لا يتوقع أحد أن ينجح عمل ما بدون خطة محددة,ويمكن أن نطلق هذا القول ونعممه على جميع الأعمال, فإذا كان الأمر على هذا النحو, فإن من الأهمية بمكان أن يكون تخطيط المشروع أولى بالتركيز والاهتمام وبذل كل ما بوسعنا أن يتم بالصورة التي تكفل نجاح المشروع وانتهائه بالصورة التي تحقق الأهداف.


إن الإشكال الذي يواجه مدير المشروع هو الكيفية التي يضع من خلالها خطة المشروع بما فيها من جدول زمني , وتكلفة , ومهام , وعاملين , ومتابعة سير الخطة , وغير ذلك من الأسس التي يرتكز عليها تخطيط المشروع, وكثيرا من المشروعات فشلت أو تأخرت عن موعد انتهائها أو سببت ضغطا للعاملين , وكل ذلك يعود لسوء التخطيط وعدم الاعتناء به بصورة كافية.


ولا يمكن لمدير المشروع أن يحسب حجم الموارد والميزانية وعدد العاملين اللازمة للمشروع دون أن يعرف حجم المشروع أولا , الأمر الذي على ضوئه يكون التخطيط , وإذا أخطأ مدير المشروع التقدير في ذلك , فإنه قد يتفاجأ باستهلاك الميزانية كاملة وهو ما يزال في منتصف المشروع , أو قد يتفاجأ بأن المهام أكبر حجما من عدد العاملين , أو أن مدة المشروع قد شارفت على الانتهاء وهو مايزال في بدايته أو في المنتصف .


إن تخطيط المشروع واحد من أهم الخطوات التي ينبغي الاعتناء بها, باعتبارها المنهجية التي يسير بها العمل بصورة متزنة , وباعتباره الخط الذي يسهل الإنجاز فيما بعد,ويجعل الفكرة سهلة التنفيذ, وخطة المشروع تعمل كخريطة للعمل بها تفاصيل كافية لما يجب أداؤه من مهام وأعمال , وهي مفيدة حتى لا يضيع العاملين في فوضى المهام والتفاصيل الدقيقة ووجهات النظر الراهنة والآراء الانطباعية.


والمشروعات لا تحدث من تلقاء نفسها, ولا تسير بتوجيه ذاتي, وإنما تتطلب أفرادا يضعون لها طريقا يوجه المشروع الوجهة المرغوبة, وتجعل الكل يسير نحو الهدف المراد , وهذا يؤكد أهمية تخطيط العمل بطريقة منطقية ومنهجية وهيكلية دقيقة لا تضارب فيها ولا تعارض.


واختيارنا لـ : تخطيط المشروع , كمبحث مستقل , والتركيز عليه في هذه الوريقات , ينبع من غياب ( التخطيط ) في ثقافتنا العربية , فمعظم أعمالنا تتم وفقا لردود انفعال لحظية , لا تفي بالغرض المطلوب , حيث نركز عليه هنا أكثر لنؤسس لثقافة التخطيط التي تجعل من مشروعاتنا تسير بجدول زمني منظم يصلنا لمبتغانا من دون ضغوط نفسية أو أساليب فوضوية وتتحقق بالتالي النتائج ذات الجودة العالية, فلا يكفي في إدارة المشروع أن نبين أهمية التخطيط للعاملين فحسب , ولكن ينبغي أن نرسخ التخطيط كثقافة شاملة في الحياة الشخصية والحياة العملية , حتى يسهل فيما بعد تأكيد تخطيط المشروعات وفق منهجيتها المعروفة , ويكون لدى العاملين في المشروع قناعة تامة بأهمية التخطيط ودافع ذاتي لتعلمه وتطبيقه بالشكل الصحيح.


هذا المبحث الذي يركز على التخطيط , سيفيد العاملين في مجال المشروعات بطريقة تخطيط المشروع , وسيجد المهتمون بمجال المشروعات في هذه المبحث عددا متنوعا من طرق تخطيط المشروعات باعتبارها مادة مركزة حول التخطيط جمعناها من عدد من المراجع التي تناولت إدارة المشروعات , وهذا ربما يجعل هذا المبحث مختلفا عن غيره باعتباره يضع القارئ أمام خلاصة الأفكار التي تناولت تخطيط المشروع .


وثمة العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي تناولت موضوع تخطيط المشروع من زوايا مختلفة,فعلا سبيل المثال يشير ميريديث ومانتل ( ميريديث , مانتل, 1999 م ) إلى عدد من المراجع التي اهتمت بالتخطيط كعمل نابع من المنظمة أو كعمل نابع من الأفراد.