ملخص "العادة الرابعة "
"الفوز للجميع"
التفكير بمنطق الفوز للجميع ، لا يكون تجملاً أو تكلفاً إبرازاً للنخوة والمروؤة ، وليس أيضاً جذوة حماسية ما تلبث أن تنطفئ، ولكنه سمة أصيلة لتحقيق مبدأ التعاون بين الناس وقانوناً من قوانين التفاعل الإنساني .
معظمنا يتقن فن إجراء المقارنات مع الآخرين ، ويتعلم كيف ينافس غيره ليتغلب عليه . نحن نفكر بعقلية المنتصر والمهزوم ، فلو إنني فزت فبالضرورة أنت تكون الخاسر ، والعكس بالعكس ، فتصبح الحياة لعبة محصلتها صفر .
هناك قطعة واحدة من الحلوى يتنافس عليها الجميع ، فلو أخذت أنت القطعة الأكبرمنها فستبقى لي الأقل ولو أنا أخذت الأكبر ستأخذ أنت الأقل، وليس هذا عدلاً ، وسيستفرغ كلا من الطرفين جهده لكي يقتطع المزيد لنفسه أو على الأقل يمنع الآخر لأخذ المزيد ، وينشئ بذلك الصراع والمنافسة ، نحن جميعاً نلعب هذه اللعبة .. ولكن السؤال :
هل هي لعبة ممتعة حقاً ؟!!
"الفوز للجميع" يجعل الحياة ميداناً للتعاون وليست حلبة للمصارعة والتناحر . "الفوز للجميع" إطار عقلي وقلبي يؤسس مبدأ العدل في تحقيق المنفعة لجميع الأطراف ،فليس ضروريًا أن يخسر واحد ليكسب الآخر فهناك ما يكفي الجميع ، ولا داعي لاختطاف اللقمة من أفواه الآخرين . "الفوز للجميع" يعني أن الطرفين ربحوا لأنهم اختاروا الحلول التي ترضي الطرفين مما يجعل كلا الطرفين يشعرون بالراحة والامتنان.
والشخص أو المنظمة الذي يتعامل بمنطق "الفوز للجميع " يجب أن يتمتع بثلاثة خصائص أساسية :
1- الاستقامة (النزاهة) :فالإنسان المستقيم صادق في أحاسيسه محترماً لقيمه ومبادئه وموفياً لالتزاماته .
2- النضوج : الإنسان الناضج يترجم أفكاره ومشاعره بشجاعة مع مراعاة مشاعر الآخرين وعدم الاستخفاف بآراءهم أو أفكارهم.
3- الحكمة والتعقل : الإنسان الحكيم يؤمن بأن هناك ما يكفي للجميع ، فالعدل أساس الملك.
كثيراً من الناس يتوقعون فيك أحد النقيضين فإما أن تكون لطيفاً أو خشناً .. مقداماً أو متقاعساً .. عاطفياً أو جامد المشاعر حاد الطباع مبدأ " الفوز للجميع " يتطلب أن تجمع بين النقيضين معاً ، إنه التوازن الفعال بين الجرأة والأقدام والحماسة وبين الحكمة والتروي وإمعان النظر ، وبين العقل والمنطق والمشاعر والعاطفة ، لتطبق مبدأ " أنت تفوز .. وأنا أفوز" يجب أن تكون واثقاً من مواقفك ، ومدركاً لطبائع النفس البشرية . إدراك هذه المنتاقضات ، والعمل على إحداث التوازن بينهما هو جوهر حقيقي لتطبيق مبدأ " الفوز للجميع " .
إلى اللقاء ومع " العادة الخامسة "
افهم الآخرين جيداً لكي يفهموك جيداً