نماذج من العباقرة والعلماء اليابانيين:
استعانت الحكومة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية بعدد من الخبراء اليابانيين والأجانب في عملية تطوير القطاعات الإنتاجية المختلفة و كما طلبت الاستعانة ببعض الخبراء الأمريكان لتطبيق طرق وأساليب مراقبة الجودة في قطاع التصنيع والتسويق وبالرغم من ذلك فإن معظم الفضل يعود لما يسميه اليابانيين في لغتهم
" كايسن Kaizen" أو عملية التحسين المستمر للجودة لعدد من العلماء اليابانيين مثل كاورو إيشيكاوا, جنيشي تاجوشي و تايشي أونو , وسنعرض في الفقرة التالية إحدى هذه النماذج للعالم إيشيكاوا.
نموذج إيشيكاوا:
يعد إيشيكاوا من رواد الجودة اليابانيين ففي عام 1939م تخرج من جامعة طوكيو تخصص كيمياء تطبيقية, وفي عام 1952م حصل على جائزة ديمنج تكريما له لإسهامه العلمي والعملي في تطوير مفهوم الجودة والطرق الإحصائية لتطبيقها.
ويعتبر اليابانيون إيشيكاوا الأب لحلقات مراقبة الجودة ويرى إيشيكاوا أن تطبيق حلقان مراقبة الجودة من أهم الوسائل التعليمية لنشر مفهوم الجودة بين العاملين وكما أن الجودة الشاملة تبدأ فعليا بعملية التدريب والتعليم وتنتهي أيضا بالتدريب والتعليم للموظفين ويرى أيضا أن الاستثمار في تدريب الموظفين خلال مدة عملهم في المنشأة يعد من أهم النشاطات الإدارية التي يجب أن تركز عليها الإدارة العليا.
وفي كتابه ما لمقصود بمراقبة الجودة What Is Total Quality Control?? يرى إيشيكاوا أن مفهوم الجودة له العديد من الجوانب وهو يشمل النقاط التالية:1-مفهوم التغير والتحول من برنامج مراقبة الجودة الذي يعتمد اعتماد كلي على التفتيش إلى برنامج شامل يعتمد على النشاطات الداخلية مع الأخذ في عين الاعتبار أن العملاء جزء لا يتجزأ من عملية تحسين الجودة.
2-تحديد الطرق الرئيسية والضرورية التي تساعد في التعرف على المشكلة التي تواجهها المنشأة ومحاولة التخلص منها.
3-تحديد مجالات الجودة في السلعة أو الخدمة المقدمة التي يتقبلها العميل ويكون لديه الاستعداد لشرائها.
4-مدى إمكان تطبيق برنامج مراقبة الجودة على مستوى المنشأة بحيث يشمل المراقبة الرأسية والمراقبة الأفقية للأقسام.
5-مدى إمكان استخدام الأدوات الإحصائية للجودة, على سبيل المثال : خريطة باريتو, المدرجات التكرارية, خرائط المراقبة, الخرائط الانسيابية.... الخ هذه الأدوات الإحصائية تساعد الإدارة في معرفة أبعاد المشكلة ومصادر الأسباب وبالتالي محاولة تقليل آثارها السلبية.
ولخص إيشيكاوا المبادئ الأساسية لمراقبة الجودة الشاملة في النقاط التالية:1-إن الجودة مبنية على وجهة نظر العميل.
2-إن الجودة تعتبر جوهر العملية الإدارية, ولابد أن ينظر لها على أنها هدف طويل الأجل بدلا من التركيز على الأرباح القصيرة المدى.
3-إن الجودة تعتمد على مشاركة العاملين والموظفين وحتى يتم تطبيق أسلوب إدارة الجودة لابد من إزالة العوائق بين الأقسام المختلفة.
4-استخدام البيانات والمعلومات بواسطة الوسائل الإحصائية للمساعدة في عملية اتخاذ القرارات.
وفي عام 1943م استنبط إيشيكاوا فكرة خريطة عظمة السمكة أو ما يطلق عليها بخريطة العلاقة بين السبب والنتيجة. فمن خلال هذه الخريطة تستطيع الإدارة أن تسلط الضوء على مشكلة قائمة في المنشأة ومن ثم تقوم بدراسة الأسباب الرئيسية والفرعية التي ساعدت في ظهور المشكلة , كما قام أيضا بتطوير أساليب علمية وأدوات إحصائية يطلق عليها " الأدوات السبع" ويرى أن هذه الأدوات يمكنها مساعدة الموظفين والعاملين على تطبيق أسلوب إدارة الجودة الشاملة,ومن خلال استخدام هذه الأدوات لاحظ إيشيكاوا أن المنشأة يمكن أن تتحكم في أكثر من 95% من مشكلاتها .وأخيرا نجد أنه بالرغم من وجود اختلافات بسيطة بين النماذج السابقة مثل الفرق بين نموذج ديمنج ونموذج كروسبي حيث أن ديمنج لا يرى أهمية أو أي حاجة لقياس تكلفة الجودة بينما يرى كروسبي العكس إلا أن جميع النماذج السابقة ركزت على أهمية تدريب وتأهيل العاملين أو الموارد البشرية بصورة مستمرة حتى يتمكنوا من تطبيق برامج تحسين الجودة , بالإضافة إلى أهمية التزام الإدارة العليا بتحسين الجودة وأن الجودة تستغرق وقتا طويل في عملية التنفيذ وأنها مسؤولية الجميع والنقطة الأساسية التي ركزت عليها جميع النماذج أن العميل هو المحور الأساسي لجميع عمليات تحسين الجودة.