًا ما يكونون مدركين لقرب هذه المتاحف منهم، حيث يعبرون تلك المتاحف بدون أي ملاحظة أو تفكر في الاستفادة منها ثقافيًا أو تربويًا، لذا كانت فكرة استخدام الهواتف الجوالة والتي تهدف إلى إرسال المعلومات والموضوعات المتحفية المرتبطة بالمتحف لكل مجموعة من الأفراد موجودة في محيط المتحف المرسل منه المعلومات، وقد تمت تلك التجربة من خلال الاعتماد على إرسال الرسائل المختلفة والمتعددة الوسائط مباشرة من خلال الإنترنت وإلى الهواتف الجوالة، وذلك من خلال موقع الإنترنت الذي تم إعداده لذلك المشروع.
رابعًا: الخدمات التي يقدمها التعلم النقال لخدمة العملية التعليمية:
1- خدمة الرسائل القصيرة ShortMessagesService(SMS):
تعد خدمة الرسائل النصية من أكثر الخدمات استخدامًا من قبل مستخدمي الهواتف المحمولة، وتكتب عن طريق لوحة أزرار الهاتف المحمول وترسل عبر شبكاته، وتسمح لمستخدميه بتبادل رسائل نصية قصيرة فيما بينهم بحيث لا تتجاوز حروف الرسالة الواحدة 160 حرفًا، وتتميز خدمة الرسائل النصية القصيرة بأنها اقتصادية ومسلية، ووسيلة سهلة للاتصال بشخص آخر على هاتفه المحمول في أي مكان دون التسبب بأي إزعاج للآخرين. كما تتميز الرسائل النصية القصيرة بأنها تصل إلى الشخص الآخر حتى عندما تكون مكالماته محولة إلى رقم آخر، أو إذا كان هاتفهم مشغولًا، أو حتى إذا كان الهاتف المحمول الذي ترسل له الرسالة النصية القصيرة مغلقًا.
2- خدمة الوسائط المتعددة MMS:
هي خدمة لإرسال واستقبال الرسائل المصورة أو الملفات الصوتية أو ملفات الفيديو، وكذلك الرسائل النصية وبمحتوى أكبر مما هو عليه في الرسائل القصيرة SMS، فهي امتداد أو تطور لتقنية الرسائل بوجه عام، وما يميزها عن الرسائل القصيرة العادية أنها تتيح للعميل إمكانية إرسال محتوى يصل حجمه إلى 100 كيلو بايت في الرسالة الواحدة، بينما لا يتعدى حجم الرسالة القصيرة 140بايت فقط، مع خدمة (MMS) ليس من الممكن إرسال رسائل الوسائط المتعددة من هاتف لآخر فحسب، ولكن أيضًا من الهاتف إلى البريد الإلكتروني والعكس، لقد غيرت رسائل الوسائط المتعددة من النمط المعتاد للاتصالات النقالة بحيث جعلتها أكثر خصوصية وأكثر تعبيرًا.
3 - خدمة الواب (WAP) WirelessApplicationProtocol:
فالواب «برنامج يحول صفحات الإنترنت المصممة للكمبيوتر ليجعلها صغيرة بشكل يناسب شاشات الهواتف» المحمولة، فيستفيد المستخدم للهاتف من خاصية التجوال، ومما يقدمه الإنترنت من خدمات ومعلومات، الأمر الذي يسهل عملية نقل وتبادل البيانات والاستفادة من بقية خدماتها المختلفة مثل البريد الإلكتروني والشبكة العنكبوتية ومجموعات الأخبار وخدمات المعلومات المختلفة ووسائل التسلية والثقافة وأعمال البنوك والأسهم والتجارة والشراء عبر الإنترنت ومعرفة الأحوال الجوية وغيرها، ويختلف الواب WAPعن الويب (Web)؛ فالأول هو خاص بالأجهزة النقالة كأجهزة الهواتف النقالة وحاسبات الجيب والأجهزة الذكية في الدخول إلى الإنترنت، أما الثاني فهو خاص بأجهزة الحاسوب والإنترنت.
4- خدمة MSNالمتنقل:
يمكن من خلال هذه الخدمة أن تصلك رسائل MSNHotmailو MSNMessengerمباشرة إلى هاتفك المحمول واستلام رسائل تنبيه على هيئة رسائل SMSلأشعارهم بوصول الرسائل الإلكترونية على عنوان Hotmailالخاص بهم، إضافة إلى ذلك بإمكانهم استلام الرسائل من أصدقائهم المشمولين في خدمة. MSNMessenger
5- خدمة التراسل بالحزم العامة للراديو(GPRS):
كلمـة GPRSما هي ألا اختصــار لــ (GeneralPacketRadioServices) وتعنــي التراسل بالحزم العامة للراديو، وهي من التقنيات المبتكرة لنقل البيانات عبر شبكات (GSM)، فهي تقنية مبتكرة جديدة تسمح للهواتف النقالة بالدخول إلى الإنترنت بسرعة فائقة وإمكانية استقبال البيانات والملفات وتخزينها واسترجاعها وتبادلها لاسلكيًا بسرعة في حدود (171.2) كيلوبايت في الثانية، والوصول إلى كم أكبر من المعلومات المتاحة من خدمة الواب وبتكلفة أقل وجهد أقل. وتختلف هذه الخدمة عن خدمة الواب، حيث يمكن للمشترك في تقنية GPRSالاستفادة من تطبيق أو خدمة الـواب إلا أن خدمة الواب عبر تقنية الـ GPRSستحقق للمشترك فيها سرعة أعلى في تصفح المعلومات مقارنة بسرعة الخدمة الحالية المقدمة عبر شبكة الجوال والتي لا تتجاوز سرعة نقل البيانات من خلالها(9.6 ك.ب)
6- خدمة البلوتوث «Bluetooth
تعتبر تقنية الاتصال اللاسلكي بلوتوث BluetoothWirelessTechnologyمن تقنيات التواصل عبر موجات راديو وبروتوكول اتصالات، صممت للربط بين الأجهزة المختلفة بأسلوب وطريقة جديدة تعتمد على الاتصال اللاسلكي بدلاً من الربط السلكي، ويغطي البلوتوث مساحة جغرافية تمتد من المتر الواحد إلى المائة متر، وذلك يعتمد على طبيعة الجهاز المرسل والمستقبل، حيث يمكن نظام البلوتوث الأجهزة الموجودة في إطار تغطية الموجات من اتصال بعضها ببعض، لذلك لا يشترط وجود الأجهزة في صف واحد أو على خط واحد، بل يمكن أن تكون الأجهزة موجودة في غرف مختلفة، ولكن يجب أن تكون إشارة البلوتوث قوية لتغطي هذه المساحة.
ويستخدم البلوتوث في عدة تطبيقات، منها إنشاء شبكة حاسوب صغيرة بين أجهزة الكمبيوتر الموجودة في مساحة جغرافية صغيرة، وكوسيلة إدخال للحاسوب مثل الماوس أو الكيبورد حيث يتم الاستغناء عن الأسلاك، ووسيلة إخراج للحاسوب مثل الطابعات حيث يتم الاستغناء عن الأسلاك، وكذلك وسيلة لنقل الملفات والمعلومات بين الأجهزة عبر نظام نقل العناصر.
خامسًا: الفوائد التعليمية من توظيف التعلم المتنقل في عمليتي التعليم والتعلم:
• تسهيل مهام المعلمين، فهي تعد أدوات مساعدة للتعلم Learningبالنسبة للطلاب.
• يمكن للطلاب التفاعل بعضهم مع بعض ومع المعلم بدلًا من الاختباء وراء الشاشات الكبيرة. LargeMonitors.
• المتعلم يمكن أن يحصل من خلالها على المعلومات بشكل أسهل وأسرع من المحادثات الهاتفية أو البريد الإلكتروني مثل جداول مواعيد المحاضرات أو جداول الاختبارات.
• يمكن التواصل بحرية مع المعلم في أي وقت وطرح الأسئلة وتلقي الإجابات بسهولة، وتبادل الرسائل بين المتعلمين أنفسهم، وبينهم وبين المعلم سواء ما تعلق منها بالأمور التعليمية أو الاجتماعية.
• تستخدم في أي وقت وأي مكان في المنزل أو في القطار أو في الفنادق.
• جذب المتعلمين: فالشباب الذين تسربوا من التعليم يمكنهم الاستمتاع باستخدام أجهزة الهاتف النقال، وأجهزة الألعاب GamesDevicesمثل Gameboysفي التعلم.
• قد تؤدي الهواتف النقالة إلى سد الفجوة الرقمية لأن تلك الأجهزة تكون أقل تكلفة من الحاسبات المكتبية.
• يمكن استخدام خدمات الرسائل القصيرة SMSللحصول على المعلومات بشكل أسهل وأسرع من المحادثات الهاتفية أو البريد الإلكتروني مثل جداول مواعيد المحاضرات أو جداول الاختبارات وخاصة مع إجراء تعديلات طارئة على هذه الجداول.
• تستخدم كتقنية مساعدة للمتعلمين الذين يواجهون صعوبات تعلم LearningDifficulties..
سادسًا: خصائص التعلم النقال:
1- التعلم النقال يتم في كل وقت وكل مكان:
التعليم النقال M-Learningسوف يأخذ عملية التعليم بعيدًا عن أي نقاط ثابتة، محترمًا بذلك رغبة المتعلم في أن يتفاعل مع أطراف العملية التعليمية المختلفة دون الحاجة للجلوس في صف دراسي أو أمام شاشات الحواسيب، ويحقق المشاركة والتعاون المتجاوز للتباعد الجغرافي والجسماني بين الطلاب أنفسهم، وبينهم وبين معلميهم.
2- التعلم النقال يتيح للمتعلم التواصل السريع مع شبكة المعلومات الدولية:
يتم الاتصال بالإنترنت في التعلم النقال لاسلكيًا (عن طريق الأشعة تحت الحمراء)، من خلال خدمة الواب WirelessApplicationProtocol(WAP)،وهذا يتم في أي مكان دون الالتزام بالوجود في أماكن محددة مما يسهل عملية الدخول إلى الإنترنت وتصفحه في أي وقت وأي مكان، كما تسمح تقنية GPRSللهواتف المحمولة بالدخول إلى الإنترنت بسرعة فائقة وإمكانية استقبال البيانات والملفات وتخزينها واسترجاعها وتبادلها لاسلكيًا بسرعة في حدود 171.2 كيلوبايت في الثانية، والوصول إلى كم أكبر من المعلومات المتاحة من خدمة الواب وبتكلفة أقل وجهد أقل، وسهولة لتصفح مواقع الإنترنت WebBrowsingبحيث يمكن النقر مباشرة على الروابط Linksبالقلم بدلًا من استخدام الفأرة.
3- تبادل الملفات والرسائل بين المتعلمين أنفسهم، وبينهم وبين المعلم:
عن طريق رسائل SMSيتم تبادل الرسائل النصية أما عن طريق MMS، فيتم تبادل الملفات والكتب الإلكترونية بين المتعلمين، حيث يمكن أن يتم ذلك عن طريق تقنية البلوتوث أو باستخدام الأشعة تحت الحمراء، وهذا لا يتوفر في أنماط التعلم الإلكتروني الأخرى.
4- تكلفة التعلم النقال منخفضة نسبيًا وهي رخيصة ومتداولة:
تتمتع غالبية الأجهزة الرقمية المتنقلة بانخفاض في الكلفة الشرائية بالمقارنة مع الحواسيب المكتبية desktopPCs. فقد ذكرت دراسة Kvavik (2005)أن الطلاب في التعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية ما يقرب من حوالي 82% منهم يمتلكون هواتف محمولة، وفي دراسة مماثلة ذكرت أن حوالي 12% منهم يملكون أجهزة رقمية شخصية، وحتى في الحالات التي تم اقتناء أجهزة متنقلة متنوعة فإنها ظلت أقل تكلفة من المعدات القياسية مثل: الحواسيب الشخصية.
5- الحجم الصغير لتلك التقنية مما يسهل عملية التنقل بها:
معظم الأجهزة المحمولة بصفة عامة- مثل الأجهزة الرقمية الشخصية PDAsأو الحاسبات الآلية المصغرة TabletPCالحواسيب المكتبية desktopPCs- والهواتف المحمولة بصفة خاصة، التي تحمل المذكرات والكتب الإلكترونية تكون أخف وزنًا وأصغر حجمًا وأسهل حملًا من الحقائب المليئة بالملفات والكتب أو من الحاسبات المحمولة أيضًا.
6- الحصول والوصول إلى المعلومات والخبرات التعليمية أسرع من الوسائط الأخرى:
يمكن من خلال الخدمات المتوافرة في الهواتف المحمولة خاصة الحديثة منها، الحصول والوصول إلى المعلومات والخبرات التعليمية بصورة أسرع من الوسائط الأخرى سواء تعلق الأمر بخدمات الإنترنت أو حتى تبادل الرسائل بين المتعلمين أنفسهم أو بينهم وبين المعلم.
مبررات استخدام الهاتف المحمول (التعلم النقال) في العملية التعليمية:
• التعلم النقال أساسي لتلبية حاجات التعلم، فعن طريق الهاتف المحمول نتمكن من تقديم الخبرات والمواد التعليمية التي تلبي حاجات كل متعلم وظروفه.
• المبادرة إلى اكتساب المعرفة، فوجود الهاتف في يد المتعلم يمكن أن يكون له دور أساسي في سرعة مبادرته إلى الحصول على تلك المعارف والمعلومات.
• المرونة في دعم عدد كبير من الأنشطة المهمة في التعلم من خلال الحركية والتنقل في إعدادات التعلم وتطبيقاته.
• التفاعلية في عملية التعلم، حيث يستطيع المعلم تلقى استفسارات الطلاب وتساؤلاتهم من خلال الهواتف.
• الوصول إلى الأفراد في أي مكان وفي أي وقت، ليفتح آفاق التعليم لشرائح كبيرة من المجتمع قد يكون من الضروري أن يصل النظام التعليمي إليها.
• تتناسب مع الأنشطة التعليمية، فتعدد الخدمات التي يمكن الحصول عليها من خلال الهواتف المحمولة تعين على تقديم المواد والأنشطة التعليمية بأساليب ووسائل تتلاءم وطبيعة تلك الأنشطة.
• النمو المتزايد لاستخدام الأجهزة التفاعلية عمومًا والهواتف المحولة على درجة الخصوص في العالم.
• يمكن أن تقدم فوائد عديدة للعملية التعليمية، وتعطي فرصًا جديدة للتعلم التقليدي في الفصول الدراسية وكذلك في نمط التعلم مدى الحياة خارج هذه الفصول الدراسية.
• تعدد الخدمات التي يمكن أن تقدمها الهواتف التفاعلية في التعليم.
• شيوع انتشار أساليب التعلم عن بعد والحاجة إليها في الجانب التعليمي.
• المساهمة في التغلب على ما يعانيه التعليم التقليدي من مشكلات.
نتائج وتوصيات:
توصلت الدراسة الحالية إلى مجموعة من النتائج التالية:
• التعلم النقال له العديد من الفوائد التعليمية التي تيسر عملية التعلم، ومن أهمها أنها رخيصة الثمن، وسهلة الحصول عليها وإمكانية التعلم في أي مكان وزمان، وسرعة الحصول على المعلومات سواء كانت نصوصًا أو ملفات.
• أساسي لتلبية حاجات التعلم، فعن طريق الهاتف المحمول نتمكن من تقديم الخبرات والمواد التعليمية التي تلبي حاجات كل متعلم وظروفه.
• يقدم التعلم المتنقل العديد من الخدمات التعليمية، لخدمة الرسائل النصية ورسائل الوسائط المتعددة، ووخدمة الواب، وخدمة التراسل بإشارات الراديو، وخدمة MSN.
• استخدام الأجهزة النقالة في التربية أدى إلى تطوير بعض الباحثين لنظريات تعلم ملائمة للمحيط النقال الحديث.
• يعتبر التعليم المتنقل شكلًا جديدًا من أشكال نظم التعليم عن بعد والذي يتسم بانفصال المحاضر عن الطلاب مكانيًا وزمانيًا.
• الامتلاك المتزايد من قبل الطلبة، تجعل إدخال الهواتف الخلوية للمدارس كأدوات تعلم تكنولوجية أمرًا مرغوبًا، ناجًعا ومجديًا.
وفي النهاية يوصي الباحث:
• بضرورة تطبيق التعلم النقال في الجامعات الفلسطينية لما لها أثر واضح في خدمة العملية التعليمية التعلمية، وعدم الاقتصار في الاستخدام على الإعلانات والإرشادات والتوجيهات العامة.
• ضرورة إجراء دراسات علمية للكشف عن نتائج بناءة في تطوير العملية التعليمية التعلمية سواء على المستوى المدرسي أو الجامعي.

بقلم: د. منير عوض