[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]



في التعامل مع مديرك.... خمس خرافات فقدت صلاحيتها




جيفري جيمس


مثل كل الجوانب في حياة العمل، تشهد الحكمة التقليدية الخاصة بالتعامل مع المدير أو الرئيس تغيراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة.

و إذا كنت ترغب حقاً في ارتقاء السلّم الوظيفي من خلال إثارة إعجاب مديرك و اكتساب احترامه فإن عليك مراعاة قواعد التعامل المعدّلة أو الجديدة تماماً.

في السطور التالية نطالع خمساً من حكم التعامل التقليدية السائدة و نرى كيف أصبحت خرافات غير مجدية، و نرى بدائلها التي يقتضيها تغيّر ظروف العمل و العلاقات في هذا العصر.

الخرافة الأولى:- كن في المكتب قبل مديرك دائماً:

الحكمة التقليدية: يجب عليك التبكير لأن التأخر خمس دقائق و حسب سيرسم لك صورة المهمل لدى مديرك.

لماذا هي غير صحيحة: في عصر التوقيت المرن، و أساليب التواصل و التراسل المتطوّرة فإن المديرين المعاصرين أصبح اهتمامهم بإنجاز العمل أشدّ من اهتمامهم بوجود الموظّف خلف مكتبه في الأوقات المحدّدة.

بديل الحكمة التقليدية: لا تهتمّ بزمان العمل و مكانه بل اهتم بالجودة و إنجاز المطلوب في أوانه.

احرص على جعل مديرك يدرك أنك تبذل مزيداً من الوقت لأجل العمل –في منزلك أو في الطريق– و ذلك من خلال إجابتك السريعة على رسائله عبر الوسائط المختلفة، و من خلال الإشارة إلى بذلك للوقت الإضافي حينما تفعل ذلك. مثلاً: "اضطررتُ للعمل على هذا التقرير في عطلتي الأسبوعية، و لكنني واثق من موافقتك على أنه يستحق هذا الجهد الإضافي".

الخرافة الثانية:- انتظر الإذن قبل طرح القضايا الشائكة و الأخبار السيئة:

الحكمة التقليدية: ينبغي أن يكون مديرك في مزاج جيد عندما تعرض عليه الأخبار السيئة.

لماذا هي غير صحيحة: بفضل وسائط الاتصال السريعة من إيميل و هاتف جوال و غير ذلك صارت الأخبار تنتقل بسرعة لم يتخيّلها أحد من قبل، إذا لم تنقل الأخبار السيئة إلى مديرك فإنها ستصل إليه حتماً عن طريق أحد آخر و عندئذٍ قد يبدو المتأخر في نقل النبأ مراوغاً أو بليداً أو كلاهما.

بديل الحكمة التقليدية: انقل الأخبار السيئة و لكن كما ينقلها المحامي البارع و ليس كما ينقلها منفّذ التصفية.

انقل الأخبار السيئة و احرص على مرافقتها بأخبار جيدة عمّا تفعله لإصلاح الموقف أو تخفيف الخسائر أو منع التكرار و استخلاص المعلومات و الدروس.

مثلاً: "لقد فشلت عملية البيع لزبوننا الفلاني، و لذلك فإننا نطلق الآن حملة مبيعات سريعة لتعويض نقص العوائد من خلال عملاء آخرين...".

الخرافة الثالثة:- عليك أنت العمل على جعل رئيسك أكثر شعبيةً لدى فريقك:

الحكمة التقليدية: إن رئيسك سوف يشعر بالامتنان لك و يقدّر جهودك المبذولة من أجل رفع معنويات الفريق و تحسين العمل المشترك.

لماذا هي غير صحيحة: إذا كان رئيسك عسير الهضم و صعب القبول لدى الناس فليس بيدك الكثير لتعمله في سبيل تغيير صورته لديهم. و إذا أصررت على ذلك فأنت تخوض معركةً خاسرةً و غير مبرّرة.

بديل الحكمة التقليدية: لا تلقِ حجراً على أحد، و لا تتلقّ حجراً بالنيابة عن أحد، و لا تكتم محاسن أحد.

عندما يجتمع الطهاة خلف مكاتبهم و تسيل دموع الشكوى و هم يقشّرون بصل المساوئ المرتكبة في حقّهم و تفوح رائحة لحم المدير المحترق اهرب من حفلة الغيبة فوراً.

و بدلاً من الدخول في خصامات عديمة الجدوى مع الناس و محاولة تلميع صورة المدير و تغيير الحقائق فإن الخدمة لحقيقية التي تقدّمها لمديرك هي أن تتحدّث بمحاسنه و تشير إلى فضله حيثما يستحق ذلك.

مثلاً: "نعم، إن مديرنا يبالغ في الغضب و الثورة أحياناً، و لكن ذلك يحدث أيضاً عندما يدافع عن مصالحنا أمام لجنة الميزانية...".

و هكذا عندما تنتقل الأخبار إلى مديرك –و لا بد من أن تنتقل!- فإن المدير سيرى فيك حليفاً جيداً يستحق المساندة، أو على الأقل سيعلم أنك موظف مؤتمن جاد ينبغي اللجوء إليه في قضايا العمل المهمّة.

الخرافة الرابعة:- لا تسمح بوصول مديرك إلى أتباعك و لا بوصول أتباعك إلى مديرك:

الحكمة التقليدية: إذا كان رئيسك يتحدث مباشرةً مع تابعيك، فسوف يذاع الكثير من المعلومات التي تفضّل الحفاظ عليها سريةً أو في نطاق محدود تسيطر عليه.

لماذا هي خرافة: لأن محاولة السيطرة على تدفق المعلومات داخل شركات اليوم الشديدة التعقيد و المملوءة بالعلاقات و المصالح والصلات المباشرة و غير المباشرة الخفية و الظاهرة، و المزوّدة بوسائل الاتصال و المعرفة الحديثة هي أمرٌ مستحيل أو ضعيف الجدوى.

بديل الحكمة التقليدية: لا تحبس النهر بل أرسل قواربك معه.

استخدم قابلية النفاذ و سهولة التواصل لمصلحتك. بدلاً من محاولة تقييد أتباعك أو تكميمهم ابذل جهدك في جعلهم قنواتٍ إضافية تعزّز الرسالة التي ترسلها لرئيسك.

الخرافة الخامسة:- اقمع مشاعرك، لا تقل شيئاً لمديرك و أنت غضبان:

الحكمة التقليدية: إذا تحدثت مع مديرك و داخلك يغلي من الغضب فربما تتفوّه بما تندم عليه لاحقاً.

لماذا هي خرافة: أنت لست حجراً و لا آلة. و المشكلة الحقيقة هي ليست في مشاعرك و إنما في طريقة التعبير عنها.

بديل الحكمة التقليدية: لا تقمع مشاعرك، بل أتقن التعبير عنها

لا تقمع مشاعرك و في الوقت ذاته حافظ على هدوئك. عندما تكون مستاءً عبّر عن استيائك و لكن دون أن تنفجر و تفقد السيطرة على نفسك. لا تشك شكوى التذمّر و التضجّر بل ركّز في شكواك على إصلاح ما تريد إصلاحه و تغييره، و اطلب مساعدة مديرك في تنفيذ ذلك.

مثلاً: "حسناً يا سيد فلان، إنني أتفهّم الحاجة إلى إنجاز التقرير، و لكن يمكننا الخروج بخطة لا تضطرنا إلى تشغيل الجميع في يوم عطلتهم...".


المصدر : [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]