من المهم مساعدة الموظفين الجدد في اختيار مسارهم المهني المناسب ومساعدة الموظفين المخضرمين على تطوير مهاراتهم واقتسامها مع الآخرين وقد عالجت إحدى الشركات الأمريكية هذا الهدف من خلال استراتيجية تطوير مهني طبقت على نطاق الشركة.

وتريد الشركة أن يختار كل موظف العمل المناسب وأن يحقق في اختياره أفضل النتائج ولذلك يلتقي الموظفون بالمديرين في فترات الاستراحة وحصص التعليم لمناقشة الفرص المتاحة في مجال التكليفات والتدريب وسبل الاستفادة منها. ويستطيع الموظفون استخدام عدة أدوات تقويم توفرها الشركة لتحديد ما يفضلون ووضع أهداف للوظائف المختارة. وبعد ذلك يلتقي الموظفون بممثلين من كل إدارة معنية لمعرفة الأشخاص الملائمين لكل عمل.
وبغض النظر عن الاختيارات فإن كل الموظفين يستفيدون من معرفة الكثير عن جوانب عمليات الشركة المختلفة في وقت مبكر من حياتهم المهنية وجوهر استراتيجية التطوير المهني التي تستخدمها الشركة يتمثل في برنامج تدوير الوظائف الذي يتكون من جزءين الأول هو برنامج توفير الأفراد للمشروعات والثاني برنامج تطوير المهارات. ومن خلال البرنامج الأول يستطيع العاملون العمل في مشروع وحدات مختلفة لمدة من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر كل مرة. ويقوم مديرو المشاريع بالإعلان عن مطلب موظفين في مشروعاتهم في شبكة معلومات الشركة الداخلية ثم يجرون المقابلات ويختارون الأفراد وكأنهم مستخدمون جدد. ويحظى المشاركون بفرصة للإطلاع عن كثب على أعمال الوحدة بينما يحصل المديرون على عمال متحمسين طوال فترة تنفيذ المشروعات.
أما برنامج تطوير المهارات فهو يوفر أيضاً للعاملين فرصة الخدمة لفترة قصيرة في مشروع وحدة عمل لكن مع تركيز مختلف. إذ يساعد البرنامج العاملين الذين يحتاجون لإتقان مهارة محددة على تقديم أداء افضل في وظائفهم الحالية. لقد ساعد برنامج تدوير الوظائف العاملين على حسن اختيار مسارهم المهني وربطهم بالشركة مع زيادة مستوى المهارات والمرونة في الشركة.