يعد البريد الإلكتروني Electronic Mail أداة اتصال هامة في إدارة الأعمال الحكومية ، وتستخدم الهيئات الحكومية بشكل متزايد نظم البريد الإلكتروني في نشر وتوزيع المذكرات ومسودات الأعمال ، وإذاعة التوجيهات وإرسال الوثائق الرسمية والمراسلات الخارجية وفى دعم كافة العمليات الحكومية، ولاشك أن التنظيم الجيد للبريد الإلكتروني سوف ييسر كثيرا من الأعمال الحكومية ويقضى على المهام الروتينية المتكررة ، فى حين أن استخدام البريد التقليدي سوف يؤثر حتماً على تدفق سير العمل وعلى توثيق العمليات الحكومية ، نتيجة لما يتكلفه البريد التقليدي من وقت وجهد ، مما يدفع الى استخدام النظم الآلية .
وإذا كان المجتمع الزراعي يعتمد على المواد الأولية والطاقة الطبيعية كالريح والمياه والجهد العضلي والبشرى ، ويعتمد المجتمع الصناعي على الطاقة الميكانيكية أو الكهربائي أو النووية ، فإن المجتمع ما بعد الصناعي Post-Industryيعتمد على شبكات الاتصال والحاسب الآلي.
ولم تعد المعلومات الآن مجرد نوع من الترف تتباهى بها المجتمعات أو المنظمات وإنما أصبحت ركيزة أساسية في تطور المجتمع وتحقيق الرفاهية المنشودة ، ولقد دخلت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جميع الميادين العلمية الاجتماعية والإنسانية ، فعصرنا الحالي والمستقبلي هو عصر المعلومات الإلكترونية في خدمة المجتمع، ويرتكز هذا المجتمع بصفة أساسية على تعظيم شأن الفكر والعقل الإنساني بالحاسبات الآلية و شبكات ووسائل الاتصال الحديثة والذكاء الإصطناعى ونظم الخبرة.
ولقد انتشر البريد الالكتروني بسرعة مذهلة ، حيث بلغ معدل استخدامه ضعف البريد العادي الذي يتم تدواله عالمياً ، أو بعبارة أخرى يتم إرسال وتلقى ما يقرب من 31 بليون رسالة بريد الكتروني في اليوم الواحد, وهذه الأرقام يتوقع الخبراء أن تتضاعف بحلول عام 2006 والأكثر من ذلك أن معدل إرسال البريد العادي تناقص بنسبة 2.5% عام 2002، وتحتكر الولايات المتحدة بمفردها ما يزيد عن 45% من إجمالي البريد المتداول عالمياً ، وتواجه هيئات البريد تحديا كبيرا أن لم تواكب التغيرات التكنولوجية السريعة والتي قد يضطرها إلــى غلـــق أبوابهـــا بحلــول عــام 2011.
وبطبيعة الحال وباعتبار أن الأرشيفات جزء لا يتجزأ من الإطار الثقافي وأيضاً الإداري في المجتمع ، فقد تأثرت بما حدث في المجتمع الدولى والمحلى من تطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، فبعد أن كانت الأرشيفات تعتمد في العقود الماضية على الوثائق الو رقية، إلا أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قد تغير الوضع تماماً ، ليس فقط لازدياد كميات المعلومات التى تنتجها أجهزة الدولة ، ولكن للتقدم في أشكال الوسائط التى تسجل وتخزن عليها المعلومات سواء كانت معلومات نصية أو صوتية أو صور أو فيديو ، مع إمكانية الربط بينهم .
وعلى الأرشيفين ومديري الوثائق أن يواجهوا تلك التغيرات والتطورات التي بدأت تهدد الثوابت الأرشيفية ذاتها ، فالمعلومات الرقمية الموجودة على الخط المباشر On-Line ، يصعب التحكم فيها والسيطرة عليها ، فهي كيان هلامي يصعب قيده وبالتالي توثيقه، عكس الوثائق الورقية التي يسهل تحديد ماهيتها من حيث الشكل أو المضمون نظرا لان لها وجودا ماديا ملموسا ، كما انه من السهل التحقق من مصداقية هذه الوثائق والاعتماد عليها كمصدر للتاريخ، وعلى الأرشيفين أن يواجهوا هذا التحدي وأن يقبلوا بإعادة النظر في بعض المبادئ الأرشيفية لتتواكب مع هذا التطور الحادث في طبيعة المعلومات والأشكال و الوسائط المخزنة عليها.
اطلع على البحث كاملا من المرفقات