أثر استخدام إستراتيجيات الذكاءات المتعددة في تدريس العلوم
في اكتساب الطلبة لعمليات العلم
أ. د. عبد الله خطايبة
جامعة صحار – سلطنة عمان
د. عدنان البدور
جامعة مؤته - الكرك - الأردن
الملخص
هدفت الدراسة إلى الكشف عن أثر استخدام إستراتيجيات الذكاءات المتعددة في اكتساب طلبة الصف السابع الأساسي لمهارات عمليات العلم، وذلك من خلال فحص أثر إستراتيجية تدريس قائمة على نظرية الذكاءات المتعددة المتضمنة في منهاج العلوم العامة .
تشكلت عينة الدراسة من (95) طالباً وطالبة موزعين على شعبتي ذكور من طلبة الصف السابع الأساسي في مدرسة المزار الأساسية للبنين وشعبتي إناث من طالبات الصف السابع الأساسي في مدرسة المزار الأساسية للبنات.
ولجمع بيانات الدراسة ثم استخدام اختبار مهارات عمليات العلم المترجم والمعدل والمتضمن خمسة مستويات مصنفة هرمياً توزعت على مجالي عمليات العلم الأساسية والمتكاملة.
وتم حساب معامل ثباته باستخدام معادلة كودر ريتشاردسون – 20-KR فوجد مساوياً(0.88).
كما تم تدريس المحتوى العلمي المحدد للمعالجة التجريبية من خلال تدريس ثلاث وحدات (القوى والضغط، والضغط الجوي والرياح، وأنماط من التكاثر) من منهاج العلوم العامة للصف السابع الأساسي. تم تطويرها وفقاً لأربع إستراتيجيات من إستراتيجيات الذكاءات المتعددة تم اختيارها استناداً لنتائج مسح الذكاءات المتعددة، وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية:
1- تفوق أثر إستراتيجية الذكاءات المتعددة على الطريقة التقليدية في اكتساب الطلبة لعمليات العلم بمجال عمليات العلم الأساسية.
2- تفوقت الطالبات على الطلاب في اكتساب عمليات العلم الأساسية.
وأوصت الدراسة بضرورة التأكيد على استخدام هذه الإستراتيجية في تدريس العلوم .
خلفية الدراسة وأهميتها
تحدى جاردنر الطريقة التقليدية لقياس الذكاء (IQ) بطرح نظرية الذكاءات المتعددة (MI) Multiple Intelligence's Theory لأول مرة عام 1983 في كتابة " أطر العقل : الذكاءات المتعددة" (Frames of Mind : Multiple Intelligence) حيث بين أن الأدب التربوي عرّف الذكاء بشكل ضيق جداً، ومؤكداً حقيقة مفادها أن كل طفل يمتلك سبعة ذكاءات على الأقل، وهو قادر على تطويرها إلى مستوى أعلى. إلا أن الأطفال يبدأون منذ سن مبكرة ما أسماه جاردنر (Gardner, 1983) بالميول لذكاءات محددة، ومن المحتمل أن يؤسسوا طرائق تعلم تتناسب مع ذكاءات معينة أكثر من غيرها في الوقت الذي يبدأون فيه سن الدراسة ومنذ ذلك الوقت أصبح المربون مهتمين بهذه النظرية كوسيلة فاعلة لتحسين عمليات التعلمّ والتعليم بطرق متعددة .
مثلت النظرية توجهاً جديداً تجاه طبيعة الذكاء، مما شكّل تحدياً واضحاً للمفهوم التقليدي للذكاء، ذلك المفهوم الذي لم يعترف إلا بشكل واحد من أشكال الذكاء، يظل ثابتاً لدى الفرد في مختلف مراحل حياته. فقد وسعت نظرية الذكاءات المتعددة في نظرتها للاختلافات بين البشر في أنواع الذكاءات التي لديهم وفي أسلوب استخدامها مما يسهم في إثراء المجتمع وتنويع ثقافته وحضارته عن طريق إفساح المجال لكل نوع من أنواع الذكاءات المتعددة بالظهور والتبلور في إنتاج ذي معنى يسهم في تطويره وتقدمه (Checkley , 1997).
إن وجود الذكاءات المتعددة واختلافها لدى الطلبة في الفصل الدراسي الواحد يقتضي اتباع أساليب وطرائق تعليمية تعلمية متنوعة لتحقيق التواصل مع كل الطلبة الموجودين في الفصل الدراسي والذي كان النظام التعليمي يهمل العديد من قدراتهم وإمكاناتهم التعليمية. وقد أشار جاردنر (Gardner, 1993) إلى إن مقياس معامل الذكاء (IQ) لا يأخذ بعين الاعتبار سوى جزء يسير من قدرات المتعلم، كالقدرات اللغوية، والقدرة المنطقية الرياضية وفي الوقت نفسه يهمش قدرات أخرى عديدة لا يمكن تجاهل قيمتها في المجتمع. وقد جاءت نظرية الذكاءات المتعددة لتعطي أهمية متساوية لجميع القدرات العقلية للمتعلم بما فيها التي لا تأخذها مقاييس الذكاء بعين الاعتبار.
لقد أصبحت النظرية أسلوباً معروفاً لاستكشاف أساليب التعلم والتعليم المناسبة لكل فرد، وتطوير المناهج، وتحسين أساليب تقويم المعلمين والطلبة على حد سواء. ولقد تبنت هذه النظرية العديد من المدارس في الولايات المتحدة، وكندا، واستراليا، حيث تم تنظيم بيئاتها المدرسية وأساليب تدريسها ومناهجها وطرق تقويمها وتدريب معلميها حول هذه النظرية. وفي الوقت نفسه ظهرت الكتب والمقالات والرسائل الجامعية التي تتمحور حول النظرية، وكثر الباحثون المؤيدون للتطوير المهني المستند إليها.