إن المجتمع الذي يعتمد أساساً على المعلومات كمورد استثماري وكسلعة استراتيجية وكخدمة وكمصدر للدخل وكمجال للقوى العاملة، لابد أن تكون هناك إدارة تقوم بتفعيل هذه الخدمات وتقديمها بالشكل الصحيح، فإدارة المعرفة تٌعرف بأنها العمليات التي تساعد الدول في توليد المعرفة واختيارها وتنظيمها واستخدامها ونشرها، وهي تسعى إلى إقامة العلاقات بين الأفراد وتشجيع مشاركتهم في الخبرات والتعلم والقدرة على التكيف والابتكار، كما تدعم وتساند التعليم الفردي والجماعي.
يرى Malhorta(1998) أن إدارة المعرفة تتعلق بالقضايا المحورية والحرجة ذات العلاقة بالتكيف التنظيمي والبقاء وقدرات المنظمة وإمكاناتها في مواجهة التغيرات البيئية المتزايدة بصورة غيرمنتظمة، وإدارة المعرفة بهذا المفهوم تتضمن العمليات التنظيمية التي تسعى إلى تحقيق التداؤبية من خلال الإمكانات الخلاقة والابتكارية للعنصر البشري.
وتعرف مؤسسة KPMG وهي مؤسسة استشارات شهيرة- إدارة المعرفة بأنها المحاولة المنظمة والمستمرة لاستخدام المعرفة في المنظمة لتحسين أدائها.
ويؤكد Svieby أنه لا يوجد تعريف معياري واحد لمفهوم إدارة المعرفة، غير أن هناك مسارين من النشاطات والجهود التي تهتم بمفهوم إدارة المعرفة، وهذان المساران هما: المسار الأول: هو مسار المعلومات Information Track : وفي هذا المسار ينظر إلى أن إدارة المعرفة هينفسها إدارة المعلومات، وينظر أصحاب هذا المسار إلى المعرفة بوصفها المعلومات التي تجريمعالجتها بنظم المعلومات.
المسار الثاني: هو مسار الأشخاص People Track: وبموجب هذا المسارفإن المعرفة تعبر عن العمليات التي ينعكس عنها مجموعات من المهارات الديناميكية والمعقدةوالمتغيرة نوعا ما.
وهناك من يرى أن إدارة المعرفة هي عملية نظامية للحصول على المعلوماتواختيارها وتنظيمها وغربلتها وتحديثها وتقديمها بصورة تؤدي إلى تطوير فهم العاملين وإدراكهم فيمجالات اهتمام محددة، وإدارة المعرفة تساعد المنظمة في امتلاك رؤية دقيقة وفهم واضح من واقعخبراتها وخبرات عامليها. وتركز النشاطات الخاصة بإدارة المعرفة على اكتساب المعرفة وتخزينهاواستخدامها في مجالات متعددة مثل التعلم الديناميكي ومعالجة المشكلات والتخطيط الاستراتيجيوصناعة القرارات والمحافظة على رأس المال الفكري، وزيادة المرونة ورفع مستوى الذكاء فيالمنظمة. إن إدارة المعرفة تعمل بصورة متزامنة مع ممارسات التعلم التنظيمي وتطبيقاته، وهمايسهمان في خلق القيمة وتطوير مخرجات المنظمة وتحسينها.
والتقانة (Technology) من المصطلحات التي تعددت مفاهيمها واختلفت تصنيفاتها وفقاً لتعددالمشارب الفكرية للباحثين الذين تطرقوا لها، وتعدد الأغراض التي استخدم فيها هذا المصطلح أيضاً.
فيعدها بعضهم الفن والعلم الذي يستخدم في إنتاج السلع والخدمات وتوزيعها. ويرى بعضهم الآخرأنها الوسائل والتقنيات والأفعال المستخدمة لتحويل المدخلات التنظيمية إلى مخرجات. في حين يشير آخرونإلى التقانة بجميع المهارات والمعارف والقابليات والأساليب والموارد والمكائن والحواسب وباقي المعدات والأدوات التي يستعملها الأفراد لتحويل المواد إلى سلع ذات قيمةوخدمات. فهنا نجد أن التقانة تتمثل في أشياء غير ملموسة كالمهارات والمعارف والقابليات، وأشياءأخرى ملموسة كالحواسب والمكائن والمعدات، كما نجد أن التقانة تهدف إلى تحويل المدخلات إلىمخرجات ذات قيمة.أما إدارة المعرفة فتعد حقلاً من الحقول الحديثة نسبياً، ولاسيما المستوى التطبيقي. إذ لم يتمالاعتراف بها إلا في السنوات القليلة الماضية، وذلك بعد أن وضع بعض المقاييس لها وتنامى الوعيبالفوائد المحققة من تطبيقها. ولعل الاستخدام المتزايد لتقانة المعلومات والاتصالات التي قادت إلى ثورة معلوماتية أبهرت المستخدمين، تعد إحدى الطرائق التي حفزت نشوء إدارة المعرفة، فلم يكنالتحدي مقتصراً على إيجاد المعلومات المتعلقة بهدف أو مشروع معين، بل كيفية البحث خلالالمعلومات المتوافرة لإيجاد المعلومات الأكثر فائدة لهدف معين، والطريقة الأخرى هي القدرةالمتزايدة لتقانة المعلومات والاتصالات التي ساعدت في خزن معلومات أكثر، واسترجاعها،ومعالجتها بعدد من الطرائق المحببة للمستخدم.