كانت شركه كولدير في الخمسينات هي عماد صناعه تكييف الهواء في مصر وفي الشرق الاوسط- كان لها فرع في السعوديه وفي الكويت وربما في العراق – كانت تقوم بتصنيع المراوح بتكنولوجيا مناسبه من خامات محليه بالكامل – كانت تقوم بتصنيع المكيفات من خامات محليه بالكامل – كانت تصنع ابراج تبريد بدون حشو وذات كفائه جيده ومناسبه للبيئه المصريه المتربه وتحتاج الي القليل من الصيانه بالقياس لما هو مستعمل حاليا بتكنولوجيا الخارج – كانت تستقدم الكباسات وتقوم بتصنيع كافه الاجزاء الاخري من المبردات وتستخدم المتاح في السوق المحلي في كافه المكونات الكهربائيه والتحكم – وكان صاحبها طيب الذكر المهندس محمود الطاهري( كرم الله ثراه) من المع العقول الهندسيه في الشركه وهو القائد لهذه المسيره وعلي ما اذكر كان سعر الطن تبريد في النظام المركزي لا يتجاوز ال380 جنيه وسعر جهاز تكييف الشباك من انتاج الشركه في حدود اقل من 200 جنيه في هذا الوقت
في سنه 1956 احتدم الصراع علي توريد معدات تكييف الهواء لمطار الظهران في السعوديه في هذا الوقت بين شركه كاريير الامريكيه وشركه كولديروكان المكتب الاستشاري المشرف علي المشروع مكتب سويدي الجنسيه وقد اعتمد مكيفات صناعه كولدير المتفوقه علي كاريير و اعتمد مبردات مياه كاريير المتفوقه علي كولدير وسارت الامور بعد ذلك في التركيبات اعتمادا علي كولدير
عندما تم تأميم الشركه بنسبه 50% سنه 1958بدأت المصالح الشخصيه للقيادات في الظهور في تغليب الاعتماد علي المنتج الاجنبي من الخارج لان ذلك يتيح جني عمولات في الخفاء عن اعين صاحب الشركه واللذي اصبح الدوله ومن هنا بدأ الانهيار ودخول المنتج الاجنبي وتزايد نسبته في مكونات الشركه و انهيار جوده منتجاتها في تبرير خبيث لزياده المكون الاجنبي علي حساب المكون المحلي وما يستتبع ذلك من زياده العمولات لاصحاب الشأن – لكي تعرف سبب الفساد فتش عن الدولار وعلاقته بجيوب المسئول
حينما التحقت بالشركه سنه1970كان سعر طن التبريد في العمليات المركزيه اقل من 800 جنيه مقارنه بما يزيد علي 56000جنيه حاليا بأفتراض سعر الدولار .18.5جنيه ولا استطيع الحكم علي التكلفه حاليا مع واقع اسعار الدولار الواقعه تحت المضاربات
سؤال لماذا لا نعود الي استخدام التكنولوجيا المحليه بدأ من تكنولوجيا كولدير ونبني صناعتنا علي اساسها ولا شك ان اسعارها ستختلف كثيرا عن ما هو متبع حاليا وستكون مناسبه اكثر لاسلوب حياتنا وستدعم الاقتصاد القومي في الداخل
الشركه الان يجري هدم مبانيها بالكامل وتحويلها الي ارض فضاء لكي تباع مباني بعد ان عرضت للبيع ثلاث مرات ولم يتقدم اليها احد وهذه نهايه لصناعه كانت واعده في يد صاحبها و اممتها الدوله وسلمتها لمن يقوم عليها فدمرها مستغلا ابشع الثغرات الاخلاقيه في الشخصيه المصريه اللتي ترتكب ابشع المظالم والجرائم وبعدها تجري لكي تلحق الصلاه في المسجد