الموضوع: السلامة والصحة المهنية في مصر

مقدمة
يقدر العاملون بمجال الرعاية الصحية في مصر بحوالي مليون فرداً، ويعمل معظمهم بالقطاع الرسمي للرعاية الصحية، ومع ذلك يعمل عدد لا بأس به بصورة غير رسمية في مجال الرعاية الصحية أيضاً.
والعاملون في مجال الرعاية الصحية معرضون للميكروبات المنقولة عن طريق الدم بما في ذلك فيروس الالتهاب الكبدي (بي) و (سي) وفيروس العوز المناعي البشري (الإيدز) (HIV). ولقد أوضحت دراسة لعدد 765 من العاملين بالرعاية الصحية في وحدات الرعاية الصحية بالقاهرة فيما يتصل بتعرضهم لفيروس الالتهاب الكبدي "بي" قبل توافر لقاح الالتهاب الكبدي "بي" عن وجود مضادات فيروس الالتهاب الكبدي "بي" لديهم بنسبة 28%، وقد أظهرت دراسة أخرى عن عدوى فيروس الالتهاب الكبدي "سي" أن 7.7% من العاملين بالرعاية الصحية الذين أجرى لهم اختبار عدوى الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" قد ظهر تعرضهم للفيروس، وقد يتم التعرض لهذه الفيروسات عن طريق وخز الإبر أو أي من الآلات الحادة الأخرى الملوثة بدم المرضى المصابين. وهناك عوامل رئيسية تحدد إمكانية انتقال العدوى للعاملين عن طريق الدم الملوث وتشتمل على ما يلي:
- طبيعة ونوع الإصابة بالأدوات الحادة (مثل: الإبر الجوفاء المليئة بالدم تحمل خطراً أكبر من شفرات المشارط الملوثة).
- مدى انتشار الاصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الدم بين المرضى.
- نسبة تركيز الجراثيم و الفيروسات المنقولة عن طريق الدم والتى تدور بجسم المريض الذى يعد مصدراً للإصابة بالأدوات الحادة (مثلا قد تكون نسبة التركيز أعلى عندما يكون المرض المرحلة الحادة أو في مرحلة متأخرة).
- عدد المرات التى يتعرض فيها العامل بالرعاية الصحية للدم (مثل: الموظف الجديد أو المتدرب قد يكون أقل دراية بالأدوات الطبية وهو ما يجعله أكثر عرضة للإصابة).
و في أحد الدراسات التي تم إجراؤها في صعيد مصر عام 2001 وجد أن
حوالي 30 % من العاملين في مجال الرعاية الصحية أصيبوا بوخز الإبر خلال الثلاثة أشهر السابقة للدراسة، بمعدل خمس إصابات سنوياً بسبب وخز الإبر لكل عامل في هذا المجال، وتشيع الاصابة بسبب وخز الإبر عند فئة عريضة من العاملين بهذا المجال تشمل العاملين في طب الأسنان والمعامل وهيئةالتمريض ومساعديهم وعمال النظافة والأطباء والفنيين وغيرهم من المتخصصين في مجال الرعاية الصحية.
وتقدر نسبه عدم الإبلاغ عن وخز الإبر في الدراسات التي أجريت خارج مصر بحوالى 30-96 % مما يوحى بأن المعـدل الحقيقى لتلك الإصابات قد يكون أعلى، والعامل بالرعاية الصحية الذى يكون أكثر تعرضاً للمرضى أو التى تزداد فرص تعرضه للدم وسوائل الجسم الأخرى (كأعضاء هيئة التمريض والأطباء وأطباء الأسنان وفنيي المعامل) يكون أشد تعرضاً لخطر عدوى الميكروبات المنقولة عن طريق الدم من العامل بالرعاية الصحية الذى يتعرض للاتصال بالمرضى لفترات قصيرة أو على فترات متباعدة. وقد أظهرت الدراسات الخاصة بوخز الأدوات الحادة وأنواع الإصابات الأخرى أن أعضاء هيئة التمريض يتعرضون لأكبر نسبة من هذه الإصابات وإن كان العاملون الآخرون كالعاملون في الخدمات البيئية (عمال النظافة) يأتون في المرتبة الثالثة بعد الممرضات والأطباء بالنسبة للإصابات. ويرجع ذلك إلى الأسلوب غير السليم في التخلص من الأدوات الحادة أو التخلص منها مع المخلفات العادية ، حيث لا يستخدم العاملون في الخدمات البيئية أدوات حادة في أداء أعمالهم.

ملاحظة:
يشمل مصطلح العاملين: الأطباء وهيئة التمريض والموظفين والأفراد الآخرين (مثل العمال المؤقتين) الذين يعملون في وحدات الرعاية الصحية.

يجب على برنامج الصحة المهنية في منشآت الرعاية الصحية أن يكون قادراً على حماية المرضى والعاملين، فيجدر به أن:
- يضمن ويحافظ على مستوى صحي قياسي معين لكافة العاملين قبل السماح لهم بتأدية المهام المنوطة بهم.
- يضمن عدم تعرض العاملين لخطر العدوى بالأمراض التي قد تنتقل إليهم بالإضافة إلى التأكد من عدم مساهمتهم في نقل و انتشار العدوى إلى غيرهم من موظفي المستشفى أو المرضى.