الباحث
عمار هادي حسون

التخطيط الاستراتيجي
المقدمة :
ترجع جذور الإستراتيجية إلى الأصل الإغريقي والتي تعني " فن الحرب " ونقل هذا المصطلح إلى حقل الإدارة سيعني " فن الإدارة أو القيادة " ، وقد بدأ تطبيق مفهوم الإستراتيجية في ميدان الأعمال عام 1951 عندما أشار نيومان إلى أهمية الإستراتيجية في التخطيط للمشروع الاقتصادي ، وفي الستينات وضعت الأسس الرئيسية لمفهوم التخطيط الاستراتيجي ، ويحتل العمل الرائد لـأندروز مكانة بارزة في تشكيل حقل الإدارة الإستراتيجية وقد ساعده في ذلك كتاب آخرون ، مما أدى ذلك إلى ظهور نماذج تحليل محفظة وفي مقدمتها ( مصفوفة جماعة بوسطن الاستشارية ) و ( مصفوفة جنرال اليكتريك ) و( نموذج ماكينزي ) ، وفي مطلع الثمانينات قدم مايكل بورتر نموذجه ، حيث اهتم بتحليل الميزة التنافسية والاستراتيجيات التنافسية التي تسعى إلى تحقيق الميزة التنافسية المتواصلة ، وفي بداية عقد التسعينات ظهرت مفاهيم جديدة مثل مفهوم الكفاءة المحورية والمنافسة على القدرات ومدخل الموارد وغيرها غيرت اتجاه تطبيق استراتيجيات الأعمال من خلال التركيز على المهارات والموارد التنظيمية وعلى كفاءة الإدارة في إدارة وتوجيه الموارد ( ياسين , 1998 ) .
ومن هنا سنقسم الورقة هذه الى ثلاثة مباحث نتناول في الاول منها مفهوم التخطيط الاستراتيجي اما المبحث الثاني فنخصصه لبحث مستويات التخطيط الاستراتيجي ونبحث في المبحث الثالث مراحل التخطيط الاستراتيجي .

المبحث الاول مفهوم التخطيط الاستراتيجي :
التخطيط الاستراتيجي هو تقرير كيفية تخصيص الموارد المتاحة ( كالافراد ورأس المال والاصول الثابتة .. الخ ) وذلك بربط المنظمة ببيئتها خاصة بيئة النشاط او الصناعة التي تتبعها ويمكن بذلك ان تتحقق اهدافها طويلة الاجل . والواقع ان استراتيجية أي منظمة توضح المجال الرئيسي للمنظمة من خلال تحديد العمل الذي تقوم به وخطوات العمل التي ستتبعها مثل توسيع مبيعاتها بالشرق الاوسط وتنويع منتجاتها بأضافة منتجين جديدين او خطين انتاجيين جديدين تماماً ( العلاق , 1998 : 125) .
ويرى عالم الإدارة الإستراتيجية الأمريكي جون برايسون ان التخطيط الاستراتيجي هو بمثابة مجموعة من المفاهيم والإجراءات والأدوار المصممة لمساعدة القادة والمديرين على القيام بأعمالهم , فهو إذن مجهود منظم لاتخاذ قرارات جوهرية والقيام بتصرفات أساسية من شأنها ان تشكل وتوجه المؤسسة .
حيث انه أصبح ووفقاً لهذا المفهوم مقياسا للفكر والممارسة الاستراتيجية في عالم السياسة والادارة كما هو في عالم الاعمال انه يستهدف تعليم القيادات خمس مهارات او كيفيات (How is ) كيف تفكر , كيف تقرر , كيف تنفذ , كيف تقيم النتائج , كيف توزع الادوار ( جلال , 2004 : 116 ) .
اما الخطة الاستراتيجية فيرى ( العامري , صالح مهدي محسن , وزميله , 2008 : 209 ) ان الخطط الاستراتيجية هي الخطوات التي تتبعها المنظمة للوصول الى اهدافها الاستراتيجية .
اما ( الدوري , 2003 , 42 ) فيعتبر ان عملية التخطيط الاستراتيجي من المهام الرئيسية للمدراء الاستراتيجيين والادارة العليا الذين يرى انهم يجب ان يتمتعوا برؤية ثاقبة في وضع الاهداف والاستراتيجيات التي تتلائم مع ظروف البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة .


المبحث الثاني مستويات التخطيط الاستراتيجي :
هناك بعد مهم لفهم طبيعة التخطيط الاستراتيجي وهذا البعد يشمل المستويات الاستراتيجية التالي ذكرها :
1. مستوى المنظمة : أي بيان مسار المنظمة ككل وفيه تحاول المنظمة الاجابة على السؤال التالي (( ما النشاط الذي ينبغي ان ندخل فيه ؟ )) .
2. مستوى نشاط الاعمال : ان استراتيجية مستوى نشاط الاعمال هو الذي يدخل في كل نشاط مفرد داخل المنظمة .
3. المستوى الوظيفي : وبالمثل فأن الاستراتيجية الوظيفية يتم اعدادها داخل كل مجال وظيفي في المنظمة مثل وظائف التسويق والتمويل والانتاج والموارد البشرية والتصميم الوظيفي والبحث والتطوير ( العلاق , 1998: 127 )

المبحث الثالث مراحل التخطيط الاستراتيجي :
يمر التخطيط الاستراتيجي بعدة مراحل او خطوات تعتبر ضرورية وكالاتي :
1. مرحلة الاعداد : وتعني تحديد الغاية او رسالة المنظمة والتي تعبر عن سبب قيامها او وجودها ووضع الاهداف وتحديد البدائل واختبار الخطة ووضع استراتيجية لمتابعة تنفيذ وتنظيم الخطة .
2. مرحلة التحليل : أي تحليل الاهداف الموضوعة ومقارنتها ببعضها البعض وتحليل السياسات والاجراءات لمعرفة مدى واقعيتها ومرونتها ومقارنة الاهداف بالتنبؤات ومدى دقة هذه التنبؤات .
3. مرحلة الخيارات والاولوية الاستراتيجية : يتم بهذه المرحلة مقارنة الخيارات الاستراتيجية أي المرسومة لمدى طويل ولفترة زمنية بعيدة مع الخيارات على المدى القصير والمتوسط لاختيار الافضل في ضوء التنبؤ والتوقع العملي القائم على الاساليب الكمية والمعادلات الرياضية .
4. مرحلة الخطط البديلة : عادة يتم وضع بدائل يتم اختيار البديل الامثل الذي يحقق ربح اعلى او وفورات اكبر او مخاطر اقل ولكي يكون التخطيط سليماً وواقعيا وقابلاً للتنفيذ يجب اعداد مجموعة من الخطط يتم المقارنة بينها وبين الواقع وفي ضوء التنبؤات العلمية يتم اختيار افضلها ( الوليد , 2010 : 109, 112 , 113 )
اما جاري ديسلر فيرى ان بناء الخطة الاستراتيجية تتطلب خمسة خطوات هي تحديد المجال الرئيسي الحالي للمنشأة او بمعنى اخرم اهو تعريف المنشأة ( من نكون الان ) هذا أولا وثانيا القيام بالتنبؤ الاستراتيجي بالتعرف على الفرص المتاحة والمخاطر التي تواجهها وثالثاً تحديد نقاط القوة والضعف الحالية للمنظمة ورابعاً تقرير المجال او العمل الرئيسي الذي هو بمثابة الهدف بالنسبة للمنظمة وتقرير افضل استراتيجية لانجاز هذا الهدف واخيراً وضع اهداف محددة قابلة للقياس كخطوة مبدئية في التخطيط .



المصادر :
1. ديسلر , جاري , اساسيات الادارة والمبادئ والتطبيقات الحديثة , تعريب د. عبد القادر محمد عبد القادر , دار المريخ للنشر , الرياض .
2. العامري , صالح مهدي محسن . والغالبي , طاهر محسن منصور , الادارة والاعمال , 2008.
3. جلال ، محمد نعمان , الاستراتيجية والدبلوماسية والبروتوكول بين الاسلام والمجتمع الحديث , 2004 , ط1 , المؤسسة العربية للدراسات والنشر , بيروت , لبنان .
4. ياسين , سعد غالب , الادارة الاستراتيجية , 1998 , ط1 , دار اليازوري للنشر، عمان , الاردن .
5. العلاق , بشير , مبادئ الادارة , 1998 , دار اليازوري للنشر والتوزيع , عمان , الاردن .
6. الدوري , زكريا مطلك , الادارة الاستراتيجية مفاهيم وعمليات وحالات دراسية , 2003 .
الوليد , بشار , التخطيط الاستراتيجي مفاهيم معاصرة