لقد رأينا فيما سبق أن المنشأة الصغيرة عالية التكنولوجيا تستخدم تكنولوجيا في منتجها ( أو عملياتها) كمصدر رئيسي لاكتساب ميزة تنافسية، وعلى ذلك، فإنه ليس من المستغرب أن نجد أنه عند البدء يسعى المؤسس أو فريق التأسيس لتطوير منتج جديد، حديث ـ أي منتج لايشابه أي منتج آخر في السوق، ويسهل علي الزبائن أن يتعرفوا عليه كمنتج " جديد " و " متقدم " بالمقارنة بالمنتجات الأخرى المعروضة عليهم في الأسواق. والمنتجات الجديدة تطور عادة بتكنولوجيات نامية ومتطورة، والمنتجات الجديدة المبنية على تكنولوجيات جديدة كلية نادرة بالنسبة للمنشآت البادئة عالية التكنولوجيا. أن المنشآت الصغيرة نادراً ما يتوفر لديها رأس مال كافي لتستثمر في تكنولوجيات جديدة كلية. كما أن منشآت المشاركة في رأس المال نادراً ما تشجعها على ذلك بسبب المخاطر المحتملة، وعادة يستثنى من ذلك بعض منشآت التكنولوجيا الحيوية البادئة، حيث يفضل المؤسسون أن يروا تكنولوجيا قائمة وبعد ذلك يستثمروا في تحديث منتجات تقليدية تكون مبنية على تكنولوجيا ثبت نجاعتها.
والمنشآت الصغيرة عالية التكنولوجيا التي نجحت في ان تكتسب لنفسها اسما في السوق منذ بدايتها مثل لوتس، مايكروسوفت، ابل أنتجت جميعها منتجات فيها تحديث وإبداع وتفوقت على تلك الموجودات في السوق.
وتطوير منتجات فيها تحديث وإبداع هو الأمر الذي تسعى لتحقيقه المنشأة الصغيرة عالية التكنولوجيا، ولكن بعض المنشآت البادئة فقط هي التي تنجح في تحقيقه. وكثير من المنشآت البادئة تدخل تحسينات جزئية فقط على المنتجات القائمة، حتى في مرحلة تطوير التكنولوجيا. ولما تنضج التكنولوجيا، يمكن للمنشآت البادئة حديثاً، ان تطور، وفقا لاحسن تقدير، منتجات محسنة جزئياً، ووفقا لأسوأ تقدير، منتجات كغيرها الموجودة في السوق.
  1. والاستراتيجية الأكثر شيوعاً لبدء منشأة عالية التكنولوجيا تنطوي علي تطوير منتج جديد مبنى على تكنولوجيا نامية وفي سبيلها للتطور، وهذه الشركات يمكن أن تصبح الشركات الناجحة التي أنتجت منتجات جديدة فيها إبداع وتفوقت على منتجات موجودة في السوق، وذلك بشرط أن لا يطور المنافس منتجا متفوقا- الأمر الذي غالباً مالا يكون صعباً جداً نظراً لأن التكنولوجيا مازالت في سبيلها للتطور والتطبيقات الجديدة ما زالت تتوالد، وهذه هي عناصر تحديث المنتج المبنية في شكل ( 14).
وعندما تسعى المنشأة البادئة أن تقصر الأمر على ان تطور منتجا محسنا جزئياً، فإن النجاح عادة يحتاج إلى مدخل أكثر تركيزاً على التوجه للتطبيق ( ربما ينطوي علي قدر ما من التصنيع وفــقاً لطلب الزبائن) أو لدرجة عالية من التحديث للسوق ( وليس التحديث للمنتج ). والمنشأة البادئة، التي يكون منتجها الأول محسناً جزئيا أولا يمتاز عن غيره من الموجود في السوق، مستخدمة في ذلك تكنولوجيا ناضجة يكاد يكون فشلها مؤكداً نظراً لأنه يندر أن يمكنها تطوير ميزة تنافسية كافية لإزاحة منتجات قائمة عن مكانها في السوق.



فشل محتمل

مخاطرة تكنولوجية أقل. المنتج عادة أكثر توجها للتطبيقات باستثناء حالة وجود طلب قوي يحتاج النجاح إلى تحديث تسويقي أو تركيز علي كوة صغيرة في السوق
مخاطرة عالية.
نادراً ما تتواجد فيما بين المنشآت البادئة
عناصر إبداعية للمنتج لها إمكانات قوية تطبيقات مناسبة لكوات صغيرة في السوق niche

جديدة نامية وفي سبيلها للنضج ناضجـة
Young

نضوج التكنولوجيا



شكل (14) أوضاع تكنولوجيا المنتج عند البدء بالنشاط