ركب شخص سيارة صاحبه .. فكانت أول كلمة قالها : ياااه !! ما أقدم سيارتك !!


ولما دخل بيته .. رأى الأثاث فقال : أووووه .. لم تغير أثاثك؟!


ولما رأى أولاده .. قال : ما شاء الله .. حلوين .. لكن لماذا لا تلبسون ملابس أحسن من هذه !!


ولما عاد إلى البيت قدّمت له زوجته طعامه.. وقد وقفت المسكينة في المطبخ ساعات ..

رأى أنواعه فقال : ياااا الله .. لماذا لم تطبخي رزّ؟

أوووه .. الملح قليل ! لم أكن أشتهي هذا النوع !!


دخل محلاً لبيع الفاكهة .. فإذا المحل مليء بأصناف الفواكه ..
فقال : عندك مانجو ؟

قال صاحب المحل العجوز : لا .. هذه في الصيف فقط ..

فقال : عندك بطيخ ؟قال : لا ..


فتغير وجهه وقال : ما عندك شيء .. لماذا تفتح المحل ! وخرج ..


ونسي أن في المحل أكثر من أربعين نوعاً من الفواكه ..

نعم ..بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده .. ولايكاد أن يعجبه شيء ..


فلا يرى في الطعام اللذيذ إلا الشعره التي سقطت فيه سهواً ..

ولا في الثوب النظيف إلا نقطة الحبرالتي سالت عليه خطئاً ..

ولا في الكتاب المفيد إلا خطئاً مطبعياً وقع سهواً ..

فلا يكاد يسلم أحد من انتقاده .. دائم الملاحظات ..

يدقق على الكبيرة و الصغيرة..

من كان هذا حاله عذب نفسه في الحقيقة .. وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مجالسته..

لأنه لا يقيم لمشاعرالناس اعتباراً.. يجرحهم بكل سهولة ولا يعتقد أنه قد أخطأ بشيء! -..

احرص على انتقاء كلماتك مع الآخرين.. كما تنتقي أطيب الثمر والورد..


ولا تجعل كلامك سهاماً جارحة فيكرهك الناس..

قالت أمناعائشة رضي الله عنهاوهي تصف حال تعامله صلى الله عليه وسلم معهم :

ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط .. إن اشتهاه أكله وإلا تركه ..


نعم ما كان يصنع مشكلة من كل شيء ..

وقال أنس رضي الله عنه : والله لقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين ..

ماعلمته قال لشيء صنعته : لم فعلت كذا وكذا؟

ولا عاب عليّ شيئاً قط ..ووالله ما قال لي أفَّ قط ..

هكذا كان .. وهكذا ينبغي أن نكون ..


وأنا بذلك لا أدعو إلى ترك النصيحة أو السكوت عن الأخطاء ..

ولكن لا تكن مدققاً في كل شيء .. خاصة في الأمور الدنيوية.. تعود أن تمشّي الأمور ..

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لاحظ خطئاًعلى أحد لم يواجهه به وإنما يقول :

ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ..
يعني: إياكِ أعني واسمعي يا جارة .

نحلة .. وذباب !!
كن نحلة تقع على الطيب وتتجاوزالخبيث .. ولا تكن كالذباب يتتبع الجروح