: الترقية

تم تأسيس شركة " القدس " للمواد الطبية والكيماوية في مطلع 1984 لإنتاج بعض أصناف الأدوية وبعض المركبات الكيماوية التي تدخل في صناعات عديدة، وقد اكتسبت الشركة شهرة كبيرة في الأسواق المحلية وبعض أسواق الدولة المجاورة.
يعمل في هذه الشركة في الوقت الحاضر) 600( موظف ومستخدم، وتتبع الشركة منذ تأسيسها نظام الأقدمية في الترقية، وأحيانا تأخذ بنظام الأقدمية والجدارة. وعندما شغرت وظيفة مشرف بأحد أقسام الشركة ، بدأت إدارة الموارد البشرية في البحث عن شخص ملائم لترقيته إلى هذه الوظيفة وكان التفكير أن يتم ترقية مساعد مشرف ليصبح مشرفا ، وكان الاعتقاد السائد بين الموظفين والعمال أن السيد محمد، باعتباره أقدم المساعدين ، هو صاحب الحق في الترقية لهذه الوظيفة . إلا أن إدارة الموارد البشرية تجاوزته وفضلت عليه السيد أيوب وهو أصغر سنا وأقصر خدمة من محمد ، وقد صدر قرار الإدارة العليا بترقية أيوب.
يبلغ محمد حوالي 47 سنة من العمر ، ويحمل شهادة الدراسة الثانوية العامة ، ويعمل بالشركة منذ حوالي 25 سنة ، أي من تاريخ تأسيس الشركة تقريبا ، كما عمل مساعد مشرف لمدة 15سنة متوالية ، يتصف بالاستقامة والاهتمام بعمله ، له شخصية قوية ويعتمد على نفسه ، محبوب من جانب الإدارة والعمال ، إلا أنه بطيء في العمل ، ومنذ حوالي سنة أعطى محمد الفرصة لشغل منصب المشرف بالوكالة لمدة شهر عندما كان المشرف الأصيل في عطلة. وقد اتضح لإدارة الشركة أن عمله كمشرف لم يكن في المستوى المطلوب، ومما لاشك فيه أن تدني مستوى ثقافته وتعليمه حالت بينه وبين القيام بالأعمال الإدارية المطلوبة في وظيفة المشرف.
أما أيوب فهو في 32 من عمره ، تخرج من كلية العلوم بإحدى الجامعات العربية ، ويعمل بالشركة منذ حوالي 10 سنوات، ويعمل مساعد مشرف بنفس القسم منذ حوالي 6 سنوات وهو جانب كبير من الذكاء والثقافة، وقد أتيحت له الفرصة لحضور أكثر من دورة تدريبية في مجال الإدارة والإشراف ، وتفيد جميع التقارير بكفاءته ، كما أنه يتمتع بأسلوب جذاب ومقنع في التفاهم مع كل الأشخاص وبكسب صداقتهم .
وقد دهش معظم العاملين حينما علموا بترقية أيوب إلى هذه الوظيفة ، واعتقدوا أن في الأمر شيئا غير عادي ، كأن يكون أيوب من المقربين للإدارة ، ومن المحسوبين عليها بقرابة أو صلة شخصية ، كما كان لهذا الإجراء أثر سيئ للغاية على محمد إذ كان يتوقع هو هذه الترقية خاصة وأنه كان متأكدا أنه أحق بها من أي شخص آخر بسبب أقدميته . وما إن علم بالقرار توجه رأسا إلى السيد مدير دائرة الموارد البشرية وهدد بالاستقالة إن لم يصحح الوضع. حاول مدير الموارد البشرية أن يهدئ من غضبه وثورته وأن يقنعه بعدم الاستقالة. والواقع أن محمد له خبرة كبيرة في المواد الكيماوية بسبب طول مدة خدمته بالشركة في هذا المجال، ولا شك أن الشركة قد تواجه صعوبة كبيرة في إيجاد شخص آخر ليحل محله إذا ترك العمل فعلا.
المطلوب:
1.استخرج الكلمات المفتاحية التي تنطلق منها لدراسة هذه الحالة؟
2. ماهي الأخطاء، إن كانت هناك أخطاء، التي وقعت بها إدارة المنظمة؟
3. لو كنت أنت تشغل وظيفة مدير الموارد البشرية في هذه الشركة، فكيف تشرح لمحمد السبب في عدم ترقيته وفي نفس الوقت تقنعه بعدم الاستقالة؟
4. إذا طلب منك أن تعيد النظر في هذه الترقية، فأيهما تقترح ترقيته محمد أم أيوب ولماذا؟