كما لاحظنا من قبل، تكون القرارات التصميمية الأربعة الخاصة بتقسيم العمل وهي انتداب السلطة والتقسيم وحلقة السيطرة و التصميم الخاص بالهيكل التنظيمي. وتتأثر مثل هذه القرارات بالعديد من العوامل المتنوعة. ويكون العامل الأول من بينهم هو البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية والقانونية والاقتصادية التي تعمل بها المنظمة. ونسبة للطبيعة المعينة، توجد بعض الشركات المتعددة القوميات في بيئة مختلفة. ويكون بالإمكان تقسيم الشركات المتعددة القوميات حيث تتضمن مجموعة من المنظمات التي تكون على مساحات جغرافية موزعة لقوميات فرعية متعددة. إحدى الطرق لتكوين فرع شركة أجنبية هو أن يتم إجراء نسخة من الشركة الأم، حيث يتم تطبيق كل الهيكلة التنظيمية والسياسات التشغيلية والإجراءات التي تكون بالشركة المحلية. وكمثال، فعند تكوين فرعها الأجنبي، كونت شركة بروكتر وجامبل ذات النسخة من شركتها بالولايات المتحدة نسبة لاعتقادها " أنه بتطبيع ذات القوانين والإجراءات التي قد دفعت بشركتنا للنجاح بالولايات المتحدة سوف يكون أيضاً هو كذلك في أي مكان أخر". وتكون الصعوبة المحتملة مع الممارسة حيث ينتج عنها الاعتماد على التصميمات التنظيمية والممارسات الإدارية والتي قد لا تكون مناسبة لبيئة البلد المستضيف. وقد يكون ذلك هو السبب في شرح لماذا يكون هنالك توجه لأن تطور فروع الشركات بالخارج من هيكلتها التنظيمية بمرور الوقت خلال مسيرة الشركة في أن تصبح شركة أكثر انتشاراً على مستوى العالم. وسوف نشرح بالصفحة 551 خلال الشكل هذا المفهوم بتفصيل أكبر. وبالطبع، في حين يكون هنالك اختلافات مهمة التي تملي أن يتم إجراء تكييف بالهيكلة والسياسة والممارسات الإدارية، فقد تكون هنالك تشابهات حيث بين الدول التي يكون بها اختلافات. وتكون أحدى التحديات بالنسبة للباحثين في المجال التنظيمي هو تقديم البيانات التي تساعد على الفهم الأفضل لدرجة التشابه والاختلاف خارج الحدود القومية والتي تكون له تأثيرات على العمليات التنظيمية. ويكون على الشركات التي تتخطى الحدود القومية أن تقرر الكيفية التي بها سوف تضيف نشاط أجنبي بالمنظمة. وما هي الكيفية التي يجب بها إجراء عملية التنسيق؟ وفي الحقيقية، تكون النشاطات الأجنبية ما هي سوى توسعه للنشاط التجاري المحلي، ولا تتضمن عملية تنسيق الخطط الإستراتيجية الكثير من الاختلافات من تلك التي يتم ممارستها بالبلد الأم للشركة المعنية. وقد كان لنجاح الشركات اليابانية الواضح بالسوق العالمية الأثر الكبير في أن تكون هنالك مبادرة ورغبة في التعرف في الطريقة التي يتم بها تنظيم الشركات اليابانية حال الرغبة في منافستها. وفي قلب المناقشة يكون التساؤل عما هو الأساس للتقسيم الصحيح وتحت أي ظروف يكون؟
الشركات العالمية : ملاحظات تخص التصميم التنظيمي : -
من أكثر أسس التقسيم استخداما هو التقسيم الجغرافي. ويكون للترتيبات الخاصة به كتابة تقارير من قبل المديرين الإقليميين إلى الرئاسة في ذات البلد أو النطاق الإقليمي.فقد كانت المنظمات القائمة على أساس جغرافي بالنسبة لشركة MNC به ذات الصفات مثل تلك التي كانت بالمنظمات المحلية. ويحتوي أي مكتب قومي أو إقليمي على كل الإمكانات الضرورية لإنتاج وتسويق المنتج أو الخدمة المعنية. وقد كان هذا الشكل التنظيمي مناسب بالنسبة للمنظمات التي لها منتجات أو خدمات محدودة مثل شركة أي تي تي وشركة تشارلز بفيزر. ونسبة لوجود العديد من المنتجات لشركة ام ان سي، فإنه سوف تجد العديد من المميزات المحددة بالهيكل التنظيمي القائم على المنتج أو الخدمة المعنية. ويحدد هذا الهيكل مسئولية عالمية بالنسبة للمنتج أو المنتجات لإحدى مكاتب الشركة، ويكون على كل فروع الشركة على النطاق المحلي أو بالخارج ذات العلاقة بالمنتج المعني كتابة التقارير إلى مكتب الشركة الخاص بالمنتج. وتستخدم شركة ايستمان كوداك الهيكل القائم على المنتج لتحديد المسئوليات الخاصة بالبحث والتطوير والتصنيع والتسويق والتوزيع للمنتج على مستوى العالم. ويتم إطلاق مصطلح الخط التجاري على وحدة المنتج الأساسية حيث تتخذ القرارات الخاصة بها وتتحمل تبعات الفشل والنجاح تبعاً لذلك. وتعتقد ايستمان كوداك أن هذه الطريقة تمكن المديرين من الاستجابة بسرعة أكبر للظروف الخاصة بالسوق. ومع احتواء شركة ام ان سي على خطوط إنتاج صارمة مثل الشركات العاملة في التنقيب فأنه سوف تستخدم الطريقة الوظيفية. وتبعاً لمثل هذا الهيكل، يكون لكل مكتب شركة وظيفة تخص نشاط تجاري مثل الإنتاج والتسويق والمالية سلطة على تلك الوظائف التي تأخذ مكانها بأي بقعة من العالم كانت. وبذلك، يكتب فريق المنتج بأوروبا وأمريكا الجنوبية بالإضافة إلى أمريكا الشمالية التقارير لمسئولي الشركة المسئولين عن الإنتاج. وعلى الرغم من وجود مشاكل إدارية وتنظيمية مشتركة بشركة ام ان سي ، حيث تحدد كيفية التعامل مع هذه المشاكل عكس الثقافة المحلية بالإضافة إلى الثقافة المحلية وهي الخاصة بالبلد المستضيف. ويمكننا تلخيص مناقشة طريقة تنظيم شركة ام ان سي بوصف كم عدد الشركات اليابانية التي تنهج ذات الطريقة، نسبة لأنهم جميعاً يركزون على مجموعة محدودة نسبياً من النشاطات التجارية على عكس الشركات الغربية التي تدخل العديد من منتجات النشاط التجاري. وتكون أحدى مؤثرات الاختلاف هي أداء الموظفين اليابانيين لوظائف متخصصة أقل مع مهارات وخبرات متنوعة نسبة للعدد الأقل من التخصصات الخاصة بالنشاط التجاري التي يتم تأديتها. ويتكون لوظيفة التصنيع اليابانية معدل أقل من وظيفة التصنيع الغربية. وتكون المسئولية ذات العلاقة بالوظيفة أقل بالشركات اليابانية على الرغم من تمكين الممارسة اليابانية الخاصة بالمشاركة الإدارية الموظفين الأفراد في أن تكون لديهم قناعة بالأمور التي تؤثر على وظائفهم الخاصة. ويتوقع من المديرين من المستوى المتوسط اليابانيين أن يبادروا بالفرص للموظفين الذين يكونون النشاط التجاري، والذين يتم تقييمهم تبعاً لهذا المعيار بالإضافة إلى المعايير الاقتصادية وتلك الخاصة بالأداء. وتقوم عملية التقسيم إلى أقسام بالشركات اليابانية على الوظيفة والعملية وليس على المنتج أو العميل أو الموقع. ويعكس عملية تفضيل الأسس القائمة على التوجه الداخلة تفضيل الشركات اليابانية أن يتم أداء النشاط التجاري بصناعات أقل نسبة لعدم تطور الشركات التي يكون بها تقسيم داخلي معقد. وتوجد هنالك بالطبع منظمات تعمل بأعمال متنوعة باليابان، إلا أن هذه الشركات تتبع أسلوب الحفاظ على نموذج الشركة كمنظمة. فقد طور اليابانيون من الممارسة الخاصة بتكوين علاقات وثيقة مع المنظمات الموردة وبذلك تكون قد تجنبت التكامل الرأسي كما هو حال معظم المنظمات التجارية الغربية. ونعزو الاختلافات بين الهياكل التنظيمية باليابان والأخرى بالغرب إلى الفروق بممارسات النشاط التجاري. وترجع مثل هذه الممارسات بلا شك إلى النمو المحلي والثقافي الخاص بالطريقة التي يتم بها أداء وتكوين الهيكل الخاص بالمنظمات.