الموضوع: مؤشرات التخطيط الاستراتيجي

تتحدد مشكلة الدراسة في الكشف عن مدى توفر مؤشرات التخطيط الإستراتيجي في الجامعة الإسلامية بغزة (فلسطين), وعلاقة ذلك ببعض المتغيرات, وذلك من خلال الإجابة عن السؤالين الآتيين:
1. ما مدى توفر مؤشرات التخطيط الإستراتيجي في الجامعة الإسلامية؟
2. هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية (α ≤ 0.05) لمدى توفر مؤشرات التخطيط الاستراتيجي في الجامعة الإسلامية حسب متغيرات الكلية, والخبرة, والرتبة العلمية لعضو هيئة التدريس؟
قام الباحث باختيار عينة من العاملين في الجامعة الإسلامية للعام الجامعي 2011/2012 وقد بلغ عددهم 60 عضو هيئة تدريس. واشتملت أداة الدراسة على استبانة بها (36) فقرة توزعت على مجالات أربعة هي: مجال الرسالة, ومجال القيم, ومجال الأهداف الإستراتيجية, ومجال الرؤية المستقبلية للتعليم الجامعي. ومن خلال استعراض الدراسات العلمية وتحليل بيانات أداة الدراسة أظهرت النتائج أن مؤشرات التخطيط الاستراتيجي في الجامعة الإسلامية متوفر بدرجة كبيرة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس.
ومن توصيات الباحث ما يلي:
• ضرورة سعي الجامعة الإسلامية إلى تعزيز منهجية التخطيط الاستراتيجي فيها؛ باعتبار التخطيط الاستراتيجي هو أساس التطور.
• العمل على توظيف منهجية التخطيط الاستراتيجي في الجامعة الإسلامية ضمن مجال القيم وخاصة ما يتعلق باشاعة جو من الديمقراطية في الجامعة.
• العمل على توظيف منهجية التخطيط الاستراتيجي في الجامعة الإسلامية ضمن مجال الرؤية المستقبلية وخاصة ما يتعلق بضرورة سعى الجامعة لتأهيل الخريجين لسوق العمل.
• توظيف منهجية التخطيط الاستراتيجي في الجامعة الإسلامية ضمن مجال الأهداف الإستراتيجية وخاصة ما يتعلق بضرورة اهتمام الجامعة بالطلبة الخريجين والعمل على متابعتهم.
• توظيف منهجية التخطيط الاستراتيجي في الجامعة الإسلامية ضمن مجال رسالة الجامعة, وخاصة فيما يتعلق بالاهتمام بالأنشطة اللامنهجية لملئ وقت فراغ الطلبة بما هو مفيد.


أشارت الدراسات التي أجريت حول الواقع الإداري في المؤسسات العربية ومنها مؤسسات التعليم العالي أن هذا الواقع يعاني العديد من السلبيات ومن أبرزها: المركزية الزائدة , والبيروقراطية , وضعف التخطيط , وتضارب التشريعات والقوانين والأنظمة , وتدني مستوى تأهيل الموارد البشرية , وضعف العمل المؤسسي , وضعف التنسيق بين المؤسسات التربوية المختلفة , إضافة إلى ضعف الإنتاجية والابتكار والإبداع (الخطيب ومعايعة, 2006).
وقد ظهر العديد من المناهج والأساليب التي يمكن من خلالها التخطيط لتغيير مؤسسات التعليم العالي تغييراً إيجابياً هادفاً ومقصوداً يحقق حلولاً للمشكلات التي تواجهها ويطور أداء عملها. ومن تلك المناهج منهج التخطيط الاستراتيجي الذي يمكن تكييفه على الجامعات بما يتلاءم مع خصوصية نظام كل جامعة وأهدافها. وفي مفهومه الشمولي يتضح بأنه المسار الذي تختاره المؤسسات التعليمية التي تسترشد به لتنطلق منه نحو تحقيق أهدافها البعيدة المدى وتعكس تميزها عن غيرها من المؤسسات التعليمية.
ويمكن للجامعة ترجمة الأهداف المنشودة إلى برامج وخطط على المستويات الإستراتيجية من خلال التخطيط الاستراتيجي Strategic Planning الذي يعتبر الجامعة نظاماً مكوناً من عدة أنظمة فرعية , ويسمح للإدارة العليا أن تنظر للجامعة ككل والعلاقات فيما بين أجزائها بدلاً من التعامل مع كل جزء على حده , فهو مسار وإطار للجامعات تستعين به لتحقيق أهدافها ويترجم رسالتها ورؤيتها ويميزها عن غيرها من الجامعات الأخرى.
وينبغي عند استخدام مدخل التخطيط الإستراتيجي في الجامعات تحديد الرؤية والرسالة والأهداف ووضع الأولويات بالإضافة إلى توافر البيانات والمعلومات لصناعة القرارات الأكاديمية الإستراتيجية وإدارة الجامعة بطريقة مختلفة تحدد الفجوة بين الوضع الحالي والوضع المستقبلي ورسم خطط الجامعة الإستراتيجية في ظل ذلك.