الانجازات المسروقة !!
بقلم : عماد الحاج

لم تعد أساسيات ومهام القائد في العمل على اكتشاف الطاقات في فريقه وتأهيلهم وتدريبهم ليصبحوا قادة في المستقبل هي الصفة السائدة لدى كثير من قادة فرق العمل .. بل على النقيض تمامًا .. هناك من يعمل على إفشال هذه القدرات وطمسها كي لا تكون في المستقبل قيادات منافسة !
فيتحول هؤلاء الأتباع إلى مجرد أدوات تخدم القائد .. وتصنع له الإنجاز تلو الإنجاز .. دون أن تأخذ حقها الطبيعي .. حتى من قائدها الذي يُظهر نفسه أنه صاحب الإنجاز في كل مرة .. فهو الوحيد الموجود في الدوائر الضيقة .. ليس هذا فحسب .. لكنه بارع عندما يصل للفشل .. فينسبه للأتباع فورًا !!
كثير من هؤلاء القادة الذين يعملون من خلال فريق عمل .. ينجحون ويحققون ما يُطلب منهم .. وهذا النجاح نعترف به للقائد في قدرته ومهارته على إدارة فريق العمل بأفضل صورة والوصول نحو تحقيق الانجازات .. فهذا مطلوب .. لكن هناك مشكلة تكمن في التفرد ونسب الانجازات لشخصه .. وعدم إظهار ما قام به الأتباع من مساعدة قد تكون فاقت كل التصورات !!
على الإدارة العليا أن تدرك خطورة هذا الأمر .. وأن تعمل على علاجه .. وأرى أن الأمر يمكن أن يخضع لبعض المتابعة الذكية .. من خلال التقارير الدورية التي يقوم كل موظف بكتابتها ورفعها والتي تتحدث عن إنجازاته الفردية .. أو من خلال الاجتماعات واللقاءات الدورية أو الطارئة .. ويمكن أن يتم ذلك من خلال التقييمات السنوية .. الاستبيانات .. أو تشكيل لجان خارجية للرقابة على العمل .. وهناك طرق أخرى كثيرة ..
على الإدارة العليا عدم قبول الرأي الواحد في تقييم الأشخاص .. وعدم الإسراع في الحكم أو تكوين صورة سواء إيجابية أو سلبية .. فالرأي الواحد غير مضمون وقد تحكمه العلاقات الشخصية .. وعلاقات العمل ..
إن الانجازات التي يصنعها فريق عمل متكامل .. عبر لقاءات متكررة .. وجهود موزعة .. وعمل شاق .. وينسبها قائد الفريق لنفسه .. هي إنجازات .. بالمعنى الصريح .. مسروقة !!