* الرقابة الذاتية هي إحساس العنصر البشرى العامل بأنه مكلَّف بأداء العمل ومؤتمنٌ عليه ، من غير حاجة إلى مسؤول يذكِّره بمسؤوليته.
* ولعل الرقابة الذاتية أهم عامل لنجاح العمل ؛ لأنها تغني عن كثير من النظم والتوجيهات والمحاسبة والتدقيق وغير ذلك.
ولو أن كل موظف في مكتبه ، وعامل في مهنته ، وصانع في مصنعه ، راقب الله تعالى فيما هو مؤتمن عليه , لكان له الأثر الفعال على الأداء وتحقيق الأهداف التنظيمية ، وتلاشت المشكلات الوظيفية ، وتوفر للدولة والمصلحة أموالٌ طائلة كانت تذهب هدراً.
وقد تحدث الكثيرون من الكتّاب في علم الإدارة عن أهمية الرقابة الذاتية عند الموظف ، ولكن المهم هو وسيلة الحصول على هذه الرقابة, حيث يشعر الموظف أنه محاسبٌ على عمله ، لا من قبل الناس ، وإنما من قبل رب الناس ، وليس في الدنيا ، بل في الآخرة ، قال سبحانه إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ( الغاشية: 25 ، 26)
لذا فإن الموظف المؤمن هو أقدر الناس على القيام بالعمل ؛ لأنه أكثرهم مراقبة لله ، فلا يقصِّر في عمله ، ويجتهد في أن لا يشوب الوظيفة أية شائبة ، بل إنه يتعدى ذلك فلا يقتصر على نظافة أدائه وإتقانه ، بل يجتهد في نظافة أداء المؤسسة كلها التي يعمل فيها.([مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]), فإذا أحسّ بشيءٍ من الحرام في عمل المؤسسة بادر إلى التنبيه عليه ، حرصاً على تطهير مال المؤسسة من الشبهة والحرام
وحيث يشعر الموظف أنه مكلَّفٌ بالعمل المناط به ، ويجب عليه الالتزام بالعقد المتفق عليه ، هذا من جهة المسؤولية الوظيفية ، ومن جهة أخرى فإن الموظف عليه مسؤولية اجتماعية تجاه المجتمع .
وحيث أن من أهم الأمانات اللازمة في كل من عين في المنصب الإداري؛ الأمانة المالية، ومن أصعب أنواع الرقابة، الرقابة على الاختلاسات المالية اليسيرة، والتعدي على الممتلكات العامة. وهذا من خيانة الأمانة وقد قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }(الأنفال27) . ونجد أن الشريعة السمحة قد جعلت للوازع الداخلي للموظف بل وكل مسلم أهمية جليلة في التمييز بين الحسن والقبيح عند الاشتباه، وهو ما يعرف بالضمير. فقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس"[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ].
ونظرا لزيادة الثقة بين الفرد والإدارة وتغير نظرة الإدارة نحو موردها البشري، تلكالنظرة المبنية على القدرة والكفاءة والانتماء، الأمر الذي أدى إلى زيادة حماسالأفراد ودافعيتهم نحو تحسين وتطوير الأداء، بالإضافة إلى العمل الجماعي والمشاركةالأمر الذي قلل من أهمية الرقابة الإدارية وتراجعها وزيادة دور الرقابة الذاتيةالنابعة من قيم الفرد ومدى إحساسه بالانتماء وارتباط المصالح الشخصية مع المصالحالعامة.
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ADMINI~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] واتجاه الدول الحديثة لتقوية الرقابة الذاتية , حيث أن كثيرا من الدول ليس لها معايير أخلاقية سماوية فقد اتجهوا إلى إنشاء ميثاق لأخلاق العمل، وقد أكدت دراسة صادرة عن الأمم المتحدة أن وجود ميثاق لأخلاق العمل يعتبر من الوسائل الوقائية المهمة لمحاربة الفساد في الدول النامية ([مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]).
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ADMINI~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] نجحت كثير من الدول العربية ذات الوجه الليبرالي الحداثوي، في تحويل الرقابة التقليدية إلى رقابة ذاتية يمارسها المثقف أو المبدع عل نفسه دون تدخل مباشر من الرقيب. فباتت « الرقابة الذاتية أعلى مراحل الرقابة»، وفق عنوان لبحث مهم تقدم به توفيق البشروش .[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]

ويشتهر اليابانيون بجديتهم الذاتية في أداء العمل ، حيث إن العمل هو وجود المواطن الياباني ، وهو ما يعرف بالـ ( YORUKI ) أي : النزعة الذاتية للبحث عن الذات من خلال العمل . ولذا كانت نسبة الغياب عن العمل في اليابان ( 2 % ) #! وحاولت الحكومة اليابانية تخفيض ساعات العمل ففشلت ! لأن الموظفين يريدون بقاء ساعات العمل طويلة .

ويؤكد بعض الباحثين أنه لا بد من غرس القيم الأخلاقية للموظفين وتنمية الرقابية الذاتية من خلال غرس تلك القيم في التعليم العام، ومن خلال التدريب المتواصل ([مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]) .
وقد كثرت الدعوات من قبل المختصين في الإدارة في الدول الغربية إلى استخدام القيم والعادات التي تحث على الالتزام، وهو ما يطبق عليه : أسلوب استخدام القيم في التحكم في السلوك الإنساني (Ethics as Behavior Control ويدخل في ذلك مواثيق العمل وأخلاقيات المهنة ([مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]) .
والمتتبع لحركة التطوير الإداري في المنظمات الإدارية الغربية يلاحظ أنها نجحت في إحداث نقلة نوعية وكمية في مستوى الإنتاج من خلال تنمية المهارات الإنتاجية للعاملين وإدخال الأساليب والمعدات التكنولوجية الحديثة لكن هذه المنظمات لا تزال عاجزة عن مكافحة الفساد الإداري ولذلك فلا تستطيع الأجهزة الرقابية الداخلية أو الخارجية اكتشافه أو ضبطه لأن ذلك يتعلق بضمائر العاملين حين يقبلون الرشوة ويمارسون المحسوبية ويسيئون إلى جهود الخدمة ويستقلون الوظيفة العامة والمال العام . ولذلك فإن التشريع الإسلامي قد أهتم بهذا الجانب من السلوك الإنساني حيث أعتبر مراقبة الله في السر والعلن هي أعلى درجات الإيمان وهي الإحسان .([مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ])

[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]- فؤاد عبدالله العمر , أخلاق العمل وسلوك العاملين: - نشر المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب بالبنك الإسلامي للتنمية- الطبعة الأولى 1419هـ .

[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ] مختصر صحيح مسلم 1794.

-[3]أخلاق العمل /76 عن (United Nation, 1990:45-69).

[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ] - عبد الجليل التميمي, [الرقابة الذاتية والرقباء بين السياسي والديني في البلاد العربية». أعمال المؤتمرين الرابع والخامس لمنتدى الفكر المعاصر.[منشورات مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بالاشتراك مع مؤسسة كونراد أديناور. تونس 2008.

-[5] أخلاق العمل /81.

-[6] أخلاق العمل /106.

[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ] - ابراهيم فهد الغفيلى , العلاقة والتأثير بين قيم الفرد والمنظمات في بناء أخلاقيات المهنة من منظور الفكر المعاصر والإسلامي