فكر دائما فيما تملكه بالفعل بدلا من التفكير فيما تريد ان تملكه

على مدى اكثر من اثني عشر عاما وانا اعمل كمستشار نفسي ومن اكثر المشكلات او العادات النفسية تأثيرا سلبيا هي اننا نميل الى التركيز على ما نريد ان نملك اكثر من تركيزنا على ما نملكه بالفعل ويبدو ان مقدار ما نملك ليس هو المهم ولكن المهم هو اننا نزيد من مفردات قائمة رغباتنا وهذا يضمن اننا لن نشبع ابدا .. ان القاعدة المنطقية التي تقول انني سأكون سعيدا اذا تحققت هذه الرغبة هذه القاعدة سوف تكرر نفسها مرة اخرى بمجرد ان نحقق هذه الرغبة.

احد اصدقائي كان قد اشترى منزلا في يوم من الايام وعندما قابلته بعد هذه المرة تحدث معي عن منزل اخر يشرع في شرائه وهو اكبر من السابق وفي الحقيقة ليس صديقي هذا وحده المتصف بهذه الصفة فمعظمنا يفعل نفس الشئ فنحن نريد هذا ونريد ذاك واذا لم نحصل على ما نريد فإننا لا نتوقف عن التفكير فيما لا نملك ونظل غير راضين واذا حصلنا على ما نريد فإننا نعاود التفكير في حاجاتنا الاخرى وهكذا فعلى الرغم من حصولنا على ما نريد الا اننا نظل غير سعداء ففي الحقيقة لا يمكن للسعادة ان تتحقق طالما ان هناك رغبات متواصلة.

ولحسن حظنا فإن هناك طريقة يمكننا ان نصبح بها سعداء وهذه الطريقة هي مجرد تحويل تركيزنا على التفكير فيما نريد ونفكر فيما نملكه بالفعل فبدلا من التفكير في تغيير شخصية زوجتك حاول ان تفكر في خصالها الطيبة وبدلا من الشكوى من ضعف راتبك حاول ان تكون قانعا بوظيفتك وبدلا من التفكير في مقدرتك على قضاء الاجازة في هاواي انظر الى المتعة التي تجدها في قربك من بيتك .. ان باب الاحتمالات لا ينتهي وعندما تجد انك تقترب من الوقوع في فخ رغباتك في حياة مختلفة ساعتها ارجع وحاول البدء من جديد خذ نفسا عميقا وحاول ان تذكر كل ما تملكه ويجب عليك ان تكون ممتنا وشاكرا لانك تملكه وعندما تركز تفكيرك على ما تملك وليس على ما تريد ان تملك فإنك سوف تتوقف عن السعي وراء المزيد من الاشياء التي تملكها وعندما تركز تفكيرك على الخصال الطيبة لشريكة حياتك فسوف تحبك اكثر وعندما تكون اكثر امتنانا لوظيفتك بدلا من شكواك منها فإنك سوف تؤدي عملك بطرقة افضل وسوف تصبح اكثر انتاجا وربما بذلك يزداد راتبك واذا فكرت في وسائل الترفيه عن نفسك في نطاق منزلك بدلا من التطلع الى هاواي فسوف تحصل على اكبر قدر من الاستمتاع التي كنت قد اعتدتها في بيتك وعلى العموم اذا لم تتمكن من الذهاب الى هاواي فإنك تستمتع بحياة رائعة في جميع الاحوال.

والان لاحظ نفسك وانت تبدأ بالتفكير فيما تملك اكثر من تفكيرك فيما تريد وتأكد من انك اذا فعلت هذا فإن حياتك سوف تصبح افضل كثيرا من ذي قبل وسوف تدرك ربما لأول مرة في حياتك معنى الشعور بالرضا
والقناعة.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون