يحتاج المديرون وقادة الأعمال إلى معرفة وفهم اختلاف الأفراد في طريقة حل المشاكل واتخاذ القرارات. ومن تلك الطرق لفهم أساليب حل المشاكل والتي نمت من خلال عمل عالم النفس CarlJungالذي يعتقد فيه أن الاختلافات هي نتيجة لتفضيلاتنا في كيفية جمع وتقييم المعلومات. حيث يرى جون أن جمع وتقييم المعلومات نشاط مستقل. فالناس يجمعون المعلومات بالإحساس أو الحدس والبداهة وليس بهما معا. النوع الإحساسي من الناس يعمل من خلال الحقائق المعلومة والبيانات ويفضلون الروتين والترتيب في جمع المعلومات. بينما النوع الحدسي أو البديهي ينظرون من خلال الإمكانيات لا من خلال الحقائق ويفضلون حل المشاكل الجديدة باستخدام المفاهيم المجردة.
تقييم المعلومة يستلزم عمل الأحكام عن المعلومة التي جمعها الشخص. وهنا تقيّم المعلومة من خلال التفكير أو الشعور. وهذا كما يرى جونق يمثل منتهى التطرف في التوجيه. النوع المعتمد على التفكير يجعل الأفراد يؤسسون أحكامهم على تحليلات محايدة، يستخدمون العقل والمنطق وليس القيم الشخصية أو المظاهر العاطفية للوضع. بينما النوع المعتمد على المشاعر يؤسس الأفراد أحكامهم على المشاعر الشخصية مثل الانسجام والميل إلى اتخاذ القرارات الناتجة عن الاستحسان والقبول للآخرين. وبناء على كارل جونق، فقط واحد من الأربع وظائف – الإحساس، الحدس، التفكير، المشاعر – مهيمنة على الفرد. ومع تلك الوظيفة المهيمنة في العادة تسندها وتدعمها واحدة من الوظائف الأخرى المقابلة.
ويمكن لنا أن نجمل الأربعة أساليب في حل المشاكل كالتالي: أولاً، أسلوب شخصية التفكير الإحساسي الذي يؤكد على التفاصيل والحقائق والأشياء المتيقنة، مع الحزم، والتفكير التطبيقي، والتركيز على الفترات القصيرة والأهداف الواقعية، ويسعى في تطوير الأحكام والأنظمة للحكم على الأداء. ولذلك نجد الوظائف المناسبة لهذه الشخصية: المحاسبة، الإنتاج، البرمجة، أبحاث السوق، الهندسة. ثانيًا أسلوب شخصية التفكير الحدسي والتي نجد أنها تفضل التعامل مع المشاكل النظرية أو التقنية، وهي شخصية إبداعية ومتقدمة، مع الميل للفكر المفاهيمي، والتركيز على الإمكانيات واستخدام التحليلات الموضوعية، مع القدرة على التفكير في العديد من الخيارات والمشاكل في نفس الوقت. والوظائف المناسبة لهذا النوع: تصميم النظم، تحليل النظم، القانون، الإدارة الوسطى والعليا، وتدريس الأعمال والاقتصاد.
النوع الثالث الشعور-الإحساس والذي يظهر اهتماما بأحداث الساعة والمشاكل التي تواجه حياة البشرية، الذرائعي، التحليلي ، نظامي، حي الضمير، يؤكد على حقائق تفصيلية وليس مهام، يركز على بناء المنظمة لمنفعة الناس. ويتناسب معه الوظائف الإشرافية، الاستشارات التفاوض، البيع والمقابلات. الشعور-البديهي أو الحدسي يتجنب التفاصيل، عبقري، مشارك، موجه للناس، متعاون، يركز على التوجهات العامة يوسع الأفكار الرئيسية، والمشاعر، غير مركزي في اتخاذ القرارات يطور بعض الأحكام والتنظيمات. ويتناسب مع هذا النوع وظائف العلاقات العامة، الإعلانات التجارية، الموارد البشرية وشئون الموظفين، السياسة، وخدمة العملاء.
هناك منظومتان إضافيتان من المتضادات والنقائض لا علاقة لها مباشرة في حل المشاكل وهي الشخصية الانطوائية- الانبساطية والشخصية الأحكامية-الإدراكية، فالمنطوي يستمد قوته من أفكاره ومشاعره الشخصية، بينما الشخص الاجتماعي المنبسط يستمد قوته من المحيطين به والاحتكاك بهم. وفي المقابل نجد الشخص الأحكامي يفضل اليقين والإقفال ويميل في اتخاذ القرارات بسرعة والمبنية على المعلومة المتوفرة. في المقابل الإدراكيون يستمتعون بالغموض ولا يحبذون المواعيد المحددة للإنجاز، وربما يغيرون آراءهم مرات عديدة كلما جمعوا معلومات أكثر في اتخاذ القرارات.
إن أساليب حل المشاكل والذي يطبق نظام MBTI وهو اختبار الشخصية الذي يقيس تفضيل الشخص للانطواء الذاتي مقابل الانبساط والانشراح، وتفضيل الشعور مقابل البداهة، وتفضيل التفكير مقابل الشعور، والحكم مقابل الإدراك. وهذا المزيج المختلف من الأربعة التفضيلات ينتج عنه 16 نوعا فريدا من أنواع الشخصية. وكل هذه الشخصيات الستة عشر يمكن لها أن تترك عواقب إيجابية أو سلبية في السلوك. وهذا الذي يجعل 89 شركة من أكبر 100 شركة تستخدم في أميركا هذا الاختبار في قرارات اختبار وتوظيف وترقية العاملين لديها. إن وضع الموظف المناسب في المكان المناسب مسئولية مهمة من مهام المدراء أيًا كان الاختيار على الحدس والخبرة أو باستخدام اختبارات الشخصية مثل MBTI. إنه كفاح قادة الأعمال والمدراء في خلق انسجام بين الشخص ووظيفته.