مما يثير الانتباه و يلفت الأنظار أنه كلما كانت ثقافة القيادة التنظيمية ناجحة قوية استطاعت خلق ثقافة تنظيمية قوية في كوم من الثقافات التنظيمية المتعددة .
ولا يمكن لاثنان أن يختلفا على حقيقة بأن مقدرة قادة التنظيم على تحقيق الاستثمار الأمثل من تلون وتعدد الثقافات في الإسهام في توليد الفكر الذي يخلق الإبداع الذي هو نتاج تنوع وتعدد أفكار بالتالي ستحل كثير من المعضلات التي خلفتها البيروقراطية وسيتجلى مبدأ الابتكار لإيجاد جزءا من الحلول الملائمة لها وكذلك ستتجلى أرضية واسعة لتتجسد فيها رؤى و ثمرات التعاون وسيتهيأ بشكل كافي حينما تهيئ القيادة التنظيمية البيئة الخصبة التي تسمح بنمو و تميز الثقافة التنظيمية القوية وستخرج نتيجة حكمتها و مقدرتها على استثمار تلك الثقافات المتنوعة إيجابا نحو صالح التنظيم لتتكامل أهدافها مع أهداف عامليها وأهداف الجمهور الذي وجدت لأجله .
لو أعدنا النظر قليلا لوجدنا أن فلسفة ونوع ثقافة القيادة في التنظيم سيمتد تأثيرها على ثقافة المنظمة وعلى سلوكيات وممارسات وأساليب العمل
التنظيمي ومن ثم مدى قدرة التنظيم على دفع إنجازاته نحو التطوير والنجاح التنظيمي .
لذا ؛ فثمة محاولات بدت نحو خلق الثقافة الجديدة للقيادة لتوفر بعضا من الحقائق نحو الإسهام في التأثير على ثقافة التنظيم لتقود ممارساته التي تسهم في نهاية الأمر نحو رفع مستوى الكفاءة والفعالية التنظيمية .
ومما لاشك فيه أن ثقافة القيادة المنفتحة تقود نحو الانفتاح على مبادئ وممارسات جديدة في التنظيم مأخوذة من تجارب ممارسات قطاعات و تنظيمات أخرى موائمة للتطبيق في المجال التنظيمي نفسه.
و بدى واضحا للعيان التوجهات الجديدة التي سلكتها فلسفة القيادة لخلق نوع من التميز في ثقافتها التنظيمية وذلك بالاتجاه نحو أسلوب ممارسات القطاع الخاص الملائمة وذلك عبر تشجيع وانتهاج فكرة الشراكة والتطوير وتطوير لتحقيق مبدأ الابتكار وتطوير الكفاءات التنظيمية مما يسهل الاستفادة من منهجية الجودة واعتماد التطبيقات الالكترونية ليتم تشكيل منهجية متميزة كثقافة للتنظيم تسهم في صنع جزءا من الحلول الفعالة للتخفيف أو الخلاص من سوءات البيروقراطية وكذلك مما يسنح و يعيد النظر كذلك في أسلوب و ممارسة المركزية واللامركزية ليتجلى مبدأ التعاون بشكل أكبر على نحو أفضل في تحقيق نتائج أفضل .
أجمعت الدراسات الحديثة في السلوك التنظيمي على أن الثقافة التنظيمية عنصرا أساسيا في نظام المنظمة الكلي بما تحمله من تأثير على العاملين والعمليات بما تتضمنه من قيم وأخلاقيات وعادات وأفكار وسياسات توجه سلوك الأفراد في المنظمات الإدارية التي يعملون بها ومن ثم تؤثر من خلالهم على كفاءة وفعالية المنظمة الإدارية .
وعليه فإن الثقافة التنظيمية ستؤثر وتتأثر بثقافة قادة التنظيم وعلى قادة المنظمات أن يفهموا أبعادها ومكوناتها باعتبارها الوسط البيئي الذي تعيش فيه المنظمات والذي يؤثر على نوع السلوك الذي تتفاعل به مع غيرها أو مع عامليها .
ويعتمد ذلك على حكمة القيادة التنظيمية بأن تجعل همها خلق ثقافة داعمة مشتركة لثقافة العاملين والعمليات الإدارية التي تركز على العمل الجاد والأداء المطلوب لتحقيق الأهداف المشتركة للتنظيم والعاملين والجمهور والتي يتوقف عليها مقدرة الحكم على نجاح أداء المنظمة من فشلها .



تحياتي لكم أختكم الباحثة / نورا الرشيد