لم يعد ضرورياً أن تكون طبيباً أو محامياً أو مديراً في إحدى الشركات الكبرى لتجني راتباً يتجاوز 100 ألف دولار في السنة. وقد يتفاجئ المرء بوجود وظائف عادية جداً لن تخطر على باله يمكن أن توفر له عيشة ذوي الدخل المرتفع دون التمتع بمهارات مهنية عالية.

وليس هناك صعوبة في إيجاد هذا النوع من الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك 6 مهن تضمن لك دخلاً شهرياً يقارب 10 آلاف دولار، وفقاً لدراسة نشرها موقع "ياهو" للأعمال. العمل الأول هو قيادة شاحنات النقل الذي يتطلب مهارات قيادة فقط، فقد قرر الأمريكي جيف ماكجي (37 عاماً) التخلي عن طموحه لإكمال دراسة الطب بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في العلوم، نظراً لحاجته الماسة إلى المال. لكنه لم يحظ سوى بعروض عمل قليلة الراتب في مجال اختصاصه، فلجأ للعمل في شركة كسائق لشاحنة ليجني 45 ألف دولار سنوياً.

ويشرح ماكجي أنه ذات يوم جمعته الصدفة مع سائق لقاطرة ومقطورة الذي كشف له أن راتبه السنوي يتجاوز 100 ألف دولار، فطلب منه أن يساعده في تأمين وظيفة مماثلة وكان له ذلك. ويشير إلى أنه يقطع مسافة تتراوح بين 600 و700 ميلاً في اليوم، ويملك سيارة فخمة، ويقضي إجازاته في المنتجعات.

وليس ماكجي وحده من يرتاد الفنادق ويمضي عطلات رائعة، فقد تحولت اليزا كيندال من مساعدة في شركة لتنظيم المؤتمرات إلى سيدة أعمال صغيرة تجني 120 ألف دولار سنوياً من خلال شرائها عربة متنقلة تضم سريراً ومرحاضاً فاخراً تؤجرها بمبلغ يتراوح بين 345 دولاراً و850 دولاراً يومياً للراغبين بتمضية العطلات خارج المدينة والتقاط الصور الرائعة.

وقد تساعد كاميرا التصوير في تأمين عيشة رغيدة، هذا ما يؤكده ستيف برانغل الذي ترك مهنته كمعالج لإصابات الرياضيين ليتحول إلى مصور تلفزيوني للفعاليات الرياضية يعمل لحسابه الخاص ليكسب 150 ألف دولار سنوياً.

ولم تسعف مهنة رقص الباليه كيث جيهرت في الخروج من دائرة الفقر، فلجأت إلى العمل كأخصائية تدليك براتب سنوي 100 ألف دولار. وتقول جيهرت إن معظم زبائنها من الرياضيين المحترفين والمشاهير، حيث تتقاضى 800 دولار مقابل الجلسة في حال ذهابها إلى منازلهم، أما من الزبون العادي فعليه أن يدفع لها 150 دولاراً في الساعة.

ونفس دخل جيهرت يحققه ديريك تيد الذي يعمل كمنسق لركن القطارات في المحطات، مهمته إرشاد السائقين والتأكد من دخولهم المسار الصحيح، منعاً للاصطدام بين القطارين.

ورغم الدقة التي يتطلبها عمله، إلا أن حياته مضطربة، إذ لا يستطيع الذهاب إلى الحانة لتناول المشروب خوفاً من استدعائه إلى العمل في أي وقت، وفي حال اكتشف مسؤولوه أنه يشرب الكحول فسيكون مصيره الطرد. لكنه يشعر برضى لأنه يجني من المال ما لم يقدر أصدقاؤه الحاصلين على شهادات عليا الحصول عليه.

وبالفعل، قد فشل الشاب التنزاني ألكسندر تزامبوراكيس في الحصول على وظيفة لائقة بعد تخرجه في كلية الاقتصاد في جامعة شيكاغو. وفي أحد الأيام كان يجوب شوارع المدينة باحثاً عن عمل في المتاجر التي علقت على واجهاتها لافتات تقول "مطلوب موظفون" إلا أن أصحاب المحال رفضوا تشغيله بحكم انتهاء إقامته في الولايات المتحدة، فعرض عليهم غسل زجاج واجهات محلاتهم ووافقوا، ليتحول إلى متعهد لتنظيف واجهات المحلات في أحد الشوارع المدينة الرئيسية. يعمل تزامبوراكيس 16 ساعة في اليوم، لكن الـ125 ألف دولار التي يجمعها سنوياً تنسيه شقاء العمل المتعب.

ويقول إن الحصول على وظيفة تدر عليك أموالاً مكونة من ستة أرقام لم يعد مستحيلاً، فبعض الأعمال الكادحة تجعلك تتفوق مادياً على أصحاب الشهادات العليا.