بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو لي أن المقال شائكا بعض الشيئ وأنا أتكلم من وجهة نظري العلمية والمعرفية في علوم الإدارة وعليه فسأتناول المقالة باكثر من منظور تحليلي من وجهة نظري المتواضعة:
أولا: من حيث الشمولية
الحديث عن الإدارة اليابانية ومقارنته بالإدارة في الإسلام أو غيرها أمرا يحتاج إلي التطرق لكثير من التفاصيل والتي قد يؤلف لها مراجع عدة وأن الخصائص الأربعة للإدارة اليابانية الذي ذكرها أخي العزيز أحمد نبيل فرحات أعتقد أنها اجتهادا منه لتلخيص وجهة نظره للربط بين الإدارة اليابانية والإدارة الإلسلامية وهو مجهود مشكور عليه ومعلومات مثرية إلا أنها لا توضح الفكر الشمولي للإدارة اليابانية فهناك العديد من مبادئ الإدارة الياباينة والجودة الشاملة والتي لها أثر كبير في تطوير الفكر الإداري الياباني لم يتم الإشارة إليها من قريب أو بعيد ( اعتقد لغزارة المعلومات وكثرتها ) وكذا الحال فيما عرضه عن الإدارة الإسلامية.
ثانيا : من حيث الاستدلال
أثار حفيظة أخي العزيز أحمد الكردي كثرة استدلال أخي العزيز أحمد نبيل فرحات بأقوال سيدنا علي رضي الله عنه وبدون التطرق إلي المذهبية و فتنها فكلا الأخيين ( أحمد ) ينتمون لدين الإسلام فلابأس بالاستدلال بسيدنا علي أو غيره من الصحابة رضي الله عنهم و لكن كما يقال إذا حضر الماء بطل التيمم فالحديث عن الشوري أمر منصوص عليه في القرآن الكريم ( وأمرهم شورى بينهم ) و للرسول محمد صلي الله عليه و سلم مواقف و أحدايث بهذا الشان كما لغيره ممن تبعو نهجه وسنته فكان من الأحرى الاستدلال بالنصوص القرآنية و الأحدايث النبوية ولا أجد ما يمنع أبدا من الاستدالال بأقوال وأفعال سيدنا علي رضي الله عنه بعد القرأن وسنة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم.
ثالثا: من حيث المحتوى
كما سبق أن أشرت في بداية حديثي أن الموضوع شائكا بعض الشيء فهناك تشابك في المعلومات والتي ساتطرق لبعضها فقط مراعاة لحجم الموضوع.
- بشان المقارنة بين الإدارة اليابانية و الإدارة الإسلامية في إتخاذ القرار
أولا أستخدم أخي أحمد فرحات لفظين مختلفين في هذا الشان فأشار إلي إتخاذ القرار بصورة جماعية في الإدارة اليابانية و صناعة القرار بالمشاركة في الإدارة الإسلامية وهو في الواقع أمرا في الكثير من الغلط و التضارب فإن عملية إتخاذ القرار يسبقها دائما عملية صناعة القرار و في مرحلة صناعة القرار المشاركة أمرا حتميا شجعت الإدارة اليابانية عليه تحت مبدأ المشاركة في صنع القرار أو كما يشار إليه في أحد مبادي إدارة الجودة الشاملة اليابانية ( المشاركة في التخطيط ) و المقصود به المشاركة في وضع الأهداف والتي سيتم لاحقا تحديدها في مرحلة إتخاذ القرار.
وكذا الأمر في الإدارة في الإسلام فالشورى هو مبدأ ركيز في صناعة القرار استدلالا بقوله تعالى ( وأمرهم شورى بينهم )
أما اتخاذ القرار بصورة جماعية فهو امر يحدث في إجتماعات مجلس الإدارة المعدة مسبقا او مجلس الشعب ( موافقون دائما ) وهو في الواقع تطبيق لأسلوب الديموقراطية في اتخاذ القرار ( رأي الأغلبية بالتوصيت او الانتخاب أو غيرها ) إلا أن واقع الحال في جميع الدول و الحكومات و الشركات الكبيرة و الصغيرة تقوم الإدارة العاليا دائما باتاخاذ القرار وهو أحد مهامها ووظائفها الأساسية و تقع تبيعات اتخاذ القرار على عاتق الإدارة العليا مما يسهل إداريا محاسبة المسؤول وتتبع المسؤولية وكلا من الإدارة اليابانية والإسلامية بل و غيرهما يعي تماما الفرق بين صناعة القرار واتخاذ القرار وأن لكل راع مسؤولية عن رعيته ومنها اتخاذ القرار بعد المشورة كلفظ اسلامي أو المشاركة كلفظ غربي او ياباني.
....... يتبع