إن بناء مستقبل المدن فى ظل الاقتصاد المعرفي هو فى الحقيقة قائم على مجموع الخبرات المعرفية لمؤسسات ومنظمات المجتمع وعلى قدرة هذه المؤسسات على إحداث التغيير فى سلوكها المؤسسي بما يبرهن على استفادتها من المعرفة كأصل من أهم أصولها ولأننا فى هذه الورقة نركز على الدور البشرى كونه الأهم فى بناء النظام المعرفي للمؤسسات وبالتالى تأثيرة الكبير فى تغيير مدن المعرفة .
ودعونا نبدأ بقضية محورية فى اتجاه التحول نحو البناء المعرفي الذي نأمل من وراءه إلى تحقيق إنماء حقيقي للبشر .
كيف نفكر؟ كيف تتشكل لدينا الآراء والقيم والمبادئ والافتراضات ؟
وكيف تؤثر الظروف المحيطة بنا على نظرتنا للحياة وتفسيرنا للأحداث التي تجري حولنا؟
وكيف يتجمع الناس فى مجموعات فكرية تدير العمل اليومي فى المنظمات والشركات والجهات الحكومية وغير الحكومية ؟
وكيف أن معظم هذا التفكير غير موثق أو مدون بل هو عادة مختزن فى العقل البشرى .
فى محاولة للأجابة على الأسئلة السابقة لابد أن نضع امنامنا الحقائق التالية:
1-المنظمة التي ستنجح فى المستقبل هي التي تكتشف كيف تستفيد من طاقة التعلم وتستثمرها لدى أفرادها.
2-لا يكفى أن تتعلم الأدارة العليا فى المنظمة ولكن يجب ان ينتقل سريعاً هذا العلم الى الجميع فى المنظمة.
3- كم أن الأفراد يتعلمون فالمنظمات أيضاً تتعلم ولكن علم المنظمة عادة أكبر من مجموع علم أفرادها .
4- المرحلة الحرجة هي :كيف ننقل علم الفرد إلى المنظمة ككل ونخرج من أطار الرئيس او المدير الذى يدور فى فلكة جميع ادارات واقسام المنظمة.