الاستراتيجية كمدخل للإدارة

إعداد:

حازم مصطفى درويش

باحث بالإدارة المركزية للبحوث



رقم المجلد/السنة : 18 رقم العدد : الخامس والسبعون / ابريل 1997 تاريخ العدد : 28/07/2004 9:18:50 AM

مقدمة:

إننا نعيش فى عالم تشوبه المخاطرة وعدم التأكد، عالم ليس لنا سيطرة كاملة عليه.. بل إننا نشترك فى تقدير أموره مع آخرين قد لا يشاركوننا تماماً فى الأهداف أو وجهات النظر وقد تتعارض مصالحنا معهم.. وعالم كهذا لا يمكن لإنسان أو منظمة أن تعمل وتنجح فيه دون أن تأخذ فى حسبانها.. اعتبارات الاستراتيجية.
تطور مفهوم الاستراتيجية:
يرجع الاستخدام الأصلى لكلمة الاستراتيجية إلى المجال العسكرى، والاستراتيجية مشتقة من كلمة "استراتيجوس" وهى كلمة يونانية قديمة وتعنى "فن الجنرال" أو "فن القيادة" عن طريق وضع خطة عامة للقضاء على جيش العدو وتحطيم إمكانياته بالدخول فى معركة حاسمة.
ولكن هذا المفهوم الضيق للاستراتيجية لم يستمر طويل.. فتعرض لتطورات كبيرة على مر العصور حيث جاء نابليون ليوسع من نطاق الاستراتيجية لتشمل الجانب الاقتصادى والجانب السياسى لتحسين فرصة النصر العسكرى.. ففى بعض الأحيان وتحت ظروف معينة قد يكون استخدام القوة العسكرية للقضاء على الأعداء ليس له داع ويكون من المفضل استخدام استراتيجية تعمل على تحطيم معنوياته عن طريق ضرب مراكز اتصالاته وتموينه.. وتفادى الاشتباك معه فى أية معارك حاسمة. بل بإمكان القائد العسكرى تحقيق أهدافه العسكرية دون إطلاق واحدة إذا تمكن من إقناع العدو بتفوقه المطلق وبحتمية انهزامه إذا حدثت مواجهة بينهم فيجبره بالتالى على التسليم.
ثم أصبحت الاستراتيجية فناً يزاوله الجميع ولم تعد قاصرة على العسكريين.. فانتقل مفهوم التخطيط الاستراتيجى إلى مجال الإدارة والأعمال فى بداية الستينات بتطبيقه لأول مرة فى وزارة الدفاع بالولايات المتحدة الأمريكية.. وعندما حقق الأهداف المنشودة منه.. أصدر الرئيس الأمريكى ليندون جونسون توجيهاته فى أغسطس 1965م بتطبيق نظام التخطيط الاستراتيجى من الأجهزة الفيدرالية للحكومة الأمريكية تحت أسم نظام التخطيط والبرامج والموازنة.. بعد ذلك تم تطبيقه فى معظم المجالات والميادين بالولايات الأمريكية ثم انتقل منها إلى معظم دول العالم.
ماهية الاستراتيجية:

لم يتفق الباحثون على تعريف موحد للاستراتيجية وإن اجتمعوا على أنها الأسلوب الذى يضمن الإفادة من الطاقات والموارد المتاحة لتحقيق الأهداف المحددة والتى تسعى المنظمة لتحقيقها مع الأخذ فى الاعتبار المعوقات والظروف السائدة فى المجتمع.
فيرى أنسوف أن الاستراتيجية يقصد بها تلك القرارات التى تهتم بعلاقة المنظمة بالبيئة الخارجية، وحيث تتسم الظروف التى يتم فيها اتخاذ القرارات بجزء من عدم المعرفة أو عدم التأكد فيقع على عاتق الإدارة عبء تحقيق تكيف المنظمة لهذه التغييرات البيئية.


وعرفها شاندلر سنة 1962 بأنها تحديد الأهداف طويلة الأجل وتخصيص الموارد لتحقيق هذه الأهداف.
أما الدكتور/ على السلمى فعرف على أنها الأسلوب العلمى الذى تلجأ إليه الإدارة فى استخدام الموارد المتاحة وصولاً إلى الأهداف المقررة.
أما الدكتور/ نبيل شعث فيرى أنها مسار أو مسلك أساسى تختاره المنظمة من بين المسارات البديلة المختلفة المتوفرة لديها لتحقيق أهدافها فى ظل ظروف عدم التأكد والمخاطرة، وعلى ضوء توقعات المنظمة لخطط ومسارات كل من تتعامل معهم أو تؤثر على مصالحهم.
إذاً فالاستراتيجية هى:

1- فن المخاطرة المحسوبة:

أى فن اتخاذ القرار بمعزل عن المعلومات الكاملة عن البيئة التى يعمل فيها، لأن المعلومات المتوفرة لأى مدير تكون محدودة ومشوشة ومبالغ فيها فى بعض الأحيان فإذا وجد المدير نفسه أمام الكثير من المخاطر ويمكنه أن يتخذ القرارات الحاسمة دون توفر كافة المعلومات الضرورية. وأصر على عدم التصرف إلا بعد إزالة كل المخاطر وتوافر كل المعلومات فإن منظمته لن تتقدم أبداً.. وسيفقد كثير من الفرص التى قد تكون ذات أثر كبير على المنظمة.
فالمدير عليه أن يحسب المخاطر والتحوط ضدها والبحث عن المعلومات للتخفيف من حالة عدم التأكد المحيط بقراراته وهذا ما يسمى بالمخاطرة المحسوبة.
ومن أعظم القرارات التى اتخذت فى ظل معلومات ناقصة ومخاطرة.. كبيرة.. محسوبة القرار التاريخى الذى اتخذه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بشأن تأميم قناة السويس سنة 1956 والذى تجلت فيه بوضوح كل عناصر الاستراتيجية والذى تجله فيه بوضوح كل عناصر الاستراتيجية من المخاطرة.. المحسوبة وتوقع ردود أفعال الآخرين والتحليل السليم للموقف، فلم يضع فى حسبانه قوة العدو المبالغ فيها ومحاولاته المضنية لتضليل أجهزة مخابراته بتضخيم قوته وتوصيل معلومات مخيفة عنه.. هذا فضلاً عن فهم استراتيجياتهم وتحركاتهم وردود أفعالهم.
2- فن التأثير على الآخرين وتوقع ردود أفعالهم:

ترتكز الاستراتيجية على ربط سلوك المنظمة من قرارات وتصرفات بما نتوقعه من سلوك الآخرين، وربط سلوك الآخرين بتوقعاتهم لسلوكنا.
وكنتيجة لذلك فإن عدم معرفتنا لردود أفعال الآخرين هو أهم المخاطر التى تحيط بقراراتنا.. ولذلك فالسياسات الإدارية التى لا تعتمد على توقع ردود الفعل من الآخرين لا ترقى إلى مرتبة الاستراتيجية.
فإذا أراد مدير مصنع تغيير طرق الإنتاج فإنه سيواجه ردود أفعال مختلفة تحمل فى ثناياها المنافع المشتركة والمصالح المتعارضة. ويجب علينا أن نأخذ هذه التحركات لذلك. وبالتالى فهناك درواً هاماً تلعبه المعلومات التى ننشرها عن تحركاتنا وقراراتنا.. إذ يجب علينا أن نستخدمها للتأثير على توقعات الآخرين بطريقة تجعل سلوكهم يتفق مع مصالحنا وتسهم فى تحقيق أهداف المنظمة.
كيفية اختيار الاستراتيجية:

من أهم واجبات المدير الناجح استعراض كافة الاستراتيجيات البديلة وتقييمها مستخدماً كل أدوات التحليل المتوافرة لاختيار الأهداف المنشودة بكفاءة وفاعلية وفى أقل وقت ممكن وبأقل تكلفة.
ومن بين أدوات التحليل التى تستخدمها منظمات الأعمال:
1- دراسة منحنى الخبرة أو التعلم.
2- مصفوفة النمو والنصيب فى السوق.
3- نموذج جاذبية الصناعة وأوجه القوة بالمنظمة.
4- برنامج أثر الاستراتيجية التسويقية على الربحية (PIMS).
5- التنبؤ بربحية القطاع.
6- نموذج دورة المنتج المركز التنافسى.
7- نموذج العائد والمخاطرة.
8- مصفوفة أداء المنتج.
وأياً كان النموذج المستخدم فى التحليل فيجب مراعاة الآتى:
1- تحديد وحدة ومستوى التحليل.
2- تحديد أبعاد التحليل.
3- تحديد الأهمية النسبية للأبعاد.
4- وضع المنتجات أو الوحدات الإنتاجية على أبعاد التوليفة.
5- وضع التصور لمركز المنظمة فى حالة التغيرات فى الظروف البيئية والتنافسية والمؤقتة.
6- تخصيص الموارد بين المنتجات.
7- اختيار الوضع المناسب كل نوع من المنتجات الحالية والجديدة كأساس لوضع البدائل الاستراتيجية.
ويجب أن نضع فى اعتبارنا عند اختيارنا للاستراتيجية أن نكون على الحياد تماماً ونفكر بطريقة موضوعية ومنطقية ولا ندخل العوامل الانفعالية فى عملية الاختيار حتى لا يؤثر ذلك على الناتج النهائى.. حيث أننا إذا أدخلنا فى عملية الاختيار معلومات وأحاسيس وتجارب مختلفة ستؤثر بالطبع على ما سنختاره.. فإذا افترض الإنسان أن الأشخاص الآخرين يناصبون له العداء فإن هذا الافتراض سيفرض عليه استخدام استراتيجية يبدو من خلالها معادياً للجميع، وكرد فعل منطقى لاستراتيجية هذه سيقابلونه بالعداء ويتحول افتراضه إلى يقين بأن الآخرين أعداء له.
فيجب على الإنسان أن يكون حريصاً غاية الحرص فى تحديد الموقف الذى يقابله ويفرق بين تخطيط الاستراتيجيات فى حالات الصراع الكامل والتخطيط فى حالات التعاون البحت، أو فى حالات الصراع المختلط بالمنفعة المشتركة.
عناصر الإدارة الاستراتيجية:

تشمل الإدارة الاستراتيجية اتخاذ القرارات فى المجالين التاليين:
أولاً: مجال تصميم الاستراتيجية:

وتشمل اتخاذ القرارات فى النقاط التالية:
1- تحديد الفرص والقيود التى تواجه المنظمة.
2- وضع الإطار العام للاستراتيجية شاملة فلسفة المنظمة وأهدافها.
3- اختيار البدائل الاستراتيجية التى تعظم من تحقيق الأهداف فى ظل الظروف البيئية المحيطة.
4- وضع الخطة الاستراتيجية العامة والخطط الاستراتيجية الخاصة بالمجالات الوظيفية المختلفة.
ثانياً: مجال تنفيذ الاستراتيجية:

ويشمل اتخاذ القرارات فى النقاط التالية:
1- تهيئة البيئة الثقافية للمنظمة لتنفيذ الاستراتيجية.
2- إعداد القيادات الإدارية.
3- إعداد الهيكل التنظيمى المناسب.
4- وضع الخطط الوظيفية والبرامج الزمنية والموازنات التخطيطية.
5- وضع السياسات الإدارية.
6- الرقابة وتقييم الأداء.
خصائص نظام التخطيط الاستراتيجى:

1-الشمول والتكامل:

يجب أن يتسم التخطيط بالديناميكية.. فبناء على المعلومات الواردة من البيئة يتم إعادة النظر فى الأهداف والخطط التى تم وضعها ليتحقق التوافق المستمر مع البيئة المحيطة.
2-التفاعل بين مستويات التخطيط:

يقوم التخطيط الاستراتيجى على التفاعل المستمر والتغذية المرتدة بين مستويات التخطيط سواء كانت تلك المستويات تتعلق بمستوى القرارات الاستراتيجية أو مستوى القرارات الإدارية والتنفيذية أو التشغيلية.
3-المرونة:

يفترض فى التخطيط الاستراتيجى توافر حالة المخاطرة أو عدم التأكد عند اتخاذ القرارات، فعلى الإدارة اتخاذ القرارات، فعلى الإدارة اتخاذ القرارات فى ظل المعلومات الناقصة دون انتظار توافر كل المعلومات وإزالة كافة المخاطر حتى لا تتعرض المنظمة لفقد كثير ممن الفرص التى قد تكون ذات أثر كبير على المنظمة.
4-التفاعل بين التخطيط والتنفيذ:

يقوم التخطيط الاستراتيجى على تحقيق التفاعل والتغذية المرتدة بين التخطيط والتنفيذ وبالعكس حيث تعتمد الخطط على نتائج التنفيذ كما أن التنفيذ يعكس نتائج التخطيط.
تطبيق عام: استراتيجية الهجوم الشامل للتغيير.. وبدائلها:

1-استراتيجية الهجوم الشامل:

وتعتمد على قدرة الإدارة العليا على المفاجأة وفتح كافة الجبهات لتخلق "توقعات" عند العناصر المناوئة للتغيير أنه لا سبيل لتعطيله.. ونجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على التفوق الواضح لقادة التغيير وإلا فإن المقاومة تتبلور وتقف حجر عثرة أمام كل تغيير.



2-الاستراتيجية الفابيانية:

تبدأ بافتراض أن قوى التغيير تواجه معارضة تفوقها قوة ولذلك فهى تعتمد على تفادى الاشتباك فى معارك حاسمة ولكنها تستخدم كل الأسلحة لإنهاك قوى معارضى التغيير وإبقائهم فى مواقع الدفاع، وهذه الاستراتيجية لا تعنى السلبية أو اللامبالاة. بل تعنى إنهاك الخصم دون إتاحة الفرصة له لدخول معركة حاسمة قد يكسبها.
3-استراتيجية الحصول على نتائج سريعة:

ترتكز على إحداث توقعات جديدة بأسرع الوسائل الممكنة لإقناع الأشخاص بأن التغيير ممكن خصوصاً إذا كان الجمود قد تسلط لفترات طويلة.
4-استراتيجية التغيير من الداخل:

حيث أن الهجوم من الخارج يولد دائماً رد فعل من الداخل للدفاع عن الوضع القائم.. لذلك فإن الاستراتيجية الناجحة للتغيير يجب أن تعتمد على التسلل التدريجى إلى داخل الجزء المراد تغييره ثم إحداث الانقلاب من الداخل، ويتم ذلك بإدخال أعضاء جدد مؤمنين بالتغيير تدريجياً وتركهم يتمركزون وإعطائهم الفرص للانقلاب من الداخل.. وقد يصاحب هذه الاستراتيجية تكتيك للتمويه لإيهام الجميع بأن الأعضاء المتسللين لا قوى لهم ولا قيمة حتى لا تعزلهم الجماعة المرغوب تغييرها.
كما يمكن للإدارة العليا تطبيق الاستراتيجية فى التفاوض للوصول للأهداف المنشودة.. وكأمثلة على بعض الاستراتيجيات الممكن استخدامها فى هذا المجال:

1-استراتيجية المفاجأة Surprise:

تتضمن هذه الاستراتيجية تغيير مفاجئ فى الأسلوب أو طريقة الحديث بالرغم من أن التغيير لم يكن متوقعاً فى ذلك الوقت لإرباك الخصم للحصول على هدف ما أو الحصول على تنازلات من الطرق الآخر.
2-استراتيجية الأمر الواقع: Fait accimpli:

وفكرتها هو أن تجعل الطرف الآخر يقبل تصرفك بوضعه أمام الأمر الواقع ويعتمد نجاح هذه الاستراتيجية على الشروط الآتية:
(أ#) أن يكون احتمال قبول الطرف المعارض للنتيجة فى النهاية احتمالاً كبيراً.
(ب#) خسارة الطرف المعارض من استمرار معارضته أكبر مادياً ومعنوياً من الخسارة التى تحدث من عدم تقبله الأمر الواقع.

3-استراتيجية الخداع Feinting:

وشعارها أعط إشارتك إلى اليسار ثم اتجه إلى اليمين، وتقوم فكرة هذه الاستراتيجية على إعطاء المنافس انطباعاً خاطئاً عما تعمله أنت حقيقة، أو عن ظرف منظمتك، أو عن مدى حاجتك للصفقة.
وكمثال لهذه الاستراتيجية.. تسريح الجيش وإعطاء إجازات لكثير من الجنود والضباط قبل حرب أكتوبر 1973م مباشرة.
4-استراتيجية الانسحاب الظاهري Apparent withdrawal:

يعلن من خلالها أحد الأطراف انسحابه من اللحظة الحاسمة لأن الصفقة لا رجعة فيها فيحصل بذلك على مزيد من التنازلات من خصمه.
5-استراتيجية العشوائية Randoming:

وتعتمد على قانون الصدفة فى تحقيق أكبر مكسب من الخصم. وهذه الاستراتيجية تطبق عند الوصول لطريق مسدود ى المحادثات.
6-استراتيجية مفترق الطرق Cross roads:

فيتبع المفاوض أسلوب التنازل فى بعض القضايا ليحص لعلى أقصى ما يمكن الحصول عليه من تنازلات فى القضايا الكبيرة مدعياً أنه طالما تماشى معهم فيجب أن يقابلوه فى منتصف الطريق.
معوقات نظام التخطيط الاستراتيجى:

على الرغم من أهمية تطبيق نظام التخطيط الاستراتيجى إلا أن هناك مجموعة من تطبيق هذا النظام فى الدول النامية. وهى:
1- الظروف المالية لبعض الدول يجعل من الصعب على المنظمات وضع تخطيط طويل الأجل بالنسبة لها فضلاً عن كثرة إجراء التغيرات فى القوانين والسياسات الاقتصادية مما يؤدى إلى التضارب فى عملية التخطيط.
2- انشغال المديرين فى المستويات الإدارية العليا بالمشكلات اليومية الروتينية دون المشكلات الاستراتيجية التى تتعلق بنمو المنظمة وربحيتها فى الأجل الطويل كالتغيرات الخاصة فى الأسواق، أو الجانب التكنولوجى.
3- قلة عدد المديرين الذين دربوا على تحقيق التكامل والنظرة الكلية عند معالجة المشكلات فالرئيس الأعلى يميل غالباً للنظرة التخصصية أكثر من النظرة العامة.
4- تميل الإدارة إلى تقبل هذا النظام فى أوقات الأزمات والمشكلات وعندما تنتهى الأزمة يتم الرجوع للنموذج التقليدى.
5- استغراق عملية التخطيط لكثير من الوقت والمال.
6- الاعتقاد أن التخطيط الاستراتيجى هو مسئولية إدارة متخصصة فى التخطيط وليس مسئولية الإدارة على كافة المستويات.
7- توافر نظام للحوافز يركز على النتائج قصيرة الأجل.
8- عدم توافر نظام للمعلومات يمد المديرين بالمعلومات عن البيئة المحيطة وإذا توافرت فغالباً ما تكون المعلومات ناقصة.
يتضح من كل ما سبق أن الأخذ بنظام التخطيط الإستراتيجي ضرورة لا مفر منها حتى تضمن الإدارة زيادة السيطرة على الموارد المتاحة وترشيد تخصيصها وتعظيم العائد من استخدامها.. ولضمان ترشيد اتخاذ القرارات وحتى تكون المنظمة هى العنصر المؤثر بالنسبة للمنتج والسوق والجانب التكنولوجى بدلاً من أن تكون قرارات المنظمة هى رد فعل للأحداث الجارية ومجرد الاستجابة لها ولذلك فعلى الدول النامية أن تولى التخطيط الاستراتيجى اهتماماً ورعاية كبيرين وأن تعمل على إزالة كل المعوقات التى قد تمنع المنظمات من تطبيقه.
وأن تسعى جاهدة لمحاولة خلق جيل جديد من المديرين ذوى الفكر الإستراتيجي.. لديهم القدرة على تحمل المخاطرة وابتاع السلوك الهجوم بدلاً من السلوك الدفاعى لضمان حسن استغلالهم للفرص المتاحة مما يؤدى إلى تعظيم العائد العام ولما يعكسه ذلك من أثر إيجابى على درجة الابتكار والتطوير بالمنظمات مع مراعاة أن يعمل هؤلاء المديرون على تحقيق درجة كبيرة من التوازن فى تحمل المخاطر.
المراجع:

-د. عايدة خطاب..

الإدارة الاستراتيجية فى قطاع الأعمال والخدمات الطبعة الثانية مكتبة عين شمس، 1994م.
-د. على السلمى.

سياسات واستراتيجيات الإدارة فى الدول النامية دار المعارف بمصر، 1972م.
-ج. جرمين سعد.

التفاوض مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1986م.