- بشأن المقارنة بين الإدارة اليابانية والإدارة الاسلامية من حيث التوظيف
تجدر الإشارة هنا إلى ان المبدأ الياباني ( التوظيف مدى الحياة ) هو نتيجة وليس إجراء فتعتمد إجراءات التوظيف في الإدارة اليابانية على حسن إختيار الموظفين من حيث تطابق مؤهلات طالب المرشح للوظيفة ( المؤهلات ليست فقط الشهادات الدراسية ) مع متطلبات الوظيفة بشكل دقيق جدا بالإضافة إلي عدد من الإختبارات العملية والنفسية والتقنية حسب طبيعة الوظيفة والأهم من ذلك كله التخطيط المميز للمسار الوظيفي الذي يعمل على التنمية المستمرة لمهارات الموظفين طيلة عمره الوظيفي بالإضافة إلي روح العمل الجماعي وغرز الولاء والإنتماء الوظيفي بشكل يجعل التوظيف مدى الحياة نتيجة حتمية لموظف مميز يشعر بانتماءه الشديد للمؤسسة وتشعره المؤسسة بأهميته أي كانت طبيعة عمله. ( جدير بالذكر ان نظرية Z لوليم أوشي دعمت العلاقة بين الموظفين والمؤسسة وأثرت في تطور الإدارة اليابانية بشكل كبير).
أما مبدأ حسن إختيار المدير في الإدارة الاسلامية فلا أجده موثقا بشكل دقيق كما أن حسن إختيار المدير فقط لا يكفل نجاح المؤسسة نظرا لإجفاله أهمية باقي الموظفين وما جاء في القرآن والسنة والأثر إنما يؤكد على أهمية إتقان العمل وترسيخ مبادئ الجودة في كافة المجالات بالإضافة إلي الحث على العمل والإجتهاد وترسيخ مبادئ الأخلاق الوظيفية ( الأمانة - الصدق - العدل .... ). وضع الإسلام العديد من المعايير التي تكفل حسن سير العمل واستقاماته بل والتميز فيه ولا أستطيع شخصيا أن أجمع كل ما ذكره الإسلام عن العمل تحت مبدأ أو شعار واحد.
ما أريد أن أوضحه في هذه النقطة أن وجه المقارنة في هذا الشأن بل فيما ورد لاحقا من حيث التدريب والتعليم و الإدارة الأبوية وغيرها هي مقارنات غير دقيقة قد تؤدي إلي الجدل وخصوصا إذا نزعت عنصر الدين أو الإنتماء للإسلام فقد يجد البعض الكثير من الثغرات التي ترجح كفة الإدارة اليابانية أو غيرها على الإدارة الاسلامية.
.... يتبع