التعامل مع الجمهور
المدرب/ جمال صبحي حجير

مما لا شك فيه أن أهمية المراجعين في كل دائرة أو مؤسسة، سواء كانت خاصة أو عامة، تشكل المساحة الأكبر من الاهتمام والحرص وحسن المعاملة. والتي يجب أن تكون مبدأ في التعامل مع جميع شرائح المجتمع، وهذا يتطلب مجهودا للوصول إلى القمة في فن التعامل عبر المهارات الشخصية.
ومن المعلوم قطعًا أن المهارات الشخصية لكل موظف أو فرد، هي التي تحدد مستوى نجاحه في الحياة عامة، والاجتماعية والعملية خاصة. لهذا يتحتم على كل من تشمله الرغبة في النجاح في عملية العناية بالتعامل مع المراجعين أو الجمهور أن يذهب إلى صقل مهاراته بأساليب علمية عملية مدروسة وقوانين التعامل المحكمة التي تحدد طبيعة علاقة المرسل بعلاقة المتلقي من طبيعة المعاملة.
إن دورات التعامل مع الجمهور تعتبر تنمية حقيقية لمهارات المتعامل مع الجمهور بالنسبة للمتدربين فيها، لما فيها من موضوعات وأساليب وأسس وقواعد للتعامل مع الجمهور على اختلاف أنواعه وأنماطه، والتي تشكل المرآة التي تظهر فيها المؤسسة أو الدائرة أمام الجمهور وأمام المراجعين خاصة، لأن حسن التعامل مع المراجعين يعطي انطباعًا كبيرًا ورضى لمستوى الخدمات المقدمة في الدائرة، ويشير إلى اهتمام كبير من القيادات العليا وحتى صغار الموظفين المتعاملين مع المراجعين إلى أهمية احترام حقوق المراجعين في الحصول على الخدمات التي ينشدونها بأسهل طريقة وأقصر فترة زمنية.
إن إعطاء خدمة جيدة ودائمة أوفر وأنجح للفرد من إعطاء خدمات سيئة أو مؤقتة. بل أكثر من ذلك فإن إعطاء خدمات سيئة قد يؤثر على الفرد وعلى الجهة التي يمثلها بخسارة كبيرة في الوقت والمال والجهد لإصلاح ومعاينة الأخطاء والأعطال التي سيتم التعرض لها. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " . رواه أحمد
إن الناس منذ خلقهم الله وهم مختلفو الطبائع والرغبات والميول. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض, فجاء بنو آدم على قدر الأرض, فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك, والسهل والحزن والخبيث والطيب"
إن ما يعول عليه في إتقان مهارات التعامل مع الجمهور مجموعة من الأسس والمباديء والمهارات إضافة إلى المادة العلمية التي تعتبر المرجع والمرشد للمتدرب في الحصول على المعلومات العلمية اللازمة للتعامل مع الجمهور، بما تحويه من أنشطة وتمرينات. كما أننا يجب علينا ألا نغفل أهمية التغذية الراجعة (العصف الذهني) حول المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالتعامل مع الجمهور، إضافة إلى العروض التقديمية المصاحبة للمادة العلمية تعتبر رؤوس أقلام فقط يسهل من خلالها حفظ وفهم المادة العلمية وتوضيح بعض الجوانب المتعلقة بها والتي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالمادة العلمية.
ودمتم سالمين.