العنصر البشرى فى الإسلام

إن أهمية العنصر البشري في عالمنا الآن أدت إلى زيادة الاهتمام به وتقديم العناية والرعاية له لدى من أدرك
حقيقة أهمية هذا العنصر من عناصر المعادلة فى عالم الاعمال ويتركز الأهتمام بالعنصر البشرى فى الحرص على أن يكون على درجة عالية من الكفاءة والقدرة على التقدم وزيادة إنتاجيته فى المؤسسات التى يعمل بها.

وكان الله سبحانه وتعالى هو أول من اهتم بالعنصر البشرى كونه سبحانه هو الخالق وقد خلق الإنسان وخصه بخائص معينة عن سائر مخلوقاته فجعل الله سبحانه وتعالى لهذا العنصر البشرى كرامة وتكريم عن سائر
المخلوقات بصرف النظر عن معتقداته وامكاناته كما قال الله تعالى "ولقد كرمنا بنى آدم" وهذه هى المرتبة الأولى من التكريم لأنه يتبعها مراتب متقدمة لتكريم الإنسان وفق إيمانه والتزامه بمنهج الله كما قال الله تعالى "إن أكرمكم عند الله اتقاكم" وجاءت هنا بصيغة التفضيل فالإنسان عموماً له كرامة وتفضيل عن سائر الخلق كونه إنسان
أما التقى منهم فهو المفضل عند الله.

وأول اهتمام الله سبحانه وتعالى بالمورد البشرى كان فى قضية العلم حتى يتضح لنا أهمية العلم فى حياة الإنسان كما فعل الله سبحانه وتعالى مع آدم بعد اتمام خلقه حيث قال "وعلم آدم الأسماء كلها" أي أنه اهتم به وعلم العنصر البشري الأول الذي كان أبو البشرية. فالله سبحانه وتعالى اهتم بالإنسان بماديته فخلقه على أحسن هيئة وأفضل صورة فقال تعالى "وصوركم فأحسن صوركم"

ثم اهتم سبحانه وتعالى بتعليمه وتطويره و اهتم به روحياً أيضاً بالهداية والتقوى كما قال تعالى مثنياً على المؤمنين "أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون" وهنا يتضح لنا اهتمام الخالق جل وعلى بالمورد البشرى كونه أهم المخلوقات على وجه الأرض وهو محور هذه الحياه فلقد خلقه الله تعالى وسخر المخلوقات الآخرى من أجله وسخر الكثير منها لخدمته وكرمه على سائر هذه المخلوقات.

وبدأت بعض الدول فى عالمنا المعاصر مثل الدول المتقدمة بإدراك أهمية رأس المال البشري وتطويره وزيادة كفاءته وتدريبه وتعليمه ووضع برامج مخططة للإهتمام بالمورد البشرى نفسياً وصحياً وعلمياً وتثقيفياً تطبق داخل هذه المؤسسات فى هذه الدول ومن هذه الخطط:

1- خطط مكافحة الأمراض والإهتمام بالحالة الصحية للموراد البشرية
2- خطط الإهتمام بالصحة النفسية للعاملين
3- خطط تطوير وتدريب العاملين
4- برامج تحفيذ العاملين

وهناك الكثير من الخطط والبرامج الأخرى التى تدخل فى إطار الإهتمام بالعنصر البشرى كونه من أهم العناصر والأصول التى تمتلكها الهيئات والمؤسسات والتى تطبقها فى الدول المتقدمة

ونحن نأمل أن تسود هذه الثقافة مجتمعنا العربى الذى تأخر للأسف فى هذا الجانب رغم أن ديننا هو صاحب السبق فى تكريم الإنسان والأهتمام به فى كل شئون حياته كما أوردنا سالفا.

أحمد شاهين.