إن " دوائر الجودة " أو كما كان يطلق عليها في بعض الأحيان " دوائر رقابة الجودة " تعتبر هي النشأة الأولى لإدارة الجودة الشاملة حيث أنها تعتبر من الإنجازات والابتكارات اليابانية والتي بدأت عام 1962م وكانت هذه الدوائر تهدف إلى مناقشة كيفية تحسين طرق العمل ومكان العمل وسبل التوصل إلى جودة العمل, وفي هذه الدوائر يتم تحفيز الموظفين على حصر المشكلات الواردة للجودة وبعد ذلك يتم عرض الحلول التي توصلوا إليها.
ومع بداية عام 1980م ارتفعت أعداد هذه الدوائر ارتفاعاً كبيراً حيث وصل إلى أكثر من 100000 دائرة تقوم بممارسة عملها في الشركات اليابانية وحققت خلالها الصناعة اليابانية نجاحاً مرموقاً على كافة السلع وحققت انتشاراً غير مسبوق.
بينما نجد أن فكرة هذه الدوائر بدأت في أمريكا في السبعينات وحققت نجاحاً ملموساً في البداية ولكن في الثمانينات دخلت هذه الدوائر في الصناعة الأمريكية وتوقع لها الكثير استمرارية النجاح ولكن لم تحقق النجاح المتوقع كما حدث في اليابان حيث سرعان ما بدأت الأضواء تتحول عنها ومن ثم اختفت في أواخر الثمانينات. ويعود سبب فشل دوائر الجودة في أمريكا إلى طريقة استخدامها لأنهم تعاملوا معها كندوة يتم فيها تطبيق أي فكرة داخل الشركة.
ومن المعروف أنه إذا تم استخدام دوائر الجودة بطريقة صحيحة وسليمة وبشكل مناسب فأنها لن تقوم بعملية تحسين الجودة وحسب بل ستعمل على زيادة الابتكار والمشاركة من قبل العاملين في العمل كما حدث في التجربة اليابانية.