كن مستقبلا للوضع الكائن فعلا

ان تقبل الوضع الكائن فعلا بدلا من الاصرار على ان يكون للحياة شكل اخر يعتبر من المبادئ الاساسية لعديد من الفلسفات وهذه الفكرة مهمة جدا لأن معظم صراعاتنا الداخلية تنتج من رغباتنا في التحكم في الحياة او الاصرار على ان تكون مختلفة عما هي عليه فعلا ولكن الحياة لا تكون دائما بالشكل الذي نريده نحن ولكنها دائما كما نراها فعلا وكلما استسلمنا لحقيقة اللحظة الراهنة ورضينا بها كلما نعمنا براحة البال.

وعندما تطرأ علينا افكار لشكل الحياة التي نريدها فإن هذه الافكار تتعارض مع فرص استمتاعنا او تعلمنا من اللحظة التي نعيشها وهذا يمنعنا من احترام الموقف الذي نمر به والذي قد يكون فرصة لنا لبدء صحوة قوية.

وبدلا من الاستياء من شكوى طفلك او من عدم استحسان زوجتك حاول ان تفتح قلبك وتتقبل الموقف كما هو لا تستاء من انهم لا يتصرفون بالطريقة التي تريدهم انت ان يتصرفوا بها او لو ان هناك مشروعا كنت تعمل فيه وتم رفضه فلا تشعر بالانهزام ولكن حاول ان تقول لنفسك آه مرفوض المرة القادمة سوف انال الاستحسان ثم خذ نفسا عميقا وتقبل الامر بصدر رحب وبهذه الطريقة فأنت تفتح قلبك ليس لأنك تدعي استمتاعك بالشكوى او عدم الاستحسان او الفشل ولكن لتغير هذه الامور لصالحك ولتجعل الامور تسير على ما يرام بالرغم من ان الحياة لا تسير كما انت تخطط لها .. واذا تعلمت ان تفتح قلبك في وسط المشكلات اليومية فسوف تجد ان الاشياء التي طالما سببت لك الضيق لن تصبح ذات اهمية كبيرة وسوف تتعمق نظرتك للاشياء وعندما تتفاعل مع المشكلات التي تواجهك فإن الحياة ستصبح صراعا مثل لعبة تنس الطاولة انت فيها بمثابة الكرة التي يتقاذفها اللاعبون ولكنك عندما تستسلم للحظة التي تعيشها وتتقبل ما يجري هنا فسوف ينتابك شعور الراحة الداخلية .. جرب هذه الطريقة مع بعض من التحديات البسيطة التي تواجهك وبالتدريج سوف تستطيع ان تطبق نفس هذا الكلام مع امور اكبر .. حقا انها طريقة فعالة للحياة.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون