من الأحداث الواقعية ..

ليس أسرع في تدمير نفسية الطفل وشعوره بالضعف والإحباط من العبارات التي يقولها الأبوان بشكل لاشعوري عندما يصفانه بأنه بطيء أو غبي، أو بليد ، ناهيك أحيانًا عن العبارات غير اللائقة ، فالجرح الذي تسببه مثل هذه العبارات لا يندمل بسرعة ، بل يترسخ في نفسه ، لدرجة أن هذه الصفات التي ينعت بها الطفل عادة تصبح بالفعل من سماته الرئيسة.

السماح للطفل بارتكاب الحرام وممارسة الحرام أمامه

فالأم أو الأب الذي يسمح لابنته أو لولده بقراءة المجلات الهابطة يعلم ولده إتقان الفساد، ومن يسمح لأبنائه برؤية المسلسلات الفاسدة إنما يبذر في نفوسهم الزيغ والضلال، والأم والأب الذين لا يهتمون بأصدقاء أبنائهم سيجنون ثمار ذلك حنظلا، والأدهى من ذلك أن يمارس الأهل هذه المحرمات أمام أبنائهم حيث ينظر الأبناء إلى الآباء كبطلين جديرين بالتقليد .

الاعتقاد أن الإجازات فرصة للحرية غير المقيدة

ونسي هؤلاء بأن العملية التربوية ليست لحظة عابرة لأن الطفل نفس بشرية دائمة التقلب فهي تحتاج دومًا إلى متابعة ورعاية مستمرة ، وإلا وقع الأبناء في الانحرافات السلوكية المختلفة نتيجة الفراغ خلال الأجازة ، لهذا ينبغي على الآباء استغلال فراغ أبنائهم فيما يعود عليهم بالنفع ويحميهم من مرض الفراغ القاتل بإشغالهم بالأنشطة المتنوعة التي تبني أجسامهم وعقولهم وأرواحهم تنشئة الأولاد على الجبن والخوف، فمن الملاحظ أن الطفل إذا بكى أو أراد شيئاً خوفته أمه أو أبوه من الحرامي، أو العفريت أو الجن.. أو تهديده بالأستاذ، أو الطبيب، ليسكت عن بكائه فينشأ الطفل جبانًا يخاف من ظله. ومن أشد ما يغرس الخوف في نفس الطفل أن نجزع إذا وقع على الأرض، أو سال الدم من وجهه أو يده أو ركبته. فبدلاً من أن تبتسم الأم وتهدئ من روعه وتشعره أن الأمر هين فإن بعض النساء تظهر الجزع والهلع أمامه، وهذا خطأ.

سوء الأخلاق وأثرها على تربية الأطفال

تربيتهم على سلاطة اللسان وسرعة الرد على الآخرين وتسمية ذلك شجاعة، وهذا خلل. إذ الأصل أن يربى الطفل على مقابلة السيئة بالحسنة والترفع عن الرد على الكلام البذيء.
وكذلك فإن تربيتهم على حياة الترف والبذخ قد تؤدي بالولد إلى الميوعة والفوضى، فتجد الابن يطلب من أبيه جنيهاً لغرض معين يحتاجه فيعطيه أبوه الخمسين دفعة واحدة. ومن ذلك إعطاء الأطفال الصغار ما يريدون إذا بكوا بحضرة الوالد وهذا خطأ. ومن إترافهم شراء السيارات لهم وهم صغار، إما لأن الابن ألح على والده، أو لأن الوالد يريد التخلص من كثرة طلبات المنزل.

كذلك من الخطأ التأثير عليهم فيلجأ الولد للبحث عن المال بما يرجع عليه بالضرر. " قال بشر الحافي وكان زاهداً عزباً منشغلاً بالعبادة، قال للإمام أحمد: نِعْم أنتَ يا إمام لولا أنك ذو أولاد يعني فتنشغل بطلب المعيشة لهم عن العبادة فقال الإمام أحمد: والله لبكاء ولدي بين يدي يريد كسرة خبز أحب إلى الله - تعالى - من عبادة سنة كاملة.

ونُشر قبل أيام تقريرٌ عن ارتفاع نسبة قتل الأطفال وتعذيبهم في أمريكا وذُكر أن من الأسباب استثقال الآباء صرف المال على هؤلاء الأطفال الذين يذهبون ويتركونهم بعد البلوغ مباشرة. فتجد الأب يربي ولداً وولدين وثالثهم كلبهم. ويكون الكلب أغلى عنده منهم.