عاقبت أم ابنتها ذات الأعوام الأربعة لأنها أفسدت لفة من ورق التغليف المذهّب. وقد ثارت ثائرة الأم عندما حاولت الطفلة تزيين صندوق كانت تريد وضعه تحت شجرة الميلاد. ومع ذلك أحضرت الطفلة الصندوق إلى أمها صباح اليوم التالي وقالت لها: هذا لك يا أمي!
أحست الأم بالحرج وندمت على رد فعلها المتسرّع لكن سرعان ما اشتعل غضبها عندما تبين لها أن الصندوق كان فارغا!
فصرخت في الطفلة: ألا تعرفين انك عندما تقدمين إلى شخص ما علبة فانه يفترض أن يكون هناك شيء ما داخلها؟
نظرت الطفلة الصغيرة إلى والدتها والدموع تترقرق في عينيها وقالت: أمي .. انه ليس فارغا. فقد أودعت فيه قبلاتي لك"!
في تلك اللحظة شعرت الأم بالانسحاق. طوّقت الصغيرة بذراعيها واحتضنتها وضمّها إلى صدرها متوسلة منها السماح!
ويقال بأن الأم ظلت تحتفظ بذلك الصندوق الذهبي بجانب سريرها لسنوات طوال، وكلما أحست بالإحباط كانت تعمد إلى الصندوق فتخرج منه تلك القبلات المتخيلة وتتذكر حب تلك الطفلة التي كانت قد وضعته هناك.
وفي الحقيقة فإن كلا منا نحن البشر ُأعطي صندوقا ذهبيا مملوءا بحب غير مشروط وقبلات من أطفالنا وأفراد عائلاتنا وأصدقائنا ومعارفنا. وليس بوسع إنسان أن يمتلك ما هو أغلى أو اثمن من ذلك الحب.