الفساد بصورة عامة آفة تهدد البشرية وتخلق الضغنا والكراهية بين الناس وتحرم البعض من ابسط حقوقه وقد نهى الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه في أكثر من موضع قال الله تعـالى ( ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها ) وقـال تعـالــى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)، ونرى في عالمنا الحاضر كثرة الفساد وتفشيه بصور وأشكال متعدده فليس الفساد مقصور على صورته الواضحة العلنية وهو كسب المال بطرق غير مشروعه ولكن هناك ما هو أعظم من هذا متستر تحت مصطلح إستخدام السلطة في غير محلها ولها أشكال متعددة وطرق ابداعيه في إقصاء الكفاءات المؤهلة خوفاً منها لا عليها في الظهور واكتساح القيادات غير المؤهلة وبالتالي اللجوء إلى إبعادها بحكم المصلحة العامة تتطلب ذلك أو وضع الشخص المناسب في المكان غير المناسب أو تعيين شخص بحكم القرابة والصداقة وتحقيق المنافع الشخصية من وراءه لتحقيق مصلحة خاصة على عامة بحجة كذلك المصلحة العامة مسكينة هذه المصلحة أتدرون أين هي المصلحة العامة في ظل هذه الظروف المتكابله عليها إنها تقبع في العناية المركزة في أقدم مستشفى حكومي متهالك موضوعة تحت أجهزة التنفس الصناعي تصارع الموت تبحث عن رصاصة الرحمة للحاق بالصالحين والشهداء في الأزمنه الماضية زمن الخلفاء الصالحين أمثال عمر بن عبدالعزيز والخلفاء الراشدين وحل محلها المصلحة الخاصة ووضعت في بيوت محمية لا تتأثر بالفصول الأربعة خلال السنة بل جعلوا لها فصلاً خامساً هيأوه بحيث لا تتأثر لا بالحرارة أو الرطوبة أو البرد تحقيقاً لمنافعهم وما يدري أحدهم أنه إذا مات قاعداً آسف أصبح متقاعداً جاءته المصلحة الشخصية وارتمت بحضنه وقالت له بصوت مخنوق ضيعك الله كما أضعتني فأنت من خلال سيرتك العملية كسبت الآثام والمعاصي والمكاسب المادية غير الشريفة وحملتني اياها فها أنا الآن كالعجوز الشمطاء أمامك فهل ترضى أن تأكل وتؤكل غيرك من أبناء أسرتك المال الذي قال عنه نبينا صلى الله عليه وسلم كل جسم بني من السحت فالنار أولى به، هنا إذا كان لديك ضمير سوف تصفق اليد على الأخرى وتموت حسرة بما فعلت في الأيام الخالية هنا يتبرأ كل صديق من صديقه فما كان يحيط بك من كل مكان وتفتح لك الأبواب وترى المدح والثناء والنفاق بكل صورة سوف تفقده بمجرد خروجك من بوابة العمل إلى بوابة الحياة الفائية .وعلى العكس إذا كان الإنسان حافظاً للأمانة وتهمه المصلحة العامة على حقيقتها ويتعامل مع الآخرين بكل احترام وثقه ويضرب بالمصلحة الخاصة عرض الحائط فهو يقدر من خلال تعامله وحرصه على المصلحة العامة ومحاربة الفساد بكل صوره وأشكاله ليعيش حياة هادئة هانئه وإذا ترك منصبه سوف يكون له نفس التقدير والاحترام هنا تأتيه المصلحة الخاصة وتقول له حفظك الله كما حفظتني .والله من وراء القصد .الفساد... صورة واشكالهمشعان الشاطري