(إن المهارات التي تتطلبها القيادة ليست سرًا، فكل ما هنالك أن بعض المديرين تعلموا كيف يستخدمونها، بينما لم يتعلم الآخرون ذلك، وبينما يبدو أن بعض الناس قد ولدوا ليصبحوا قادة، فإن الجميع يُمكنهم أن يتعلموا مهارات القيادة، وكيف يمكن تطبيقها بشكل عملي).[الإدارة للمبتدئين، بوب نيلسون، وبيتر إكونومي، ص84].
بهذه الكلمات الواضحة يفتح صاحبا كتاب: الإدارة للمبتدئين الأمل أمام كل مدير ليصبح قائدًا حقيقيًا، فإن الإدارة وحدها لا تكفي لإحراز النجاح المؤسسي الكبير، أو الوصول بمؤسستك إلى مكان مرموق وسط هذه المنافسة الشرسة التي يشهدها عالم المؤسسات في الوقت الراهن.
فقد تنجح الإدارة في ضبط سير العمل، وتحقيق أهداف عادية، لكن خوض التحديات الصعبة التي تنقل المؤسسات نقلات حقيقية تحتاج إلى قيادة فعالة ومؤثرة، قادرة على خوض التحديات، واستشراف الرؤى المستقبلية، وبناء فرق عمل قوية، وحفزها نحو أهداف المؤسسة.
إن الحديث عن أهمية القيادة اليوم قد أصبح من قبيل تحصيل الحاصل، فكل مديرٍ واعٍ يدرك خطورة القيادة، وأثرُها الواضح في تقدم الشركات والمؤسسات، لكن المشكلة الحقيقية هي الإجابة عن السؤال الخطير: كيف أتحول إلى قائدٍ مؤثرٍ فعالٍ؟
والباحث عن إجابة لهذا السؤال يُفاجئ بآلاف الكتب التي تتحدث عن القيادة، محاولة أن تقدم العون لكل من يريد أن يصبح قائدًا محنكًا، لكن معظم هذه الكتب إنما تتحدث عن جوانب في فن القيادة، قد تكون إيجابية ومفيدة، لكنها على الأغلب لا تقدم النموذج العملي المتكامل للقائد المؤثر، الذي يَسهُل على كل مدير أن يُحوله إلى واقعٍ عمليٍ في حياته ومؤسسته.
البحث عن نموذج:
وللإجابة على هذا السؤال وأمثاله في سائر فنون التميز البشري، فإن علم البرمجة اللغوية العصبية قد ابتكر لنا ما يسمى بعملية النمذجة أو Modeling، والتي تعني باختصار: (هي عملية اكتشاف سلوك الشخص الخبير في مجال معين والسير على منهاجه للوصول إلى نفس الأهداف، أي هو اكتشاف ومطابقة الامتياز البشري).[مذكرات موقع البرمجة اللغوية العصبية]
فإذا استخدمنا هذه التنقية الفعالة، واستطعنا إجراء تحليل لممارسات القادة الفعالين المؤثرين، ووضعناها وفق نموذج متكامل، فإننا نصل إلى بداية الإجابة العملية الصحيحة على السؤال السابق: كيف أصبح قائدًا مؤثرًا؟
نموذج 5×10:
وهذا المنهج هو ما استخدمه الباحثان جيمس إم. كوزس، وباري زد بوسنر، لوضع نموذج عملي فعال للقائد المؤثر، من خلال دراسات ميدانية استغرقت قرابة العشرين عامًا أجريا خلالها مقابلات مع آلاف القادة المؤثرين، لدراسة الممارسات المشتركة التي تجمع بينهم، للخروج بنموذج القائد المؤثر.
ولقد توصل الباحثان من خلال هذا البحث الطويل الجاد إلى أن هناك خمس ممارسات أساسية يُمارسها كل القادة المؤثرون، من خلال عشر التزامات عملية، تُشكل في مجموعها ملامح نموذج القائد المؤثر، وهو ما سنطلق عليه مجازًا نموذج 5×10، والذي يعني الممارسات الخمس، من خلال عشر التزامات، بواقع التزامين لكل ممارسة.
نموذج 5×2 للقائد المؤثر.
الممارسات الخمسة الالتزامات العشرة
وضع نموذج للأداء
  1. أظهر صوتك من خلال التعبير عن قيمك ومبادئك.
  2. كن قدوة عن طريق ربط الأفعال بالقيم المشتركة
الحث على الرؤية المشتركة
  1. ضع رؤية للمستقبل بتخيل الإمكانات والمحفزات العظيمة.
  2. اصنع رؤية مشتركة مع الآخرين، بصياغة الطموحات المشتركة.
التحدي
  1. اقتنص الفرص، عن طريق إيجاد طرق مبتكرة للتغير والنمو والتحسن.
  2. خض التجربة والمخاطرة من خلال التوليد الدائم للمكاسب الصغيرة، والتعلم من الأخطاء
تمكين الآخرين من التصرف
  1. أوجد روحًا من التعاون، وذلك بإثارة أهداف جماعية، وبناء الثقة.
  2. حفز الآخرين بمشاركتهم في السلطة، وإعطائهم حرية التصرف.
التشجيع المعنوي
  1. تعرف على الإسهامات، ووضح التقدير والتقييم للأفراد.
  2. احتفل بالقيم والانتصارات، وذلك عن طريق صنع روح الاتحاد.