ندوة في احد فنادق القاهرة الكبرى كان عنوانها ” التمتين .. تصحيح

مسار الاستثمار البشري ” للأستاذ نسيم الصمادي .


بعض الشرح لما جاء في الندوه (( و اسف علي التاخير في الكتابه عنها منذ شهر رمضان ))



بدايه


هناك مقولة مأثورة عن الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه تختصر معنى التمتين وهو " قيمة كل امريء ما يحسن" أو كما عرفها المحاضر الأستاذ/ نسيم الصمادي " أن يتعلم الإنسان ما يريد ويعمل ما يجيد" أو باختصار تقوية مواطن القوى لدى الشخص وإدارة نقاط الضعف.
فنظرية التمتين تخالف أو تمحو نظرية قديمة تقول "بأنه بالإمكان تدريب و تعليم كل إنسان ليصبح كفؤا في أي شيء و كل شيء تقريبا" كما تخالف نظرية "تدريب الموظفين يعني التركيز على تقوية نقاط الضعف لديهم."
ولنركز أكثر على مفهوم التمتين، علينا أن نعرف أن الجيد ليس عكس السيىء. وقس على ذلك فإن النجاح عكسه لا يعني الفشل بالتأكيد.



يتحقق التمتين من خلال مديرين متينين، يأخذون على عواتقهم تمتين الأفراد لبناء مؤسسات متينة. فالنتيجة الوحيدة والطبيعية والفعلية للتمتين هي النجاح. فقد ثبت بعد المزيد من الأبحاث الجادة أن المديرين الجديرين يقومون بأربعة أشياء لا خامس لها، وهي:

- تعيين الموظف المناسب فقط.
- توقع ووضع النتائج المناسبة فقط.
- تحفيز الموظف المناسب فقط.
- تطوير وتنمية المواهب المناسبة فقط.
فالتمتين الذي يبدأ بحرف (التاء) يقوم على أربع (تاءات) أخرى هي: التعيين والتوقع والتحفيز والتطوير.

لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فلكي تختار الموظف المناسب، يجب أن تعرف الفرق بين: المهارة والمعرفة، والسلوك والعادة، والدافع والموهبة، وما الذي يمكن تغييره في شخصية الإنسان، وما الذي يجب تثبيته وعدم الاقتراب منه. بعبارة أخرى: ما هو الجانب المسير وما هو الجانب المخير في الإنسان. لتوضيح ذلك نسوق قصة الأب الذي قال لابنه: "قال لي معلمك أكثر من مرة إنه لا يمكن تعليمك أي شي!" فرد الابن: "وأنا قلت لك أكثر من مائة مرة إنه معلم فاشل." والفكرة هي: أنه لا يوجد إنسان عاقل لا يمكن تعليمه أي شيء؛ فلكل منا موهبة خاصة ليتعلم شيئا واحدا على الأقل أفضل من غيره.

ولكي تتوقع النتائج المناسبة، عليك أن تعرف أي من أجزاء الوظيفة يجب تنفيذها بحذافيرها، وأي الأجزاء تتركها للموظف لكي يبتكر ويغير ويطور فيها؛ فإذا لم تدرك ذلك، ستصاب أنت والموظف بالارتباك والتشوش، ولن تتمكن أيضا من وضع الموظف المناسب في المكان المناسب.

ولأن الوقت هو أعز وأثمن مواردك كمدير، يجب أن تحدد فيما وفيمن تستثمر وقتك: في فض المنازعات أم في تنمية القدرات؟ هل تمتن الأقوياء أم تقوي الضعفاء؟ هل تحسن المهارات الفنية أم تنمي المواهب الفطرية؟. وهذا هو الفرق بين التمتين والتقوية. فنحن نمتن القوي، ونقوي الضعيف. نتيجة التقوية هي أداء متوسط، ونتيجة التمتين هي أداء متميز. وبالمناسبة، فاللغة الإنجليزية – على حد علمي – تخلو من كلمة تعبر عن المعنيين: اللغوي والاصطلاحي للتمتين؛ فهي تستخدم (تقوية) لتعبر عن تقوية الضعيف وتقوية القوي. مع أن الفارق كبير.


ان الإنسان السلبي وغير المنتج هو أرخص ما نملك، لأنه – بلغة المحاسبة والاقتصاد - يقع في خانة "الخصوم" لا "الأصول." فأغلى ما نملكه هو الإنسان المتين والأمين والمنتج. فالقوة والمتانة ترتبط دائما بالرزق والأمانة: "إن الله هو الرزاق ذوالقوة المتين" و "إن خير من استأجرت القوي الأمين" صدق الله العظيم. وهذا مبدأ إداري وحضاري وتنموي عظيم.

لقد ثبت علميا وبفحص وتصوير الخلايا العصبية في الدماغ أن الناس لا يتغيرون بعدما يكبرون، بل تكبر وتمتد نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم معهم. ومن الأخطاء الإدارية الشائعة التي زادت من الهدر في التنمية البشرية والاقتصادية وساهمت في البطالة والعطالة، محاولة تغيير سلوك وعادات الموظفين بعدما يلتحقون بالعمل. الصحيح هو أن "نمتن" - أي نعزز - نقاط القوة فقط. وهذا ليس أمرا سهلا بحد ذاته؛ فمحاولة سد كل الفجوات وإصلاح كل النقائص تكلف المجتمعات المليارات دون عائد مقنع على الاستثمار والتنمية. ومصدر الخطأ هو الاعتقاد بأننا يمكن أن نصل إلى الصحيح بدراسة الخطأ. وهذا خطأ!

من الخطأ أن ندرس حالات الطلاق لنحافظ على الزواج، وأن ندرس الاكتئاب لنحقق السعادة، وأن ندرس أسباب زيادة الواردات لنرفع الصادرات، وأن نحلل الديون لتدبير مصادر التمويل، وأن ندرس أسباب التلوث لنحافظ على البيئة، وهكذا... فعندما نركز على قياس شيء ما، فإننا نغفل عن قياس نقيضه. وبالمثل، عندما تركز سياستك الإدارية والتدريبية على التعامل مع الأخطاء، فإنك ستتجاهل – تلقائيا - السلوك الإيجابي. فنحن لا نرى سوى ما نريد أن نراه؛ وما نركز عليه، نحصل عليه. وبالمثل: فإن استخدام الحاسب الآلي لتحقيق العدالة في التنسيق الجامعي على أساس المجموع والتوزيع الجغرافي، يجعلنا نغمض أعيننا عن الظلم؛ لأننا نوزع التخصصات بناء على ما يسهل قياسه، لا على ما يجب قياسه. وهنا يلعب "التمتين" في التنمية البشرية دوره الرئيسي.

قصة خيالية قصيرة طرحت في المحاضرة

كان يا مكان في قديم الزمان عائلة من الأرانب رزقوا بمولود جديد و أسموه أرنوب , أحب والد أرنوب بأن يعلم ابنه السباحة ولكن وبسبب طبيعة الأرانب وقصر أطرافها فأنها لا تستطيع السباحة وبعد استئجار معلم السباحة العالمي سموك السباح وتعليم أرنوب السباحة لمدة سنين أصبح أرنوب يستطيع السباحة – ركز على يستطيع – وبعد دخول أرنوب لبطولة مملكة الحيوانات للسباحة لم يفز بل كان في المركز الأخير.

هل وصلت الفكرة؟

نعم أرنوب استطاع السباحة ولكنه لم يكن جيدا أو ناجحا بها بل على العكس كثرة التدريب أنسته مهارته – مواطن القوة – الأساسية وهي الركض السريع بسبب التركيب الطبيعي لأرجله الخلفية

بعد فهم و توضيح مفهوم التمتين دعنا تسرد مواطن القوى لدينا والتي لابد لكل إنسان أن يملك بعض منها ولكن قد لا توظف في المكان الصحيح وعلينا أن نبحث عن هذه المواطن وتوظيفها في المكان الصحيح لنصل إلى وصفة النجاح

1- ضبط النفس
2- الحضور الذهني
3- الذكاء الانفعالي
4- التركيز
5- المبادرة وبدء المهمات
6- التخطيط وإدارة الأولويات
7- التنظيم
8- [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]
9- وضع الأهداف و انجازها
10- المرونة
11- الفراسة
12- تحمل الضغوط

خلاصة التمتين عزيزي القارئ هو أن تبحث عن مواطن قوتك وتوظيفها في حياتك الشخصية و العملية في مكانها الصحيح للوصول إلى الرضى و السعادة بإذن الله

على هامش الموضوع:


  • من المهم جدا البدء في تطبيق مفهوم التمتين على أطفالنا منذ نعومة أظفارهم ولذلك يمكنكم زيارة هذه الصفحة لمزيد من التفاصيل [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]
  • كما انه ومن المهم تطبيق نفس المفهوم على الموظفين لكي يتم الاستفادة من الطاقات الكامنة لديهم و يمكن لمدراء الموارد البشرية زيارة الموقع التالي وعمل الاختبارات الخاصة على الموظفين للتعرف على المواهب التي لديهم لتوظيفها في مكانها الصحيح [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]




اخوكم احمد جمال