برامج جودة الحياة الوظيفية هي مجموعة من العمليات المتكاملة المخططة والمستمرة والتي تستهدف تحسين الجوانب التي تؤثر على الحياة الوظيفية للعاملين وحياتهم الشخصية أيضاً والذي يساهم بدوره في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنظمة والعاملين فيها والمتعاملين معها.....

ويوضح هذا التعريف بعض الاعتبارات منها :
· أن جودة الحياة الوظيفية لا تقتصر على جانب دون آخر, وإنما هي عمليات متكاملة تشارك في إحداثها وتنفيذها جميع الإدارات الموجودة داخل المنظمة, أما تنظيم عملية الاستفادة منها للعاملين فيقع العبء الأكبر منها على إدارة الموارد البشرية.
· أن جودة الحياة الوظيفية ليست برنامجاً ينتهي بعد فترة زمنية معينة, وإنما هي عمليات مخططة سواء في الأجل القصير أو الطويل, تتمشى مع إستراتيجيات المنظمة تعضدها وتساعد على تنفيذها, وبالتالي فهي عمليات مستمرة وليست مؤقتة, وهذا يجعلها جزء من ثقافة المنظمة وأخلاقيات التعامل بين أفرادها.
· تشمل مكونات وعناصر جودة الحياة الوظيفية للعاملين جميع الجوانب المادية والمعنوية.
· تتحقق جودة الحياة الوظيفية بإحداث التوازن بين الحياة الوظيفية والحياة الشخصية للعاملين.
· إن مفهوم جودة الحياة الوظيفية هو مفهوماً شاملاً يتضمن تحقيق أهداف ومصالح العاملين وأهداف إدارة المنظمة والتي تعكس أهداف أصحاب رأس المال, حيث أن زيادة معدلات الرضا الوظيفي للعاملين والناتج عن مستويات عالية لجودة الحياة الوظيفية يساهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنظمة.

ويعتبر دعم وتأييد الإدارة العليا في المنظمة لهذا الاتجاه, مع إتاحة الفرصة لتطوير وتنمية مهارات العاملين للتعرف على حقوقهم ومسئولياتهم تجاه منظماتهم من مقومات نجاح مفهوم جودة الحياة الوظيفية ..

ومن أبرز الأهداف العامة من تصميم وتنفيذ برامج جودة الحياة الوظيفية ما يلي:
§ تحقيق مستويات عالية من الرضا الوظيفي والولاء التنظيمي للعاملين.
§ تحقيق مستويات عالية من رضا العملاء والبيئة الخارجية للمنظمة.
§ تحقيق مستويات عالية من رضا أصحاب رأس المال.
§ وبذلك فإن فاعلية برامج جودة الحياة الوظيفية تساهم في زيادة فاعلية المنظمة ككل.

بناء ودعم برامج جودة الحياة الوظيفية:
يعتبر مفهوم جودة الحياة الوظيفية من المفاهيم الحديثة نسبياً في أدبيات الإدارة, فلم يظهر المفهوم على ساحة البحث بصورة واضحة إلا من بداية السبعينات والثمانينات وزاد انتشاره خلال التسعينات من هذا القرن خاصة في الشركات الأمريكية .
وتعد برامج جودة الحياة الوظيفية والتي تتبناها الكثير من كبرى المنظمات في الدول المتقدمة أحد أقوى عناصر جذب واستبقاء العاملين حيث أن هذه البرامج تسهم في إشباع حاجات العاملين وتساعدهم في تحقيق أهدافهم إضافة إلى ما يحققه التنظيم من درجات عالية من الولاء والانتماء والمشاركة الفاعلة نتيجة لتطبيق مثل هذه البرامج، ويتعايش مفهوم جودة الحياة الوظيفية وينسجم مع المفاهيم الإدارية الحديثة مثل الإدارة بالأهداف والإدارة الجودة الشاملة والإدارة الإستراتيجية كما يعتبر من المفاهيم الواسعة النطاق, فهو يبدأ من توفير بيئة عمل آمنة وصحية وهادئة إلى المشاركة والإدارة الذاتية في العمل التنظيمي ...
إن التركيز على أهمية ودور الموارد البشرية كسلاح إستراتيجي وتنافسي قوى في ظل المنافسة الدولية الحادة جعل القادة والمديرين وأًصحاب الأعمال, يغيرون نظرتهم إلى العاملين من مجرد مستخدمين إلى شركاء, كما ينظر إليهم كأصول هامة في المنظمة تزيد قيمتها عن الأصول الرأسمالية الأخرى .....

المرجع ...
جاد الرب، سيد محمد . (2005). إدارة الموارد البشرية موضوعات وبحوث متقدمة. مطبعة العشري.