النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مشكلة التفكير في التفكير

#1
الصورة الرمزية علاء الزئبق
علاء الزئبق غير متواجد حالياً مشرف المهارات النفسية ومهارات التفكير
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
5,604

مشكلة التفكير في التفكير

مشكلة التفكير في التفكير

كتب الدكتور. سليمان القادري
لم يعد دور التربية يقتصر على نقل التراث الحضاري من جيل إلى آخر، أو على تعليم أنماط التفكير فحسب، بل تعداه إلى مجال تنمية أنماطه المختلفة، فأصبح الاهتمام منصباً على تعليم التفكير لا التعليم عن التفكير.
ولعل الاهتمام بتنمية التفكير يعود إلى التراجع المستمر في مستوى مخرجات التعليم العام والعالي، وفي تدني مهارات الخريجين من الجامعات المختلفة بمستوى لا يتناسب واحتياجات سوق العمل، ولا يلبي متطلبات خطط التنمية الحديثة.
ومهما تباينت النظرة إلى مفهوم التفكير فإنه يظل نشاطاً عقلياً أساسياً للفرد في تنظيم أفكاره، وحل المشكلات التي تواجهه بأسلوب منهجي، وفي تطوير مهاراته في اتخاذ القرارات التي أصبحت تشكل أحد الأهداف الرئيسة للتربية في الوقت الحاضر.لقد حظي مفهوم التفكير باهتمام كبير منذ إطلاق مركبة الفضاء الروسية سبوتنك في الخمسينيات من القرن الماضي بسبب اتصاله الوثيق بالواقع المحيط بالفرد، وإسهامه في التطور العلمي والتقني في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية. واستجابة لذلك فقد تركز الاهتمام في التربية على تنمية مهارات الاستقصاء والبحث لدى المتعلمين؛ لتوظيفها في مختلف مناحي الحياة.وتأتي أهمية التفكير من الاعتقاد بأن عملية اكتساب المعرفة أو توليدها؛ والتحقق من دقتها هي عملية تفكير؛ لأن الفرد في أثناء تعامله مع العالم الطبيعي يجمع الأدلة ذات العلاقة، ويصنفها، ويفسرها، ويختبرها باستخدام عمليات العلم المختلفة، مثل: القياس والتجريب وضبط المتغيرات؛ سعياً للوصول إلى المعرفة وفهمها وتطبيقها في الحياة العلمية، مما يكفل أن يكون المتعلم نشطاً، وأن تشكل المعرفة المكتسبة بهذه الطريقة أساساً قوياً لتعلّم جديد.واستجابة لذلك فقد أكدت المساقات الحديثة التي ظهرت خلال الستينيات من القرن الماضي على تعلم طرق الاستفسار باعتبارها من المهارات الأساسية للتفكير للمتعلمين.ولتحقيق ذلك، حدثت تغيّرات جذرية في المناهج وفي أساليب تدريسها، شملت الأهداف والمحتوى وأساليب التدريس والتقويم، ورافق هذا التغيير تركيز واضح على تنمية مهارات التفكير باعتبارها أحد الأهداف الرئيسة للتدريس في مختلف المراحل التعليمية، تمثل ذلك بنصوص صريحة وردت في مشاريع تلك المناهج. وقد بدأ هذا الاهتمام في الولايات المتحدة الأمريكية، وامتد بعد ذلك إلى بقية دول العالم. ولم تكن مناهج العلوم في النظم التربوية العربية بمنأى عن التأثر بهذا التغيير؛ فقد بدأت المناهج في هذه النظم تولي التفكير اهتماماً كبيراً لإعدادهم إعداداً يؤهلهم لمسايرة متطلبات القرن الحادي والعشرين وتحدياته وما يحوطه من تطورات علمية وتكنولوجية هائلة يصعب على الإنسان العادي مواكبتها.إن تنمية التفكير تتطلب من مختلف المؤسسات التعليمية، وبخاصة مؤسسات التعليم العالي أن توجه برامجها واهتمامها نحو تنمية المهارات العقلية لطلبتها، بما فيها مهارات التفكير المختلفة، ولكن هل تحقق هذا الدور؟إن نظرة فاحصة لما يجري في القاعات التدريسية تكشف أن التركيز فيها ينصب على الجانب المعرفي للعلم، بما فيه من حفظ للحقائق والقوانين، والمعالجات الرياضية البحتة، مع إهمال لمهارات التفكير ولأساليب تنميتها، وفي المقابل تكشف تركيزاً على استخدام المختبر في توكيد ما تم التوصل إليه من معارف، بدلاً من توجيهه نحو الاستقصاء والاكتشاف، وكأن لسان الحال يقول: إن المتعلمين يشكون في صحة ما تم التوصل إليه؛ وعليه ينبغي أن ينحصر دور المختبر في التحقق من المعارف التي تم التوصل إليها.ولعل هذا الوضع يندرج على الأنظمة التربوية المختلفة: المتقدمة والنامية، كما يصيب الممارسات التدريسية في المرحلة الجامعية، بما فيها من أساليب تدريس واختبارات تنحو بعيداً عن الممارسات التي تنمّي مهارات التفكير التي يتطلبها إنسان القرن الحادي والعشرين؛ لأن الأسلوب السائد في التدريس هو أسلوب المحاضرة الذي يكون فيه الأستاذ الجامعي هو المسيطر، في حين يكون المتعلمون في حالة الاستماع والصمت، ولأن الاختبارات لا تركز في مستويات التفكير العليا، ولا تؤكد المعالجات المفهومية، بل تنصبّ على مستويات التفكير الدنيا، وتركز على المعالجات الرياضية البحتة.إن تنمية مهارات التفكير تتطلب من مؤسسات التعليم المختلفة تطوير مناهجها وبرامجها، وبخاصة ما يتصل بطرق التدريس والتقويم المعمول بها، كما يتطلب ذلك من عضو هيئة التدريس الجامعي أن يوجه نشاطاته التدريسية نحو تنمية مهارات التفكير لدى طلبته من خلال التوكيد على طرق التفكير الحاصلة لديهم، وإعادة التفكير بها من خلال مواقف ومشكلات حياتية يطرحها للنقاش، ومن خلال الاختبارات التي تتطلب مهارات تفكير تتجاوز مستوى الحفظ والتذكر، أي أن يُحدث تكاملاً بين التفكير وتدريس المواد على المستوى الجامعي، فيوظّف التدريس في تنمية التفكير، ويستخدم التفكير في إحداث التعليم الفعّال.
التعديل الأخير تم بواسطة علاء الزئبق ; 4/12/2013 الساعة 11:05

#2
الصورة الرمزية abuamro
abuamro غير متواجد حالياً تحت التمرين
نبذه عن الكاتب
 
البلد
المملكة العربية السعودية
مجال العمل
ادارة وتسويق
المشاركات
2

رد: مشكلة التفكير في التفكير

بوست مفيد

ويمكن الاستفادة في كافة المراحل الدراسية

إقرأ أيضا...
التفكير المستقيم و التفكير الأعوج

بعد التَحية كِتاب : التفكير المستقيم والتفكير الأعوج . لِكاتِبه : روبرت هـ . ثاولس ترجمة : حسن سعيد الكرمي . مراجعة : صدقي عبد الله حطاب والذي يتناول هذه النقاط و يناقشها : الفصل... (مشاركات: 0)


دورات تدريبية نرشحها لك

دورة تأهيل مسؤول التحكم في وثائق الجودة - Documents Controller

برنامج تدريبي يشرح مفهوم وأهمية إدارة الوثائق والسجلات في المؤسسات والتمييز بين أنواع الوثائق (سياسات – إجراءات – نماذج – تعليمات عمل – سجلات) وتطبيق دورة حياة الوثيقة من الإنشاء وحتى الأرشفة أو الإتلاف وإعداد وتنفيذ سياسات وإجراءات التحكم في الوثائق وضمان توافق نظام الوثائق مع متطلبات المعايير الدولية مثل ISO 9001. وتطوير مهارات التنظيم والدقة والالتزام المطلوبة لمسؤول التوثيق.


دورة ادارة وتنظيم اجتماعات مجالس ادارة الاندية والمؤسسات الرياضية

هذا البرنامج التدريبي يهدف إلى تبسيط وتعلم مهارات وخبرات وطبيعة ادارة اجتماعات مجالس ادارات الاندية والمؤسسات الرياضية ومراحل تنظيم الاجتماعات وما عوامل نجاحها وكيف نتجنب اسباب فشلها ويبين المهارات القيادية المؤثرة في فعالية الاجتماعات


دورة مهارات التحقيق والتحري لمكافحة الفساد المالى والإداري

برنامج تدريبي أونلاين مخصص لتدريب المشاركين على مكافحة الفساد المالي والاداري وعلاج اسبابه ودعم المركز المالي للمؤسسات والشركات، وتنمية قدرات التحقيق والتحري في قضايا الفساد المالي والاداري لدى المشاركين في البرنامج.


دورة اعداد هياكل الأجور والحوافز

دورة تدريبية مكثفة تهدف لتأهيل المتدربين وإكسابهم خبرات عملية تطبيقية في مجال إعداد هياكل الأجور والحوافز


الدبلوم التدريبي في التسويق الرياضي

برنامج يتناول ادارة التسويق في المؤسسات الرياضية والاندية يتناول تحليل وتقييم السوق الرياضى واختيار الجماعات والشرائح المستهدفة وماهية المنتجات والسلع الرياضية وأهداف التسويق الرياضى فى المؤسسة الرياضية وأساليب التسويق الرياضى فى المؤسسة الرياضية والاستراتيجية التسويقية للمؤسسة الرياضية ( المنتج – السعر- التوزيع- المكان) والمزيج التسويقى الفعال للمؤسسة الرياضية


أحدث الملفات والنماذج