موفق ولك احترامي وتقديري ، ولك بعض المعلومات التي يمكن ان يستفاد منها حول موضوع الانضياط الذاتي
فقدان الانضباط الذاتـي Miss of Self - Control:

أ. وائل محمد جبريل

كثيرا منا يدرك أنّ هناك فجوة بين ما يريد أن يعمله وبين ما يريد عمله حقيقةً، ويتم تجسيد هذه الفجوة من خلال الإنضباط الذاتي ، حيث يتضمن الإنضباط الذاتي التنظيم الشخصي ولكنه يذهب إلى أبعد من الجانب المادي للتنظيم ليتضمن قوى العقل The powers of the Mind والانضباط الذاتي للمدير هو مفتاح إدارة الوقت، فالالتزام في العمل والانضباط الذاتي، من أهم شروط ومبادئ الفعّالية لأساليب إدارة الوقت ومؤشر جيد على الحكم على الفرد بمدى إدراكه للمسؤولية وتقديره لها، وخاصة أن الإنضباط والالتزام مثلاً يتطلب تحديد توقيت بداية المهام ووقت الانتهاء ومنه، ويعد عدم الإلتزام وقصور الإنضباط الذاتي من أهم مُضيّعات تبديد الوقت وإضاعته، فضلاً عما يسببه في حد ذاته من صعوبات سواء في مجال تنفيذ العمل أوفي التعامل مع الشخص ذاته.

- أسباب عدم الالتزام وقصور الانضباط الذاتي- Reasons of Non Obligation and the Shortage of Self-Control :
يرجع أسباب عدم الالتزام وقصور الانضباط الذاتي إلى :

1. سوء التنظيم الشخصي: يُعتبر مشكلة خطيرة وعميقة، لأنه يمثل عادةHabit وبالتالي فهو يحتاج إلى بذل جهود إضافية للتخلص من هذه العادة السيئة وبالرغم من أن معظم المديرين يتمتعون بقدر من الذكاء، إلاّ أنهم يشعرون دوماً بالضغط والتوتر النفسي بسبب المهام الكثيرة التي تنتظرهم، ولكنهم سرعان ما يجدون أنفسهم قد اضطروا إلى ترك هذه المهام دون إتمام.

2. الاستجابة لأي مؤثر ولو بسيط يؤدى لضياع الوقت.

3. عدم وجود تحديد جدول لمواعيد إنجاز العمل.

4. عدم تحديد الأولويات مما يُشجع البعض على تأجيل المهام ذات الأولوية وقيام الفرد بأداء ما يصادفه ولو كان غير هام ويتجاهل تأدية ما ينبغي عليه أن يؤديه في حال الوقت.

5. عدم وجود أهداف واضحة للفرد مما يؤدى إلى انعدام الحافز على التنفيذ.

6. الفشل في المتابعة مما يجعل من أمر تصحيح الأداء شيئاً يستحيلُ تحقيقه.

والانضباط نوعان: الأول وهو الإنضباط الخارجي والثاني الإنضباط الداخلي وهما يختلفان تماماً، فالأول يفرض على المدير أن يقوم بأشياء معينة سواء أراد أم لم يرد، إنه يُكره المدير على أن ينفق وقتاً لتحقيق أهداف مهمة للآخرين، أما الآخر فهو شيء مختلف، إنه أداة لتحقيق الأهداف، إنه يسمح له بإنفاق وقته بطريقة تساعده على تحقيق أهدافه .
فالانضباط الذاتي للمدير هو مفتاح الحرية الشخصية، وهو يخلصه من سجن عاداته ويسمح له بالوفاء بما يحتاج إليه في حياته.

كيفية التغلب على عدم الإلتزام وفقدان الإنضباط الذاتي-Coming Over the Non Obligation and the Loss of Self -Control:
وعلى الرغم من خطورة مسلك عدم الإلتزام والإنضباط الذاتي، لأنه لا يُعد مسلكاً وظيفياً فقط في مجال العمل، وإنما يعد مؤشراً ونمطاً سلوكياً ينبع من الفرد ورغبته في التمرد على النظام والإلتزام وإظهار سلوك الاستهزاء فإنه مع ذلك يمكن الحد من آثار عدم الالتزام وفقدان الانضباط الذاتي من خلال :
1. إلزام المدير نفسه بوضع وتحديد الأهداف في المجالات التي لها نتائجها الحيوية سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى العمل مع تحديد المعايير المحددة لإنجاز ذلك.
2. التخطيط وتحديد الأولويات وفقاً لأهميتها وذلك لتركيز الجهد على أكثر المجالات إنتاجية بما يضمن أن ما يتحقق في العمل سيكون له أهمية وأن مالا يتحقق إنجازه هو أقل الإعمال أهمية، والتوصل إلى الخطط التي من شأنها تحقق هذه الأولويات وتنفيذها.
3. فرض مواعيد نهائية واقعية وثابتة لكافة الأعمال الرئيسية مع الأخذ في الاعتبار أن الغير أيضاً يضع لنفسه مواعيد للإنتهاء من عمله.
4. مواجهة نقص الإحساس بالمتعة في العمل أو الاهتمام به يخلق مجالات الاهتمام بها وذلك بتحديد أهداف لتنفيذها، وتحديد الخطوات المطلوبة للبدء في تنفيذها.
5. استبدال عادات العمل السيئة بعادات أكثر فعّالية وممارستها بعزم وجدية، مع سد وقفل باب خط الرجعة والتراجع والإستثناء والإلتزام بالتصرف بما تم إقراره.
6. عدم ترك الأعمال دون إتمامها والتعامل مع أي عمل فور تحديده ومحاولة الوصول لكمال إتمامه من أول مرة وحتى لا يبذل المدير مزيداً من الجهد بسبب التوقف عن العمل ثم العودة والبدء فيه من جديد، ويمكن وضع بعض الوسائل للحد من آثار وتأثير عدم استكمال تنفيذ العمل مع إهدار وتبديد الوقت مثل :
1. إجراء تقييم لأثار عدم استكمال الأعمال من خلال تحديد عدد مرات ترك أعمال معلقة دون إتمام واستكمال وتحديد طول كل فترة مدة ترك العمل معلقاً دون إتمام، ومدى أهمية تلك الأعمال التي تركت دون الفراغ منها بالكامل.
2. تحديد واضح ودقيق لأهمية الأهداف التي يجب إنجازها وترتيب أولوياتها وذلك لتحديد الأعمال التي ينبغي إنجارها بالكامل أولا وعدم تركها دون استكمال.
3. تحديد مواعيد نهائية ملزمة لإنهاء كافة الأعمال الهامة لتوفير الحافز والدافع على استكمالها أولاً ليتسنى متابعة تنفيذها.
4. وضع النُظم التي تضمن حسن التنظيم والسيطرة على تنفيذ الأعمال، حيث أن التنظيم الجيد يعمل على توفير الوقت خاصة عند البحث عن المعلومات، وإعداد القرارات وإتمام الأعمال وإكمالها.
5. التوسع في تفويض الغير، لإتمام بعض الأعمال حتى يتفرغ المدير لإتمام مايقوم به من عمل.
6. العمل على توفير المعلومات المناسبة والحصول عليها قبل الشروع في تنفيذ الأعمال، لأن نقص المعلومات أحد أسباب عدم استكمال الإعمال دون إتمام.

إنّ المنضبطين من المديرين لا يستريحون لكلمة "تقريباً" ولا يستقرون عندها ، كما أنهم لا يتوقفون أو يتخلون عن ما بدؤوه من أعمال ، ويحددون أهدافاً صعبة لأنفسهم ويواصلون العمل حتى يتم لهم الوصول إليها، وعندها يبدؤون في تحديد أهداف أخرى أعلى وأصعب.
إن العِظام والكِبار والذين يحققون الانجازات الضخمة لا يتقدمون غيرهم ممن ليسوا كذلك إلاّ بخطوة واحدة ألآ وهى الانضباط الذاتـي.
المراجع :
§ مايكل لبوف،"إدارة الوقت تعنى إدارة نفسك"،إدارة الوقت، تحرير: دايل تيمب ترجمة:وليد هوانة،الرياض: معهد الإدارة العامة،1991.
§ محمد محمد الشافعي، إدارة الوقت ، القاهرة : مركز المحروسة، 2002
§ نادر احمد أبوشيخة ، إدارة الوقت ، عمان : دار مجد لاوي ، 1991