إخوانى وأخواتى الأحباء,



ثورة خطط لها العظماء, واستشهد فيها الأبطال , ويجني ثمارها العامة والجبناء والنبلاء , وحفظها البالغ أمره سبحانه وتعالى.



الثورة علمتنا وعلمت العالم أننا شعب عظيم في التاريخ , أسقط النظام المسلح بأيد خالية سلمية .ويدرك المسلمون الموقنون فقط أن الله هو الذى أسقط النظام بأيدينا الخالية.

انتهى ملخص الأيام السابقة في تقديرى وتبقى تفاصيل المستقبل عند الله تعالى وفي شكرنا للنعمة.



أما وقد انتهت الثورة على الفساد العام , فهل نحن في استعداد لشكر الله واستثمار النعمة بمحاربة الفساد فينا نحن؟!

من خلق حسني مبارك خلق من هو أشد فسادا : خلقه الله

ومن أوصله للحكم قد يوصل من هو أحكم قبضة منه: أوصله الله.

ومن خلق الزمان قادر على أن يطوي هذه الصفحة في دقائق أو ثوان كأن لم تغن بالأمس : خلقه الله



أراها اشارة من الله لنبدأ الثورة على فساد أنفسنا:

فساد الهوى الذى اتبعناه ولا نبالي ان كان يغضب الله تعالى أم لا ,

فساد الأخلاق التى لا نبالي أنها أحب شىء الى قلب النبي صلى الله عليه وسلم,

فساد الخشوع في الصلاة التي بها يستقيم ديننا,

فساد الكذب الأبيض الذى أفقدنا نصف مصداقيتنا فيما بيننا ,

فساد حب الدنيا الذي شتت علينا شملنا وجعل فقرنا نصب أعيننا,

فساد اتقاننا للعمل الذى يراه الله ورسوله والمؤمنون ,

فساد تفكيرنا الذى بات متعلقا بتفاهات الأمور ,

فساد الانحياز لآرائنا الشخصية الذى أفقدنا بركة الشورى والحوار ,

فساد الحقد الذى أنسانا أن الله باسط الأرزاق وحده,

فساد الغل الذى أساد فينا التوتر,

فساد المال الذى أضحينا لا نبالي بأي شبهة تفسده ويأكلها لحم أولادنا,

فساد التهاون في حرمات الله, وتعظيمها من تقوى القلوب,

فساد النية التى لا يقبل الله الا الاخلاص فيها في كل شىء



(ولاتتخذوا آيات الله هزوا ، واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم )231 البقرة