إن التحرك نحو هدفك لن يكون أبداً في خط مستقيم، بل إن طريقك سيكون واعداً فسوف تصعد وبعد ذلك تهبط قليلاً، خطوتان للأمام وواحدة للخلف.

وفي كتابه (قوة التفاؤل) يذكر جينز (في علم الفيزياء ينص قانون الإنتروبيا على أن جميع الأنظمة التي تترك وحدها دون عناية سوف تفقد طاقتها وإذا لم يتم ضخ طاقة جديدة للنظام فإنه سوف ينهار).

وبإمكانك أنت أن تخطط لحالات التراجع، حيث يمكنك أن تنظر مقدماً إلى تقويمك وتحدد وقتاً للتجديد وإعادة النشاط والطاقة، وحتى إذا شعرت الآن بحالة معنوية مرتفعة للغاية فمن الذكاء أن تعد لعملية تجديد. خطِّط لعملية التراجع وأنت في المقدمة.

فإذا فكرت في أنك قد كبرت على فعل شيء تريد أن تفعله فلتعلم أنك الآن تستمع إلى صوت التشاؤم داخلك. وفي بلادنا العربية قد يأتي هذا الإحساس مبكراً وأنت في سن الأربعين.

والأمثلة في تاريخنا وواقعنا لتشهد بذلك، فهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قاد المعارك وهو في الستين من العمر ومثله كثير من الصحابة.

وقد كان الدكتور (مونت بتشسبوم) الذي يعمل في إحدى كليات الطب في نيويورك واحداً من العلماء الكثيرين الذين أجروا أبحاثاً عن تأثير التقدم في العمر على العقل، وقد اكتشف أن التقدم في العمر ليس هو ما يجعل العقل أقل نشاطاً وإنما السبب في ذلك هو عدم استخدام المخ.

ويقول هذا العالم لقد ثبت الآن أن فقدان الذاكرة والسلبية الذهنية هي السبب فيهما وهو مجرد عدم الاستخدام للمخ بعد أن كنا نعتقد أن السبب هو التقدم في العمر، فالمخ مثل العضلة الموجودة في ذراعك إذا استخدمتها تصبح قوياً وسريعاً وإلا أصبحت ضعيفاً وبطيئاً.