الموضوع: رسالة ماجستير بعنوان القياس المحاسبى للموارد البشرية وعلاقته بتكلفة الاستثمار فى الموارد البشرية - دراسة نظرية وتطبيقية

إن الحمد كله من الأزل إلى الأبد لله . الحمد لله الذى خلقالإنسان فسواه . شق سمعه وبصره وهيأ له طعامه وسقياه . ثم نفخ فيه من روحه فأحياه. وعلمه ما لم يعلم من الأسماء والصفات* وفضله على جميع الخلق و ما سواه . نحمده سبحانه وتعالى ونطلب رضاه . وأشهد أن محمداً رسول الله .خاتم أنبيائه ورسله ومصطفاه . اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى كل عبد والاه . ومنأتبع طريقه ونهج سبيله وترسم خطاه.وبعد بالذكاء نكتسب الخبرة حتى من حالات الفشل. والخبرة لا يمكن أننخسرها ، كما يمكن تنميتها . أما المال فيمكن أن نخسره إذا قمنا باستثمار فاشل أوتجربة فاشلة. ومن ثم فأن الخبرة تأتى أولاً وهو ما يطلق عليه حديثاً أسم رأس المالالبشرى ، أنه رأس مال وفير ، كلما استخدمناه يزداد ولا ينقص . ويمكن لكل إنسان أنينمى خبراته إذا تعلم من تجاربه ، وأحسن استخدام ما وهبه الله له من عقلوذكاء.** وقد أدى الانكماش التدريجى لعصر الثورة الصناعية والانطلاق إلىعصر الثورة المعرفية أو عصر الاقتصاد القائم على المعرفة الذى نعيشة اليوم ، إلىبزوغ أهمية المورد البشرى فى منظمات الأعمال حيث أن المعرفة والمهارة والابتكارمستمدة من العقل البشرى ، بالإضافة إلى أن المورد البشرى يعتبر حجر الأساس فىزيادة الكفاءة وتحسين الجودة وخفض التكلفة وزيادة درجة التنوع فى المنتجاتوالخدمات الإنتاجية والتسويقية والإدارية والتمويلية ، الأمر الذى يؤدى إلى دعمالميزة التنافسية والقدرة التنافسية للمنتجات فى الأسواق المحلية والدولية. *وتشكل الموارد البشرية جزءاً هاماً من البنية التحتية لاقتصادنا* الوطني ، فالمورد البشرى هو أغلى المواردوأهمها وأكثرها فاعلية فى تحديد مسار المنظمات إذا ما أحسن استغلاله و رعايتهوالاستثمار فيه ، ولذلك فهو الأولى بالاهتمام والرعاية قبل غيره من الموارد الأخرى، ويرى الباحث أن الاهتمام بالمورد البشرى وتنميته والاستثمار فيه هو السبيلالوحيد إلى النهضة والتنمية وتحويل مصر من دولة نامية إلى دولة متقدمة ، وما تجربةماليزيا منا ببعيد.* ********** وخير دليل على صحة رأى الباحث ما حدثإبان الحرب العالمية الثانية حينما أتت الحرب على الصرح الاقتصادي لمعظم بلدانأوربا. حيث توقع بعض الاقتصاديين أن إعادة بناء هذه البلدان سيحتاج وقت طويل ، وكمكانت دهشتهم كبيرة عندما استغرق إعادة البناء وقتاً فعلياً أقل بكثير مما توقعوه ،ويرجع ذلك إلى إهمال هؤلاء الاقتصاديين لأهمية العنصر البشرى فلم يأخذوا فىحسبانهم إلا الاحتياجات المادية فقط. *وعلىالعكس من ذلك بالرغم من المعونات والمنح والهبات التى تتلقاها بعض البلدانالمتخلفة فإن لحاقها بركب التقدم يتم ببطء شديد وينتج عن ذلك ازدياد الفجوة بينهاوبين البلدان المتقدمة يوماً بعد يوم. ولذا فإن هذه البلدان تحتاج وبشدة إلى هذاالنوع من الاستثمار فى العنصر البشرى حتى يمكنها أن تستخدم مواردها الاقتصاديةالمتاحة بأقصى كفاءة اقتصادية ممكنة. أو بعبارة أخرى ، فإن الزيادة فى معدل تكوينرأس المال المادى لن تؤتى ثمارها فى عملية التنمية الاقتصادية إذا لم يقابلهازيادة فى معدل تكوين رأس المال البشرى وبنفس النسبة على الأقل. ولذا فإن أى نظريةخاصة بالاستثمار يجب أن تأخذ فى اعتبارها الاستثمار فى العنصر البشرى جنباً إلىجنب الاستثمار فى رأس المال المادى خاصة وأن العنصر البشرى يتمتع بحياة إنتاجيةأطول نسبياً مقارنة بأشكال رأس المال المادى خصوصاً فى البلدان التى تتميز بارتفاعتوقعات الحياة*وكان لظهور نظريةالاستثمار البشرى* فى الستينات (شولتز* Schultz *^**وما تنطوى عليه منفروض ومفاهيم منها رأس المال البشرى أكبر الأثر فى* تطور النظرة إلى الأفراد فى مجال العمل مناعتبارهم أدوات للإنتاج ، أو عنصر من عناصر النفقات قصيرة الأجل التى يجب تخفيضهاإلى أدنى حد ، إلى اعتبارهم أصل من أصول المنظمة . وقد أنعكس هذا التطور علىالأساليب والسياسات الإدارية للمنظمات ، فزاد الاتجاه إلى استخدام وتطبيق وسائلالتخطيط الإستراتيجي للموارد البشرية فى مختلف المستويات والقطاعات.*

أخيكم فى الله
صالح فريحي - مصر

---