كيف تختار المرشح الأنسب؟

ليس هناك من شك أن الشركات الممتازة تعتمد في المقام الأول على العمالة الممتازة ولذلك فإن عملية اختيار الموظف المستقبلي من بين المرشحين المختلفين هي عملية حيوية بالنسبة الشركات وهنا يطرح السؤال التالي:
"كيف أقلل من فرصة اختيار الموظف غير المناسب؟" وفي الفقرات التالية نحاول أن نوجز الإجابة عن هذا السؤال؟

كل إنسان ميسر لعمل ما وبالتالي فإنه لا يوجد ما يسمى بالإنسان غير الكفء على الإطلاق بل هو في الحقيقة ليس مناسباً في هذا المكان! الهدف من هذا المقال هو تقليل فرصة الخطأ عند الاختيار.

أولاً على الشركة أن تحدد متطلباتها بدقة فقبل أن تنتقي من بين المرشحين عليها أن تعرف بصورة قاطعة المواصفات التي تحتاجها في الموظف وعليها أبضاً أن تصنف تلك المواصفات ما بين: ضرورية أو مرغوبة أو هامشية. فمثلاً إذا كان المطلوب هو المهارة في استخدام برنامج معين فعلى الشركة أن تتحدد ما إذا كانت تلك المهارة ضرورية لأداء المهام أم أنها فقط مرغوبة أم أنها فقط هامشية لا تؤثر على جودة الأعمال المنجزة.

ثانياً على الشركة أن تنتقي من بين أكبر قاعدة مرشحين وبالتالي فهي عملية مكلفة في الموارد ولذلك فمن الضروري أن يتم فلترة المرشحين بواسطة إجراء مقابلة على الهاتف كمرحلة أولى يعقبها مقابلة المرشحين بعد ذلك وجهاً لوجه. في بعض الوظائف يمكن القيام باختبار كتابي إلا أن هذه الطريقة قد تستبعد بعض المرشحين ذوي الصفات الشخصية الجيدة وبالتالي فإنها لا تكفي ولكنها على الأقل تحدد ما إذا كان المرشح يستطيع القيام بالمهمة أم لا ولكن أيضاً احترس فجودة العمل لا تعني بالضرورة قدرة المرشح على الانسجام مع طاقم العمل ولاختبار انسجام المرشح مع الطاقم يفضل الاستعانة ببعض المديرين الآخرين لتقييمه.

على مدار الوقت عليك بناء قاعدة بيانات للمرشحين مع تصنيفهم إلى عدة فئات أو درجات إدارية فمنهم من يبدو أنسب لإدارة فريق صغير ومنهم من يناسب المهام الإدارية الأعلى وما إلى ذلك. بناء هذه القاعدة يعني أنك ستكون أكثر قدرة على إيجاد الأشخاص الأنسب ويعني توفير الكثير عند الإعلان عن الوظيفة.

كذلك من المهم عند الإعلان عن الوظيفة كتابة المتطلبات بوضوح لضمان فهم الباحث عن الوظيفة للمتطلبات وهذا قد يوفر الكثير من العناء في مراحل لاحقة.

تذكر دائماً أن الأخطاء في تعيين الموظفين قد تكون شديدة الكلفة على الصعيدين المادي والنفسي وبالتالي فمن الأحرى بذل جهد مضاعف عند اختيار المرشحين وهذا يعني أن بناء فريق العمل يجب أن يتم بتأني وبتخطيط مسبق حتى يأتي بالنتائج المرجوة.





أفكار للمزايا والتعويضات حتى ولو لم تتوفر الموارد المالية الكافية

في بعض الأحيان لا تستطيع الشركات الصغيرة أن تدفع مرتبا ضخمة مثل تلك التي تدفعها الشركات العملاقة ولا أن تنافسها في المزايا التي تمنحها لموظفيها. إذا كان السباق سباق إمكانيات مادية فالهزيمة ستكون من نصيب الشركة الصغيرة حتى لو أعيد السباق مائة مرة!

ولكن مع ذلك فإنه يوجد حل وإلا لما كتبت تلك المقالة!

أولاً المال ليس كل شيء وليس كل باحث عن عمل يضع المال في المقام الأول وتلك قاعدة شديدة الأهمية في مجال الموارد البشرية. الراتب المجزي يجعلك تحتفظ بالموظف ولكنه لا يدفعه لبذل الجهد أو الابتسام للعملاء أو غيرها من علامات الرضا عن الوظيفة. حتى لو كان المردود المالي جيداً فلا شك أن الشركات التي تمتلئ بأجواء السياسة واللوائح و بأجواء النقد والتجريح لا تحصل على الإنتاجية المثلى لأن تلك الأجواء تزيد العبء على الموظفين وتدفع بمعنوياتهم إلى الصفر حتى ولو ظلوا يأتون ويذهبون يومياً في الساعات المحددة وحسب "الأوامر".

بعض الناس يبحثون عن الوظيفة المقبولة التي لا تستنفذ حياتهم وبعض الناس يبحثون عن الخبرة أو التدريب أو الذات فكيف يمكن أن تقنعهم بالعمل لديك وكيف يمكنك أن ترفع من معنوياتهم؟

إليك قائمة من الأفكار التي يمكنك أن تستخدمها:

· ساعات العمل المرنة هي واحدة من أهم العوامل التي ترضي الموظفين فليس كل الناس سواء فبعضهم لديه من الالتزامات الصباحية ما يجعله يفضل العمل من التاسعة بجلاً من الثامنة كما أن هناك من يفضل العكس. المهم في جميع الحالات أن يلتزم كل موظف بعدد ساعات العمل المطلوبة. يمكنك أن تعرض مثلاً ثلاثة نظم السابعة إلي الثالثة أو الثامنة إلى الرابعة أو التاسعة إلى الخامسة. المشكلة الوحيدة هنا أنه لا يمكنك أن تطبق هذا النظام على موظفي خدمة العملاء ذوي الساعات المحددة.

· وسع من دائرة الحرية للموظف واسمح بعدد معين من أيام يمكن للموظف فيها العمل من المنزل إذا شاء لأن المهم هو النتيجة. إذا كان الموظف يستطيع إنهاء تلك المهمة من المنزل فلما لا؟

· ما رأيك لو دعت الشركة الموظفين لطعام الغداء في كل نهاية الأسبوع؟

· اجلس إليهم بصفة دورية واستمع إليهم فمثل هذا سيجعلهم يقدرونك.

· امنح المكافآت لأن الناس يحبون الاعتراف والتقدير ولا يجب أن تكون تلك المكافآت باهظة الثمن.

· امزج العمل بالمتعة واجعل بين الموظفين نوعاً من التنافس الإيجابي وحول العمل إلى نوع من المسابقات!

· اسمح للموظفين بالقيادة وامتلاك زمام الأمور فهذا يدفعهم للاهتمام بصورة أكبر ويمنحهم الفرصة لإثبات الذات.

· اتفق مع بعض الشركات للحصول على بعض البرامج التدريبية التي يمكن الاستفادة منها في العمل.

حاول أن تجعل الشركة مكاناً محبوباً للموظفين وتأكد من أنك ستظل المستفيد الأكبر لأن الإنتاجية ستتضاعف ودون الحاجة لاستثمار المزيد من المال للحفاظ على الموظفين أو تغييرهم! إذا أحب الناس أعمالهم سيكونون شديدي الإخلاص ... إلى حد سيبهرك.