بسم الله الرحمان الرحيم، أشكر الأخ محفوظ كيطوني على موضوعه القيم، مشكل اللغة في الإدارة المغربية، وأظنها مشكلة كثير من الدول النامية أو لنقل المتخلفة عن ركب الحضارة والتقدم الذي انطلق منذ زمن ليس بالقريب. أخي أود أن أعقب أولا على كلمة "استعمار"، فأنا أصبحت طلما أسمع أو أقرأ هذه الكلمة إلا وأحس بانزعاج للمكان الذي تدرج فيه للدلالة على الاحتلال. نعم أخي هذه هي الكلمة المناسبة في موضوعك، فالاستعمار يعني التعمير والتأهيل لأماكن خلاء أي ليس فيها سكان أصلا، الشيء الذي لم يكن أثناء دخول الاحتلال الفرنسي إلى بلدان المغرب العربي. فقد لانت بلداننا تضم مدنا وقرى وطرقا، نعم لم تكن بالشكل المتطور، لكنها كانت موجودة.
أما عن مشكل اللغة، فهي تشكل عائقا من العوائق نعم، لكنها ليست الأساس. ثم إن اليابان المثال الذي طرحته يا أخي فعلا هم يتعاملون بلغتهم، وفي الحواسيب، وقد يتعاملون مع غيرهم من الشعوب في إطار المعاملات الدولية الاقتصادية أو...، وتضطر هذه الشعوب لتعلم لغتهم كي تتواصل معهم، لكن أتدري لماذا؟ لأنهم قوة اقتصادية يضرب لها ألف حساب. ومع ذلك فاليابان تضطر هي أيضا لتعليم الانجليزية و... لأبنائها للتواصل مع من هم أقوى منها في مجالات أخرى. هنا بالله عليكم هل تستطيع دولة عربية أن تدفع باليابان مثلا إلى تدريس اللغة العربية وجعلها مادة أساسية في مقرراتها الدراسية؟!...
إن مشكلة الإدارة المغربية هي مشكلة أخلاقيات ومبادئ وتربية منذ الصغر لأجيال على الخصال الحميدة، فالحق حق سواء قيل بالعربية أو بالفرنسية أو بالانجليزية أو...، وكذلك الصدق والعدالة والنزاهة و...
أود أن أشير إلى مسألة هامة. قضية التعريب في المواد العلمية في المستويات الدراسية ما دون التعليم العالي. فبعد أن يدرس التلميذ كل حياته الرياضيات والعلوم الفزيائية والطبيعية باللغة العربية، بواجه بزلزال الفرنسة من جديد في الجامعة، وإن تدني النتائج الدراسية ومستويات التلاميذ والطلبة لخير دليل على ذلك.
أرجو المعذرة لأني أطلت، وأرجو ألا يفهم تعرضي على أنه محاربة للغتي العربية، فأنا أعشقها وأنزعج عندما أسمع أو أقرأ نصا تشوه فيه. والسلام ختام.