قم بإعادة تحديد الانجاز الهام

في بعض الاحيان يجرفك التيار بما يعرف بالانجازات اننا نقضي حياتنا في تحقيق الانجازات وكسب المديح والاعتراف بفضلنا والسعي وراء تقبل الاخرين لنا حتى اننا نفقد وعينا بما هو هام فعلا.

لو سألت الانسان العادي كما فعلت انا في كثير من الاحيان ما هو الانجاز الهام؟ فسيكون الرد التقليدي على النحو التالي:
تحقيق هدف بعيد المدى وكسب الكثير من المال والفوز في مباراة والحصول على ترقية و ان تكون الافضل وكسب المديح وهلم جرا يكون التركيز في اغلب الاحيان على الجوانب الخارجية للحياة اي الاحداث التي تحدث خارج حياتنا وبالتأكيد ليس هناك ما يعيب هذه الانجازات فهي طريقة لمعرفة ما حققناه ولتحسين ظروفنا غير انها لا تُعد اهم انواع الانجازات ان كان هدفك الرئيسي تحقيق السعادة والطمأنينة .. قد يكون نشر صورتك في احدى الصحف المحلية امرا جميلا إن تحقق ولكنه ليس على نفس اهمية تعلم ان تبقى معتدلا في وجه العداوة الا ان الكثير من الناس سوف يشيرون الى صورهم بالصحيفة على انها انجاز هام الا انهم لن ينظروا الى الاعتدال في وجهة العداوة على انه انجاز اصلا فأين نضع اولوياتنا اذا؟

ان كان تحقيق السكينة والمحبة من بين اولوياتك الرئيسية فلما لا تعيد تحديد اهم انجازاتك على انها الاولويات التي تدعم وتقيس الصفات التي من قبيل العطف والسعادة؟

انني انظر الى اهم انجازاتي على انها نابعة من داخلي هل كنت عطوفا على نفسي وعلى الاخرين؟ هل بالغت في الرد على احد ما ام احتفظت برباطة جأشي؟ هل انا سعيد؟ هل واصلت التمسك بالشعور بالغضب ام تخليت عنه وتابعت حياتي؟ هل كنت مفرط العناد؟ هل اسامح الغير؟ ان هذه الاسئلة وما شابهها تذكرني ان المقياس الحقيقي للنجاح لا ينبع مما نفعله بل من هويتنا وكمية الحب التي نكنها في قلوبنا .. وبدلا من ان ننشغل فقط بانجازاتنا الخارجية حاول ان تركز على ماهو هام بالفعل وعندما تعيد تحديد معنى ان تحقق انجازا مهما فإن ذلك يساعدك على المضي في طريق حياتك.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون