يقول د. مصطفى محمود أبو بكر: "وعلى عكس من استراتيجية التدرج تمثل استراتيجية الإنجاز مرة واحدة أو كما يطلق عليها أحيانًا"الخبطة الواحدة"فلسفة حاكمة للمفاوض الذي يقدر أنه لا يوجد ضمان حقيقي لاستمرار فرص تحقيق أهدافه في المستقبل، وفي نفس الوقت لا يعتبر الكسب الجزئي بالنسبة إليه مغريًا بدرجة كافية، وبالتالي يصر على الانجاز مرة واحدة، وقد تبنى العرب لفترة طويلة هذه الاستراتيجية في تعاملهم مع القضية الفلسطينية، فإما يسترد العرب كل حقوقهم مرة واحدة وإما (لاتفاوض ولا صلح ولا اعتراف)، وهي إستراتيجية أطلق عليها حينئذ استراتيجية اللاءات الثلاث الشهيرة في التاريخ العربي المعاصر حيث قد يبدو للبعض أنها كانت استراتيجية لعدم إتاحة أي فرصة للتفاوض أو أنها كانت استراتيجية معلنة غير حقيقية بينما الاستراتيجية الحقيقة غير المعلنة هي الاتصال الدائم والتفاوض المستمر".