النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: إدارة المعرفة وتنمية القيادات الإدارية : نحو رؤية مستقبلية

مشاهدة المواضيع

#1
الصورة الرمزية د . حنان
د . حنان غير متواجد حالياً مبادر
نبذه عن الكاتب
 
البلد
ليبيا
مجال العمل
تدريس وتدريب
المشاركات
7

إدارة المعرفة وتنمية القيادات الإدارية : نحو رؤية مستقبلية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أننا نعيش في زمـن العلـم والتقنيـة ومن يملـك المعرفـة وليس لديه المقدرة على إدارتها وترجمتها بشكل مؤثر في الأداء بطـرق مثلـه، لن يستطيع مواجهـة التحديات ومخاطر المنافسة من اجـل التميز،خصوصا مع حلـول الالفيـة الثالثة وسيـادة اقتصاد المعلومات او الاقتصاد المبنـي على المعرفـة ، حيث لم يعـد اكتناز واكتسـب المعلومات والمعرفة لوحده مجدياً.

لذا فان أهمية الحديث عن إدارة المعرفة ودورهـا في تنمية واعـداد القيـادات الاداريـة، يعـد من بين اهـم القضايا التى تسعـي اليها جـل مؤسسات المجتمع سواء من القطاع العـام او الخاص، من اجـل توفير ميزة بالغـة تمكنهـا من التنافـس وتحقيـق التميـز وسـط اقتصاد معلوماتي معولم، ولعله مكمن التحدي في هذا المنعطف توافر رأسمال فكري وطني.

لذا تحاول هذه الورقة البحثية التركيز بشكل أساسي على استعراض أهم تحديات الاقتصاد المعلوماتي المعرفي في عصر الرقمنة، الذي يحتم بدوره ضرورة الاهتمام بتنمية الرأسمال المعرفي الوطني بهدف تحسين الاداء المؤسسي، مع استشراف رؤية مستقبلية لمدى امكانية تطبيق برامج إدارة المعرفة لإعداد وتنمية قيادات ادارية كفؤة وفعالـة تسهـم في الرفـع من مستوى الاداء المؤسسي الذي سينعكس بطبيعة الحال على الاقتصاد الوطني .

و من البديهي ان المعرفة تولد المعرفة والجهل يسبب الجهل، لذا فان المجتمعات التى تمكنت من المواجهة والتحدي والمنافسة هي تلك التى عرفت كيفية التحكم في المعرفة بادارتها والافادة منها، اذ انه لا يوجد تعريفاً محدداً لإدارة المعرفة على الرغم من إنها تأتي في المقام الأول نظرا لفوائد توظيفها، إذ من طريقها يمكن توليد القيمة والحصول على الأصول الفكرية التي أساسها المعرفة بغض النظر عن نوعيتها ضمنية أو الصريحة، وان توليد القيمة أو الأصول القيمية " الحضارية " تتم من خلال التشارك بين المستخدمين او الخبراء داخل الاطار المؤسسي التنظيمي، وان التقنية وحدها ليست إدارة المعرفة بل هي أداة من أدواتها التي تسهل عملية توليدها والحصول على قيمة وقيمة مضافة كما سنرى لاحقا بشكل اكثر تفصيلا .

ومن منظار التأطير المفاهيمي يعد ظهورمفهومإدارةالمعرفةفيعل مالإدارةفيالسنواتالأخيرةك مفهوممتنامييركزعلىالمعرفة من اجل تحسين الأداءالمؤسسي، وان مفهوم إدارة المعرفة لا يعنى من بين ما يعنية ادارة الرأسمال الفكري في اطاره المؤسسي فحسب، بل انها تتعدى ذلك الى كونها قيمة مضافة. وانها لا تعد كذلك الا اذا تم اكتشافها بطبيعة الحال في ذاك الاطار التنظيمي واستثمارها ومن ثم تحويلها الى قيمة لخلق الثروة من خلال التطبيق . ولاشك في ان التحرك نحو المستقبل والارتقى بالاقتصاد الوطني، لا يتسنى الا من طريق تحسين الاداء المؤسسي الذي يرتبط بالقيادة والمدير بالدرجة الاولى، فهو وحده الذي يمكنه الاضطلاع بذلك العبء، باعتبار ان القيادة الادارية هي فن توجية وتنسيق نشاطات العاملين وحثهم على التعاون في سبيل تحقيق الاهداف المؤسسية ، وهذا لا يتأتى الا من طريق التنمية الادارية فهي العملية التى يتم بمقتضاها تحسين قدرات ومهارات الافراد المسؤولين عن ادارة الانشطة والفعاليات المؤسسية وحسن استخدام مواردها.

ولعل ما يميز القرن الحادي والعشرين هو ظهور قوة المعرفة، وان من يُحسن توظيفها وتطويعها يمتلك القوة، وبناء على ذلك أصبحت تنمية الموارد البشرية عاملا مهما في تعزيز القدرات الانتاجية والتنافسية للمنظمات والمجتمعات، وعليه تم إيلا موضوع استقطابها وتوظيفها والمحافظة عليها وتدريبها وتحفيزها أمراً في غاية الاهمية، مما أدت الاولوية التى يحتلها الرأسمال البشري في الاقتصاد المعرفي الى صراع عالمي حول الموهوبين، تماماً كما كانت الشعوب في الماضي تتصارع حول الارض كأحد أصول الانتاج. وبناءا على ان الادارة تستهدف الافادة المثلى من مواردها البشرية (مديرين ومرءوسين) فان تشجيعهم ودفعهم للاجتهاد من خلال تهيئة المناخ المناسب ينمى الابتكار والابداع وينشطه. فقد باتت ادارة الموارد البشرية وصقل المهارات المعرفية احدى اهم وظائف النظم المؤسسية العصرية في القرن الحالي فهي ادارة لاهم واغلى الاصول، اذ مايميزها عن باقي تلك الاصول انها اصول مفكرة.

اذ ان الاقتصاد العالمي يتجه اكثر من اي وقت مضى في تاريخ البشرية الى اقتصاد قائم على المعرفة فالاقتصاديون الكلاسيكيون قبل قرنين من الزمان عرفوا عوامل الانتاج بانها العمالة وراس المال، والآن بدأت المعرفة وتقنية المعلومات تحل محل رأس المال والطاقة كموارد قادرة على زيادة الثروة، اذ ان التطور التقني حول الكثير من الجهد اللازم لزيادة الثروة من الجهد الجسماني الى الجهد الفكري والمعرفي المتركز في الراسمال البشري، وهنالك الكثير ممن يشيد بأهمية كيفية التحول من الاقتصاد المعتمد على الموارد الاقتصادية غير المتجددة الى الاقتصاد المعتمد على تنمية المعارف الفكرية المتنوعه. ومع تراكم جملة التطورات المجتمعية ظهر واضحا ان دراسة المعرفة التى كانت تستبعد الى موقع خلفي في الاقتصاد سابقا، أخذت اليوم تحظى باعتراف متزايد هذا من الناحية المجتمعية، اما على المستوى المؤسسي فان المعرفة بفعل التغيرات العميقة أصبحت اكثر اهمية بشكل غير مسبوق بما يجعلها القدرة الجوهرية الاكثر اهمية ومصدرا للميزة التنافسية المستدامة، وهذا ما يمثل الدلالة لاستراتيجية ادارة المعرفة.

فلنتفق جميعا ومنذ البداية على ان الرأسمال البشري ما هو الا مكون من مكونات الرأسمال الفكري اي بمعنى ادق هذا الاخير يتكون من جملة رأسميل من بين اهمها (الرأسمال التنظيمي، الرأسمال الزبون، الرأسمال البشري)، وبينما يعنى الرأسمال التنظيمي المعرفة التى يتم التقاطها ومأسستها كأساس للهيكل والعمليات والثقافة التنظيمية، يعني رأسمال الزبون او المستفيد هو المعرفة المتحصلة من ادراكه للقيمة المقدمة اليه من الخدمة او المنتج. في حين الرأسمال البشري يتكون من معرفة الافراد فردي وجماعات، ولعل هذا الاخير مايهم موضوعنا بالدرجة الرئيسة وسنرى ذلك بشكل اكثر وضوحا لاحقا، الا ان التفاعل بين تلك المكونات مجتمعية، من شأنه ان يؤدي نتائج تشكل قيمة للكيان المؤسسي بشكل محقق للقيمة.

لذا فقد باتت الدول والمجتمعات قاطبـة متقدمـة واقــل تقدمــا تولـــى عنايتهــا البالغــة بالمعرفــة وادارتها واهميــة بناء قاعدة للراسمال البشري، من خلال تركيزها على المناهج التى تؤسس الابداع وتدعمه سواء مـن خـلال المؤسسات الاكاديمية او التدريبية والتنموية بعد الالتحـاق بالعمـل لضمان حيويتها والمحافظة عليهـا لمواجهـة المنافسـة، اذ ان تشجيـع الابـداع والابتكـار وتأسيس وتدعيـم البنيـة التحتيـة المؤسساتية اللازمة للاعمال والعمـال من شأنهـا الضمـان لبقـــاء واستمراريـة تلك النظـم المؤسسيـة ومواجهـة تحديــات المعاصـرة.

للاطلاع على النص الكامل للدراسة من الرابط التالي:
[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]

التعديل الأخير تم بواسطة د . حنان ; 12/8/2010 الساعة 05:06

إقرأ أيضا...
القيادات الإدارية.. وجهاً لوجه أمام «العولمة» و«الخصخصة»

القيادات الإدارية.. وجهاً لوجه أمام «العولمة» و«الخصخصة» يشهد المسرح العالمي، الاقتصادي والسياسي، العديد من التغييرات الجذرية التي ينعكس أثرها مباشرة على الحياة الإنسانية تقدما أو تخلفا صراعا... (مشاركات: 11)


الولاء قبل الكفاءة في القيادات الإدارية

إن مصطلح الولاء لايقتصر على شريحة معينة من البشر إلا أنه يمكن أن يكون أكثر استخداماً في حالة المستويات الوظيفية ومجالات العمل المختلفة ناهيك عن أستخدامه في المجالات السياسية والإعلامية التي يستخدمها... (مشاركات: 2)


كتاب إدارة الوقت رؤية إسلامية

" كيف أحدد هدفي ؟!! " كَثِيراً مَا نَسْمَعُ عنْ أهمّيّةِ الوَقتِ وعَن وُجوبِ اسْتغلالِهِ وعدمِ تفويتِهِ وتضْييعِهِ وهيَ مَوْضُوعٌ يَزيدُنا حِيرَةً, فَلا نَحْنُ أنكَرْنا أهَميتَهُ ولا... (مشاركات: 19)


مؤتمر تدريبي "رؤية مستقبلية للدور المتغير للمؤسسات في الوطن العربي"

برعاية معالي المهندس عماد فاخوري الأكرم وزير تطوير القطاع العام وزير دولة للمشاريع الكبرى (مشاركات: 0)


رؤية مستقبلية للدور المتغير للمؤسسات في الوطن العربي

برعاية معالي المهندس عماد فاخوري الأكرم وزير تطوير القطاع العام وزير دولة للمشاريع الكبرى يسر بترا للمؤتمرات ومملكة المعرفة دعوتكم للمشاركة في المؤتمر التدريبي رؤية مستقبلية للدور... (مشاركات: 0)


دورات تدريبية نرشحها لك

دبلوم الجدارات الأساسية للتخطيط الاستراتيجي والتغيير للقيادات العليا

برنامج تدريبي متقدم يركز على الجدارات الأساسية للتخطيط الاستراتيجي والتغيير للقيادات العليا ويعتمد على التطبيق العملي ودراسة الحالات واستخدام الادوات العملية المعتمدة عالمياً في هذا المجال


دبلوم جودة الأمن السيبراني طبقا للمواصفة ISO/IEC 27032

أول برنامج تدريبي عربي يهدف إلى تدريب المشاركين على معايير جودة الأمن السيبراني في المؤسسات والشركات، كذلك تعزيز وعي المشاركين بتأثير سلامة المعلومات والبيانات الحساسة وتعريفهم بالتهديدات السيبرانية وكيفية التعامل معها، كذلك تعزيز الممارسات الأمنية والإجراءات الواجب اتباعها لحماية الأنظمة والبيانات، ويركز هذا البرنامج التدريبي المتخصص على تعزيز القدرات الفنية للمشاركين فيه مع التركيز على آليات استخدام احدث التقنيات في حماية الأنظمة والبيانات.


دورة نظام العمل السعودي

دورة تدريبية لشرح متطلبات وقواعد نظام العمل بالسعودية ويشرح كيفية الإشراف والرقابة على ملفات الموارد البشرية وشؤون الموظفين ويمكن المتدربين من الحفاظ على حقوق طرفي التعاقد، ويحمي الشركات السعودية من ارتكاب مخالفات تضعها تحت طائلة الدعاوى القضائية والعقوبات


دبلوم إعداد أخصائي تغذية الرياضيين

بحصولك على هذا البرنامج التدريبي ستصبح مؤهلا بشكل احترافي في مجال التغذية وتطبيقاتها للرياضيين، حيث ستقوم بدراسة مفاهيم التغذية وعلاقتها بانتاج الطاقة في الجسم وانواع الاغذية والمكملات الغذائية وكيفية وضع خطة تغذية للرياضيين في الالعاب الجماعية والفردية والعاب القوى والفئات الخاصة، كما ستدرس في هذا البرنامج التدريبي التطبيقات الغذائية في مجال ادارة الوزن سواء لعمليات التنحيف او زيادة الوزن.


دورة الاتجاهات الحديثة فى ممارسات الشراء بالمستشفيات

أول دورة تدريبية متخصصة تستهدف شرح أنظمة المشتريات الحديثة بالمستشفيات وأسس تحديد أنظمة الشراء الملائمة للمستشفيات والمبادئ العامة لادارة عقود المشتريات.


أحدث الملفات والنماذج