كثير من المدراء في القطاعين العام والخاص يجهلون علم الإدارة، لذا يعتقدون أن الإدارة عبارة عن تسيير الأعمال وحل المشكلات وإعطاء الأوامر للمرؤوسين أو إتباع السياسات، غير مدركين لأبعاد ومواضيع علم الإدارة. وبعضهم يقلد مديرا مر به وأعجب بشخصيته وطريقة إدارته، وكيف يتعامل مع موظفيه، معتقدا أن هذه هي الإدارة. مثل هؤلاء المدراء أسميهم المدراء الاجتهاديين غير المحترفين، الذين يرون الإدارة في نطاق ضيق. مثل هؤلاء هم سبب تبديد الموارد في الكثير من المنشآت؛ لأنهم يعملون بطريقة عشوائية وليست منهجية. والمدير من هذا النوع لم يحصل في الغالب على أي مؤهل أو أي تدريب في الإدارة، لذا يجهل جوانبها الرئيسة وأبعادها، وهكذا تأتي الكثير من قراراته وحلوله غير فعالة، بل قد تولد مشكلات لم يحسب لها حسابا.


إذا ما هي الإدارة؟ هي ببساطة استخدام موارد الجهة أو الإدارة أو القسم بشكل جيد لتحقيق أهداف محددةإذا ما هي الإدارة؟ هي ببساطة استخدام موارد الجهة أو الإدارة أو القسم بشكل جيد لتحقيق أهداف محددة. والموارد هي البشر (الموظفون) ورأس المال والمكان والمعدات والمعلومات والوقت. والمدير يقوم بعمله مستخدما ما يسمى بالوظائف الإدارية، وهي التخطيط والتنظيم والتوجيه والضبط والإبداع. ويتعين أن تكون للمدير رؤية واضحة لما يريد تحقيقه من إنجازات تكون تجسيدا للأهداف المحددة مسبقا، أو قد تتجاوز الأهداف. والتخطيط أمر هام للمدير ووظيفة تجعل الأداء يسير في اتجاه محسوب يفضي للأهداف المراد تحقيقها، لتجنب العشوائية وتبديد الموارد. كما أن التنظيم أحد مهام المدير التي تساعده على توزيع العمل وفقا للتخصصات والجدارات. وعلى المدير أن يعرف كيف يدير القوى البشرية التي تعمل معه ويوجهها، وهنا تبرز أهمية معرفته بموضوع الحوافز وكيف يحفز موظفيه تحفيزا خارقا حتى يقدموا أفضل ما لديهم من جهود وأفكار في أعمالهم. كما يبرز موضوع القيادة في الإدارة وكيف يتحول المدير من مدير إلى قائد يطيعه موظفوه وينقادون لأوامره وتعليماته.


وليمارس المدير وظيفة الضبط فإنه يعمل وفق مؤشرات أداء رئيسة KPIs، تساعده على قياس التقدم في الإنجاز وضبط مسار الأداء. وتختلف المؤشرات باختلاف المنشأة التي يعمل بها المدير. واجمالا فإن من المؤشرات في الغالب عبارة عن إحصاءات يقاس من خلالها مستوى ما تحقق والتكاليف والوقت.


ويجب أن يمارس المدير وظيفة الإبداع كما يؤكد بيتر دركر عالم الإدارة المشهور، لأن الإبداع في عصرنا الحاضر أمر في غاية الأهمية، فالأفكار التقليدية لم تعد مجدية. ويبدع المدير في طرق القيام بالعمل، بل ويدفع موظفيه لأن يقدموا أفكارا ابداعية حتى يحقق هو وموظفوه التفوق في الأداء.


ويأتي ضمن المواضيع التي يجب على المدير معرفتها موضوع حل المشكلات واتخاذ القرارات، وهو أحد المواضيع الهامة في علم الإدارة. وتوجد بهذا الخصوص منهجيات وطرق ذات خطوات محددة، يمكن من خلالها تحليل المشكلة وآثارها وأعراضها والخيارات المتاحة ومعايير اختيار الحل، ثم اتخاذ القرار وأسلوب التنفيذ والمدة الزمنية.


وعلى المدير أن يعرف ما يخص الجانب المالي والمحاسبي ليمارس الإدارة وهو على علم بكيفية حساب التكاليف وكيف يتم اعداد الميزانيات، وكيفية الصرف ومعايير الصرف. كما يتعين عليه أن يكون ملما بجانب المشتريات وطرق التخزين وغيرها من المواضيع التي تجعله يمارس الإدارة بشكل فعال.


إن الإدارة حقل استبيحت حرمته من قبل الكثيرين لاعتقادهم أنه أمر سهل وأن الإنسان يكون مديرا بالفطرة. وقد آن الأوان أن يعلم الكثير من المدراء غير المحترفين أنهم بحاجة لتأهيل وتدريب في علم الإدارة المتعدد الجوانب.