ثقافة الجودة الشاملة :-
نجحت الجودة الشاملة بمفهومها الحديث في الخروج من أسر المفهوم الضيق للتفتيش من أجل المطابقة , والذي تقوم به إدارة مركزية تراقب الجودة وتعمل علي تحسينها , وإنتقلت إلي مفهوم شامل,أصبحت الجودة فيه مسئولية الجميع ليس بقياس المطابقة وإنما بالإلتزام الحر بمجموعة من الأعراف الأساسية والتي تعرف بثقافة الجودة الشاملة .وليس غريبا أن تركز المؤسسات بشكل كبير في المراحل الأولي من تطبيق الجودة الشاملة علي إحداث التغيير المناسب في ثقافتها من أجل التمهيد لإستقبال الجودة الشاملة وتطبيقها . أما إغفال تغيير ثقافة المنظمة قبل التوسع في تطبيق الجودة فهو غير مناسب كما أنه حكم مسبق بفشل التجربة .
بصفة عامة يعد إنتشار الوعي بالعناصر الأساسية للجودة الشاملة بين جميع العاملين هو الركيزة الأساسية لثقافة الجودة الشاملة . فلا نفع لشعارات الجودة مالم تتحول هذه العناصر إلي قناعة حقيقية وممارسة يومية يقوم بها العاملون في كافة مواقع العمل دون رقابة أو تدقيق .
وفيما يلي جدول يوضح مقارنة لبعض البنود في ثقافة المؤسسة قبل وبعد التحول إلي فلسفة الجودة الشاملة :
ثقافة الجودة الشاملة
مجال المقارنة
من
إلي
ثقافة المؤسسة التقليدية
ثقافة الجودة الشاملة
الرؤية والقيم
مسئولية الإدارة العليا
يشترك فيها الجميع
نظرة الإدارة للعاملين
قوي عاملة
موارد بشرية
أسلوب الإدارة
الإدارة بالرقابة
الإدارة بالمشاركة
تدفق العمل
تدفق رأسي
تدفق أفقي
الإهتمام بالجهود
الجهد مقابل الأجر اليومي
الإهتمام بترشيد الجهود
العلاقة بين الأقسام
أحزاب متضاربة
تكاملية:عملاء,موردون داخليون
نطاق التطبيق
نطاق ضيق
عملية تكاملية
المحاسبة
المسئولية الفردية
مسئولية فرق العمل
تعزيز الأداء
تعزيز سلبي (العقاب للخطأ)
تعزيز إيجابي(الثواب للتحسين)
الإتصال
من أعلي إلي أسفل
متبادل
القرارات
أوامر إلزامية
التشاور قبل إصدار القرار
مهارات الأفراد
تخصصية ضيقة
نوعية متعددة
تطوير العمل
مسئولية الرؤساء
مسئولية الجميع
إسناد المسئولية
تكليف للرؤساء فقط
تشريف لجميع العاملين
تدريب الأفراد
واجب تطويري
حق تطويري
فيما يلي تركيز علي أهم البنود في ثقافة الجودة الشاملة :
1- الإهتمام بالعميل الداخلي والخارجي : فعندما يصبح التركيز علي العميل عرفا جاريا في المؤسسة فإن ذلك يملي علي كل فرد أو فريق الدراية التامة بمن هم عملاء , كما يملي علي الجميع دائما الرغبة في التعرف علي رغبات العملاء والسعي لتلبيتها .
2- المشاركة التطوعية : يجب الحرص علي إضفاء الصفة التطوعية علي العمل في فرق التحسين المستمر. فالأصل في المشاركة أن تعتمد علي رغبة القائمين في العمل علي تحسين ما يقومون به من عمل وإستثمار الفرصة السانحة للتخلص مما يضايقهم من قيود أو إجراءات مفروضة عليهم .
3- التركيز علي العمليات : تهتم الجودة الشاملة بالصورة الكاملة للعملية فلا تركز علي أجزاء متفرقة منها قبل أن تتناول العملية ككل بنظرة شاملة .
4- لغة الأرقام : إن الإحتكام إلي معايير غير موضوعية في المناقشة يفتح الطريق لنزاعات لن تحسم وصراعات لا تثمر إلا مزيدا من الخلافات والتحزبات غير الموضوعية بينما الإحتكام إلي لغة الأرقام في الموافقة أو الرفض يعطي شفافية محمودة في عملية إتخاذ القرار ويقضي علي الخلاف غير الموضوعي .
5- الإهتمام بالتدريب : يلعب التدريب دورا كبيرا في نشر ثقافة الجودة الشاملة من ناحية وفي نشر المعرفة بأدوات التحسين المستمر من ناحية أخري . غير أنه لا يكفي توفر الفرص التدريبية المناسبة التي تغطي إحتياجات الأعضاء والقادة , وإنما يجب أن يكون المفهوم العام للمؤسسة هو الترحيب بالجهود التدريبية بإعتبارها لبنة أساس في ثقافة الجودة الشاملة .
6- السعي لإكتشاف الأخطاء : تساعد ثقافة الجودة الشاملة علي توجه الجميع لإكتشاف الأخطاء بهدف تحليل أسبابها ودراسة كيفية منع تكرار حدوثها . وهذا التوجه يوفر العديد من جهود الرقابة التنظيمية ويفوض العاملين لإكتشاف الأخطاء والمبادرة إلي بدء جهود التحسين , الأمر الذي يؤدي إلي تقليص الهالك وما يصاحبه من هدر في المال والوقت والجهد .
7- أدومها وإن قل : تعتمد الجودة الشاملة علي إدخال العديد من التحسينات الصغيرة علي أساليب العمل . أما التغيير الجزري للأعمال وإعادة التصميم فيخرج عن نطاق فرق التحسين المستمر ويدخل في نطاق الفرق الإستشارية المتخصصة , أو التي تستعسن بمستشارين متفرغين .
[FONT='Times New Roman','serif']إن إنتشار الثقافة الصحيحة للجودة الشاملة هي الضمان الوحيد لإستمرارية تطبيق الإدارة بالجودة الشاملة في المؤسسة . أما إرتباطها بنظم رقابة محكمة أو إلتزام متشدد من الإدارة العليا فهو محكوم عليه بالفشل الحتمي علي المدي البعيد [/FONT]