قال الله تعالى معاتباً رسوله الكريم للبشرية جمعاء:"عبس وتولى*أن جاءه الأعمى*وما يدريك لعله يزكى*أويذكّر فتنفعه الذكرى" صدق الله العظيم ،وفي التراث الإنساني ما يثبت أن في التوجيه الرباني الحكيم رسالة صالحة لكل زمان ومكان في ما يخص تنمية وتمكين ذوي التحديات البصرية من أخذ دور فاعل في عجلة التنمية والإنتاج.وفي الحضارة العربية الإسلامية في أوج ازدهارها أمثلة ناصعة على إدراك أصحاب القرار لحكمة التوجيه الرباني وامتثالهم له مما عاد على البشرية بعظيم النفع ،فقد كان الخلفاء وولاتهم يعيّنون لمن نبغ عقله وكف بصره مرافقاً لماحاً يكون له بمثابة الأداة المطواعة التي تترجم فكره إلى واقع ملموس. وفي التاريخ العربي الإسلامي والعالمي الكثير من الأمثلة.
وفي الآونة الأخيرة بدأ مفهوم التنمية البشرية يبرز في وثائق الأمم المتحدة ويعالج بإسهاب ، ففي تقرير التنمية البشرية لعام 1990 يحدد مفهوم التنمية البشرية بأنها عملية توسيع خيارات الناس،ومن هذه الخيارات أن يحيوا حياة أطول وأكثر صحة، وأن توفر لهم فرص تعليمية، وأن يتمتعوا بمستوى معيشي معقول، وأن توفر الحرية السياسية والاجتماعية بما يتيح لهم أن يكونوا مبدعين ومنتجين، وأن تضمن لهم حقوقهم الإنسانية واحترام ذواتهم. ولم تستثن الشرائع والدساتير والقوانين والمواثيق أحداً من الإنسانية.
وتؤكد تقارير التنمية البشرية على أن البشر هم أساس ثروة الأمم وأن التنمية تتم بالإنسان ، ومن أجل الإنسان، فهو غاية التنمية ووسيلتها الرئيسية.وأن البشر هم منبع الأفكار والريادة والإبداع والابتكار والاختراع، فبغض النظر عن وفرة الموارد المتاحة للتنمية،فإنها قليلة الأهمية إذا لم يتوفر الانسان القادر على تخصيصها واستخدامها على أفضل وجه ممكن، إذ يظل الإنسان ، بجهده العقلاني المنظم العنصر الأهم في كافة مواقع العمل وإنتاج السلع والخدمات، ويظل بالتالي المصدر الأساسي لتوليد القيمة المضافة.
وعلى الرغم مما قد تتيحه التقنية الحديثة للمبدعين والمفكرين والموهوبين من وسائل مساعدة وتسهيلات، إلا أن استخدامات تلك التقنية لا زالت محدودة في العالم الثالث عموماً والوطن العربي جزءٌ منه. وخصوصاً لذوي التحديات البصرية الذين يعدّون أحوج الناس للإفادة من الإمكانات المذهلة التي قد توفرها التقنية الحديثة لهم.
لمتابعة مادة الورقة البحثية برجاء تنزيل الملف المرفق